السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إحدى الأخوات من أقربائي عندها وسواس وسُوء ْظَنّ بمعظم الناس، مِمَّا يُسَبِّب لها مشاكل في البيت والعمل وفي أي مكان. وتَتْبَع أخاها بشكل زائد عن الحَدّ، حتى أنَّها تُجِيبُ بدلًا عنه، وتَسعَى للرَّدِّ حتى على زوجته وأبنائه حتى (تُبَرِّئَه) في نظرها. بالمقابل، ورغم مجاوزتها للثلاثين من عمرها فهي لا تهتم بنظافتها وصلاتها، وعاجزة عن تحضير الطعام الخاص بها بسبب الكسل وعدم اهتمامها بهذا الأمر.
في نَظَرِها الكُلِّ مُخطِئ، والحقيقة هي ما تَظُنُّه صحيحًا. وهذه الأعراض مُصاحِبَة لها _والله أعلم_ حتى قبل سِنّ البلوغ. ما هو تفسيركم لهذه الأعراض؟ هل هي مرض نفسي مَحْض؟
وما هي نصائحكم في مثل هذا الباب؟
وجزاكم الله خيرًا.
15/6/2021
رد المستشار
أهلًا وسهلًا على موقع مجانين للصحة النفسية.
استعمال الناس لكلمة "وساوس" تختلف عن الاستخدام الطبي الدقيق لها في المجال النفسي؛ فهم يقصِدُون بها غالبًا أفكارًا غير واقعية تُسَيْطِر على تفكير أحدهم، إلَّا أنّ ما تَصِفِينه هو أقرب للأفكار الزورانية والاضطهادية؛ لأنَّ خاصية الوسواس الأساسية هي أنَّ صاحبها يَشُكُّ في صِحَّتها في لحظة من اللحظات، عكس الأفكار الزروانية، التي تتَّخِذ شكل شكّ مَرَضِيّ، وإحساس بامتلاك الحقيقة، وقراءة للأحداث بشكل مختلف تمامًا عَمَّا تَبدُو إليه، ونوع من "قراءة ما بين السطور" وتأويل الكلمات العادية والحركات الاعتيادية.
وإذا أَضَفْنَا أعراضَ عدم الاهتمام بالنظافة والخُمُول وعدم القدرة على الطَّبْخ (مهمة تستطيع ثلاثينية القيام بها بسهولة) سيكون استبعادًا آخرًا للوسواس القهري، ويُقرِّبُنا من اضطراب ذُهانيّ أكثر.
التشخيص الدَّقِيق لن يَتِمّ إلَّا بعد زيارة أو اطْلَاع مُختَص نفسي أو طبيب نفسي، الشيء الذي سترفُضُه لأنَّها لا تَعْتَبِر نفسها مريضة من الأساس، بل أنَّ الناس لا يفهمونها ولا يُقَدِّرُون الحقائق التي تمتلكها. قد يكون بارانويا، أو اضطراب التفكير الزرواني (وهما مُختَلِفان قليلًا) قد يكون نوعًا من الفِصَام المُترَافِق مع أعراض زُورانِيَّة..... إلخ.
سأتركك مع بعض التصنيفات حتى تتَّضِح لكِ حالتها أكثر، مِمَّا يُخَوِّلُكم اتِّخاذ خطوات مدروسة:
الشك في نوايا الآخرين: هل هي الشخصية الزورانية؟
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
صديقتي والشَّكّ والاضطهاد في الغُربَة!
الفصام schizophrenia بين العلم والسينما