نفسي
أحاول تقسيم مشكلتي إلى قسمين.... المشكلة الأولى: عندي قرابة السنة أعاني من كثرة الوساوس كفر وسباب الله والناس راسخة في رأسي تتكرر كثيرا لا أستطيع وقفها وأصبحت لا أستطيع التركيز في أي شيء وتأتيني أفكار قبيحة جدا في الذات الإلهية والرسل متكررة بشكل دائم
أما الشيء الثاني فقد زادت حالتي إلى الأسوأ فإلى جانب الأفكار أصبحت أسمع أصواتا في رأسي تأمرني وتشتم وتندفع بكلمات كفرية متكررة في هذا الأمر عبارة عن شخص يتكلم معي أو خاطبني.
وعندما أسمع شخص يكفر يبقى ذلك الكفر يعاد في الحال في رأسي كما هو بشكل متكرر مع العلم أني دائم التفكير اللاإرادي، وأتحدث معي نفسي كامل اليوم
يعني كثرة حديث النفس مستحوذة على دماغي ولا أستطيع التحكم فيها،
ساعدوني أرجوكم وشكرا لكم.
11/12/2017
رد المستشار
أشكرك يا "وائل" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
بالنسبة لمشكلتك الشق الأول وهو الوساوس التي تسيطر عليك وتؤثر عليك سلبيا وعلى حياتك الطبيعية فهو يشير إلى أنك تعاني من وسواس، فالفكرة الوسواسية ما هي إلا إشارة كيميائية دماغية زائفة "لست المسؤول عنها" أي ليس لك ذنب فيها فهي ليست منطقية وليست حقيقية ولا يمكن أن يتقبلها العقل .
وبما أنها زائفة، وليس لك ذنب فيها، وليست منطقية ولا حقيقية وأنت غير متقبل لها؟! فلماذا تستجيب لها وتعيشها وتجعل مما هو مزيف واقع تعيشيه ليصبح بعدها واقعك وحقيقتك في هذا الموضوع زائف؟!
فالوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهرية.الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها؛ لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر، وفي المحصلة فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من الضائقة.
فالأعراض الوسواسية هي أفكار وتخيلات متكررة مرارا، عنيدة ولا إرادية، أو دوافع لا إرادية تتسم بأنها تفتقر إلى أي منطق، هذه الوساوس تثير الإزعاج والضيق، عادة، عند محاولة توجيه التفكير إلى أمور أخرى، أو عند القيام بأعمال أخرى، وتتمحور هذه الوساوس، بشكل عام، حول موضوع معين.
فالأعراض القهرية هي تصرفات متكررة، مرارا، نتيجة لرغبات ودوافع جامحة لا يمكن السيطرة عليها، هذه التصرفات المتكررة يفترض بها أن تخفف من حدة القلق أو الضائقة المرتبطة بالوسواس.
ما من مسبب صريح واضح لاضطراب الوسواس القهري، أما النظريات المركزية بشان العوامل المسببة المحتملة لاضطراب الوسواس القهري فتشمل:عوامل بيولوجية: تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه، كما أن هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطا أيضا، بعوامل جينية وراثية معينة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري، بعد.
عوامل بيئية: يعتقد بعض الباحثين بان اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرفات مكتسبة مع الوقت.
درجة غير كافية من السيروتونين: السيروتونين (Serotonin) هو إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ، وإذا كان مستوى السيروتونين غير كاف وأقل من اللازم، فمن المحتمل أن يسهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري.
ومما قد يزيد من خطر نشوء، أو استثارة الوسواس القهري :
ـ التاريخ العائلي.
ـ حياة مثقلة بالتوتر والضغط.
ـ الحمل.
وهنالك نوعان أساسيان متبعان في العلاج هما:
- العلاج النفسي
- العلاج الدوائييختلف العلاج الأفضل والأنجح لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصي وتفضيلاته، وغالبا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدا.
