نفسي
السلام عليكم، طبعا أنا إنسان مصاب بالوسواس ولكني أعتقد أني قد أشفى منه بإجابة مقنعة
1/ أنا وسوست مرة في النية للعلم ولكني لم أكن أعلم أن النية هي القصد للفعل وعندما علمت أنها كذلك ارتحت لأنه كان يجب علي أن لا أوسوس ولكن راودني شك بأن هل كنت ناوي أم لا ؟
حيث أن موضوع النية أنني كنت أبحث في النت عن شيء ورأيت فيديو فيه شيء آخر كان في ذهني ففتحته وعندها بدأت أشك في نيتي.... السؤال هل يقام علي فتوى الأخذ بالأكثر للموسوس وهل فتوى الأخذ بالأكثر للموسوس تنطبق على أي وسوسة كانت أم في الطهارة فقط ؟
أرجو أن تريحوا بالي بإجابة وبأدلة
وشكرا لكم
27/11/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"، وأهلًا بك على موقعك وموقع كل الموسوسين
رسالتك غير واضحة في بدايتها، ولكني سأجيبك عما سألت عنه آخرها:
نعم، الأخذ بالأكثر يُعمَل به في جميع أنواع الوساوس، وليس في الطهارة فقط، والأخذ بالأكثر صورة من صور عدم الاستجابة للوسواس وطرح الشك، فأي فعل مأمور به يشك فيه الموسوس: (هل فعلته أم لا؟) فالحكم في حقه أن يقول: قد فعلته ويستمر في أداء ما أمر به. هل صليت ركعتين أم ثلاث؟ (نعم صليت الركعة الثالثة) وهكذا يكون أخذ بالأكثر.
وكذلك: إذا شك في فعل منهي عنه هل قام به أم لا؟ كأن شك هل كفر أم لا؟ وهل فعل أحد مبطلات الصلاة أم لا؟ فإنه لا يستجيب لوسواسه ويقول: لم أكفر؛ لم تبطل صلاتي. وهكذا...
ولهذا أدلة كثيرة، أبرزها:
1-ما رواه البخاري ومسلم: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ».
2- ما رواه مسلم: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاتي وَقِرَاءَتِي، يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزِبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي
3- ما رواه أبو داود والحاكم في المستدرك وغيرهما: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أحدُكُم فَلَمْ يَدْرِ زَادَ أم نقصَ، فليَسْجُدْ سَجْدَتَينِ وهُوَ قاعد، فَإِذَا أَتَاهُ الشَّيطَانُ فقَالَ: إنَّكَ قَد أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحاً بَأَنْفِهِ، أَوْ صَوْتاً بأُذُنِه».
فهنا جاء الأمر بمخالفة الوسواس، فهو من الشيطان الذي أمرنا بمخالفته في كل شيء، فيقول الإنسان للشيطان: (كذبت) ويتابع عمله كأنه لم يشك، (ولينته) فلا يسترسل في الأخذ والرد، فمن البديهي أن الوسواس كاذب.
وإذا أردت أدلة أكثر، وتصورًا أشمل للموضوع، فتفضل بقراءة سلسلة مقالات: منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري وهذا رابط أول السلسلة.
عافاك الله، وأهلًا بك وسهلًا.