الشك في الغيب: عمه الدواخل والوسواس القهري م2
وسواس العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الإخوة الكرام في موقع مجانين ها أنا أطل عليكم من جديد بعد طول غياب أحب أشكركم على ما تقدمونه من خدمات، حقيقة كانت استشاراتكم لي مفيدة وأجابت عن عدة أسئلة بداخلي وكنت قد خفيت وتجاهلت وتركت الأسئلة لكن الآن تعود لي وساوس التشكيك في العقيدة وأحاول البحث عن الردود لها لإقناع عقلي بأني مؤمن الحمدلله.
لتحقيق ذلك لابد أن أقتنع أني الذي بي وسوسة وليست حقيقة والعياذ بالله وسبق أن وعدني د. وائل بتوضيح الفرق بين الإنسان الطبيعي والموسوس وأنها لا تنحصر في مقال، بل تحتاج دراسات أكثر.
هل الوسواس لا يختفي من الشخص بشكل نهائي؟
المشكلة في الموسوس فين بالضبط كثرة الشك أم في صعوبة الاقتناع.
أريد الفرق بين الوسوسة والشبهة وهل يكفر المسلم بالشبهات.
أخيرا أسألكم صالح الدعوات بأن يجمعنا الله في جنته
وجزاكم الله خير.
12/7/2023
رد المستشار
الابن المتابع الفاضل "زول سوداني" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
الشكر لله وحده والفضل لله وحده، تقول (لكن الآن تعود لي وساوس التشكيك في العقيدة وأحاول البحث عن الردود لها لإقناع عقلي بأني مؤمن الحمدلله) بداية ننصحك بالكف عن إقناع عقلك أنك مؤمن لأنك مؤمن، ولا ننصحك بالكف عن القراءة في الشبهات والردود عليها بغرض الاطلاع والمعرفة، ولكننا ننهاك بشدة عن قرائتها لطمأنة نفسك أنك مؤمن، ووسواس الكفرية لا يغير حالتك الإيمانية.
أما بخصوص تساؤلاتك فأولا الفرق بين الإنسان الطبيعي والموسوس
الموسوس النموذج مقارنة بالشخص الطبيعي هو شخص خلوق يقظ الضمير -وغالبا متدين- نظيف دقيق مرتب، حريص كثير الشك في أفعاله وأقواله، وكثير الخوف من الخطأ الذنب أو التقصير -وهو حساس أكثر للذنب- وكذا من الإخفاق أو الفشل... وكثيرة هي المزايا الطيبة التي تكثر في الموسوسين، وكلها توجد في الأشخاص الطبيعيين لكن بدرجات أقل وهي كذلك تتفاوت في الموسوسين، وبشكل عام لا يمكننا الحديث عن فرق فارق بين الطبيعي والموسوس، لكننا نستطيع الحديث عنه ظرفيا أي عند التعرض لظرف ما وليكن الظرف هو ورود فكرة وسواسية على الخاطر (مثلا عند الوقوف لغسل الوجه تأتي فكرة أن ماء الصنبور مكهرب لا تلمسه) الشخص الطبيعي لن يهتم إطلاقا وسيعرف ببساطة أن هذا غير ممكن لكن الموسوس سيشك وربما بحث عن أداة لاختبار وجود تيار كهربي في الماء من عدمه، أو (مثلا بعد الاطمئنان على خلود طفلها للنوم في فراشه، تأتي فكرة أنك غطيت أنفه وسيختنق!) الأم الطبيعية ببساطة تتجاهل لكن الموسوسة ستعود لتتحقق، هذا ليس أكثر من جانب شارح وبه أكتفي.
وثانيا: هل الوسواس لا يختفي من الشخص بشكل نهائي؟ بداية الوسواس ليس من الشخص ليختفي منه، الوسواس مصدره الأولي خارجي وإن عجز العلم حتى الآن عن إدراك ذلك المصدر ويسمون ذلك بأنه ظاهرة عالمية أي ورود أفكار مقتحمة ومرفوضة على الوعي تحدث لغالبية البشر من الأصحاء والمرضى، وبالتالي لا حديث عن اختفاء الوسواس وإنما الحديث عن انطفاء استجابتك القهرية للوسواس الموجود والوساوس التي ستأتي لاحقا، لأن المشكلة هي في طريقتك في الاستجابة للوساوس وقد شرحنا ذلك لك من قبل.
وثالثا: المشكلة في الموسوس فين بالضبط كثرة الشك أم في صعوبة الاقتناع؟ في كليهما يا "زول سوداني" فأما الشك فجوهر الوسواس وسلاحه الأمضى هو إلقاء الشك وأما صعوبة الاقتناع فهي ليست صعوبة في الاقتناع بقدر ما هي صعوبة في الشعور باكتمال الاقتناع بما أنت تراه منطقيا ومقنعا لكنك تعجز عن إدراك ذلك الشعور.
وأما رابعا: الفرق بين الوسوسة والشبهة وهل يكفر المسلم بالشبهات، فاعلم أنه لا كفر أبدا لمن وسوس بالكفر، و اقرأ الارتباطين التاليين:
وسواس الكفرية: لا كفرت ولا يمكنك أن تكفر!
مشاكل العقيدة: الوسوسة والتشكك الإرادي
نسأل الله لك الفلاح والرباح، وأن تسارع بالحصول على العلاج المتاح، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>: الشك في الغيب: عمه الدواخل والوسواس القهري م4