وتبين أن الطريقة العلاجية المسماة "المعالجة المعرفية (الإدراكية) السلوكية" (Cognitive behavioral therapy - CBT) هي الأكثر نجاحا في معالجة اضطراب الوسواس القهري، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية، ويؤدي فيها المريض بعض التدريبات مثل التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية، وفي العلاج يتم:
ـ إعادة تشكيل البنية المعرفية: يركز العلاج المعرفي على تصحيح التقييمات الخاطئة المتعلقة بالإحساسات الجسدية باعتبارها مصدر تهديد، وتطبيق الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية.الاسترخاء العضلي: تتمثل أهمية الاسترخاء العضلي في أن المريض يقارن فيه بين العضو في حالة التوتر والعضو في حالة ارتخاء وراحة، ويخبر هذا الفرق بصورة واضحة عبر أعضاء الجسم المختلفة، ويتعلم المريض أنه قادر على جلب الاسترخاء لنفسه من خلال سلوكه .
مراقبة الذات: هي محاولة للتعبير الموضوعي الدقيق عن الحالة (مثل: مستوى قلقي في الدرجة 5، ولديَّ أعراض رعشة، وداور)، بدلاً من استخدام كلمات عامة فضفاضة مثل: أشعر بالرعب الشديد، هذه أسوأ لحظات عمري، ويتم ذلك من خلال سجل لنوبات القلق، يتابع من خلاله المريض ما يجري له في يومه .
التعرض التدريجي: "يكون التعرض التدريجي للموقف المخيف وسيلة ملائمة للتخفيف من المخاوف"، ويقاس النجاح في ذلك بالاستمرار في موقف التعرض حتى ينخفض القلق.
أما بالنسبة للشق الثاني الذي طرحته بمشكلتك وهي كثرة الحديث مع النفس حديث النفس شائع جداً بين الناس، خاصة في مرحلة البلوغ وما بعد البلوغ، وسن الشباب الأولى، وحديث النفس هو تعبير عن احتقانات داخلية، وفي بعض الأحيان يكون ذا طابع وسواسي، وفي بعض الأحيان يكون نوعاً من أحلام اليقظة؛ أي أنه غير مزعج أبداً لصاحبه، بل على العكس تماماً تجد هنالك راحة، تجد هنالك شعورا بلحظات سعادة حين يسترسل الإنسان في هذه الأفكار.
وهنالك عدة أسباب لهذا النوع من التفسير النمطي المتكرر ذي الطابع الوسواسي.
فقطعاً لا تجلس وحدك كثيراً حين تبدأ عندكِ هذه الأفكار الاسترسالية المتواصلة، قوم فجأة بالتحرك من مكانك، أو غير وضعيتك؛ إن كنت واقف فاجلس، أو كنت جالس فقوم، أو مثلاً قوم بالضرب على يديك مع بعضهما البعض، المهم هو أن تصرف انتباهك عن هذا النوع من التفكير، وتجنب الجلوس لوحدك كثيراً.
واجعل لنفسك برنامجا يوميا لإدارة الوقت، حتّمِ على نفسك أنك سوف تقوم بفعل كذا وكذا الساعة كذا، هذا التدقيق والالتزام بالجدول الزمني يجعلك تؤدي الكثير من الأشياء دون أن تضيع وقتك في هذا النوع من التفكير.
النوم المبكر أيضاً مهم جداً لتستيقظ مبكراً، وتذهب إلى عملك بنشاط وحيوية، هذا إن شاء الله تعالى يؤدي إلى نوع من الراحة والقبول لفكرة العمل، واستشعار أهميته.
ممارسة أي رياضة تناسبك، وهنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء فاعلة ومهمة وجيدة،
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديق دائم على موقعنا
واقرأ أيضاً:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري
نطاق الوسواس OCDSD اضطراب وسواس قهري
علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي ديني Religious CBT
العلاج الذاتي قد لا يكفي
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفيويضيف د.وائل أبو هندي المتصفح الفاضل "وائل" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت مجيبتك أ.د رانيا الصاوي إلا أن أنبه إلى ضرورة توضيح عبارتك (فإلى جانب الأفكار أصبحت أسمع أصواتا في رأسي تأمرني وتشتم وتندفع بكلمات كفرية متكررة في هذا الأمر عبارة عن شخص يتكلم معي أو خاطبني).... فإذا صح أنك تسمع أصواتا تأمر وتشتم فإن التشخيص التفريقي من الذهان لابد منه،
واقرأ في ذلك:
بين الوساوس والهلاوس فرق كبير
شخص داخل رأسي : بين الهلاوس والوساوس
مرئية ومسموعة : هلاوس لا وساوس
ويتبع >>>>>>>: سباب الله في رأسي وساوس أم هلاوس ؟ م