......
كنت أُفَضِّل مشاهدة مُعاقبة الطلاب والأطفال، والتَّأثُّر بحالهم جدًّا، وكنت بجيب فيديوهات عن الحاجات دي كتير، وكل فترة أقول "مشوفش الحاجات الي بتِصْعَب عليَّا دي" وآجي في فترة أتفرَّج على نفس الفيدوهات وأعيدها.
ومن قريب أصبحت أضرب نفسي سواء على القدم أو اليد بِشِدَّة، حتى وأنا بتوجَّع بصير أَكَمِّل أكتر. هل ده مرض نفسي؟
وهل ده حرام أنِّي أضرب نفسي؟
وأُفَضِّل أن تكون سِرِّيَّة.
26/5/2021
رد المستشار
شكرًا ْعلى استعمالك الموقع.
الصراحة ما تتحدَّثين عنه لا يُشِير إلى اضطراب نفسي، ولكن إلى ظاهرة نفسانية، وهي التعاطف أو الإشفاق أو الشفقة. التعاطف كمصطلح نفساني مُشتَقّ من اللاتينية، ومعناه المشاركة بالشعور بالألم في الوقت الذي يُدرِك فيه الإنسان بأن من يشاهده يشعر بالألم هو نفسه. على مدى التاريخ يُعتَبر التعاطف من الصفات الإنسانية الحميدة.
التعاطف له أبعاد عِدَّة في العلوم النفسانية، وهي بدورها أبعاد مُرتَبِطَة بشخصية الإنسان، منها تركيز المتعاطِف على المتعاطَف معه وإدراكه لِمِحنَتِه، وبالتالي ذلك يعني مشاركة عاطفية بين الاثنين. هناك بُعْد معرفي والذي يرتكز على تَصْمِيم المُتعاطِف على الإقدام على مساعدة المتعاطَف معه، وبعد سلوكي يُرَكِّز على إقدام المتعاطف على اتخاذ الخطوات اللازمة لمساعدة المتعاطف معه، وأخيراً هناك البُعد التفاعلي بين المتعاطِف والمتعاطَف معه.
لو تفَحَّصنا جيداً الأبعاد أعلاه فيمكن الاستنتاج بأنَّ ما تُشِيرِين إليه في رسالتك لا يعكس خِصلَة المُتعاطِف في شخصيتك. أنت تكتفين فقط بمشاهدة أَلَم الآخرين، ولا تُقدِمِين على شيء له قيمة كمساعدة الأطفال الذين يعانون من الألم الجسدي، وتكتفين فقط بالشعور بالأَسَى والحزن. لذلك يمكن القول بأنك تحاولين زَرْع هذه الخصلة الحميدة في شخصيتك لأن لا وجود لها أصلاً. هذا بدوره يُثِير الشَّك في أنك آنسة مُتَأَزِّمَة من الزاوية النفسانية لا تزال تبحث عن طريق لبناء شخصيتها.
ما عليك أن تفعليه مستقبلاً ربما دراسة هذه الأمور من الزاوية الاجتماعية والنفسانية، والعمل على الانضمام إلى جمعيات خيرية لمساعدة الأطفال والمنكوبين بدلًا من مشاهدة أفلام.
وفقك الله.