المدينة المنورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولا أحب أن أشكركم على هذا الموقع فقد استفدت منه كثيرا.
أنا عندي مشكلتين: الأولى: الوسوسة بكل العبادات عامة والصلاة والوضوء خاصة.
الثانية: الغازات أكرمكم الله (أود أن أذكر أني قمت بفحص طبي وقالوا أن لا مشكلة عضوية لدي، هي فقط طبيعة بطني)، فأنا منذ أن وُجِبت علي الصلاة وأنا أعاني من الغازات وبدأت أوسوس بين اليقين والشك وعانيت كثيرا ولم أكن أعلم أن هناك فتوى لحالتي، ثم تعلمت الأحكام المتعلقة بأهل الأعذار وأصحاب الوساوس، والآن كل ما راودني وسواس جديد بحثت في موقعكم عنه.
الرخصة التي آخذ بها حاليا هي: الوضوء عند دخول كل وقت صلاة وأداء ما شئت من الصلوات وعدم الالتفات لأي شيء يخرج مني لكن أنا أحرص على أداء الفرض مباشرة بعد الوضوء ولا أصلي أي سنن قبلية وأحاول مدافعة أي غازات تأتيني إلى أن أنهي الفرض، فبهذه الطريقة أشعر أني قمت بواجبي وبذلت جهدي لأصلي بوضوء صحيح وإذا حصل غير ذلك فأعتبر نفسي غير معذورة، مثلا إذا حصل فاصل بين الوضوء والصلاة وخرج مني شيء أعيد الوضوء ومثلا تأتيني غازات مزعجة جدا فأخرجها ولا أدفعها وأعيد الوضوء، أنا أعتبر نفسي معذورة وآخذ بالرخصة عندنا لا أفصل بين الوضوء والصلاة وعندما يخرج مني شيء رغما عني، وبقيت هكذا فترة طويلة رغم تحذير من حولي أن هذا لا يجوز وهذه المدافعة ستؤذيني مستقبلا، كما أني أتوتر جدا عندما أتوضأ وأركض للصلاة وإذا كلمني أحد أصرخ وأقول دعوني أصلي، مما يجعل عائلتي في توتر معي حتى أنهي الصلاة. لذلك والداي يقولان لي أن هذا لا يجوز ويجب أن آخذ بالرخصة وأن أسترخي وأنا لا أستطيع هذا.
لكن الآن الحمد لله صرت أم لطفلين، وبعد حملي صار عندي إمساك مزمن وأصبح القولون أسوأ بكثير وزادت عندي الوساوس بسبب ضغط الأطفال والإرهاق الجسدي فيصبح التحكم بالعقل أصعب، وأنا أعاني كثيرا لأركز في صلاتي وأعاني لأبدأ بها حتى؛ بسبب أطفالي فهم صغار فيكونون يلعبون بصوت عالي ويتشاجرون فلا أستطيع البدأ بالصلاة ولا يمكنني الصلاة في غرفة أخرى لأنه لا يمكن تركهم لوحدهم فأعاني كثيرا لأبدأ الصلاة وأكون متوترة وأعصابي مشدودة لدرجة أني أقطع الصلاة على أتفه سبب، ثم أعيد الصلاة ثم أقطعها مرة أخرى فأتوتر أكثر ويبدأ القولون بالتحرك فأصل لمرحلة أصرخ على أطفالي كالمجنونة وأحيانا أقف على سجادتي وأبكي، كل ما أريده هو أداء الفرض، وكل هذا التوتر وشد الأعصاب لأني خائفة من انتقاض وضوئي، أريد أن أنهي الفرض قبل أن تأتيني الغازات وأدافعها وأتعب، وأقول في نفسي أنا لدي وقت للوضوء والصلاة مباشرة إذا لا عذر لي لأي سبب كان، وأنا لا أدافع الغازات بكل قوتي، لأني أشعر أن منطقة الحوض والأفخاذ بدأت تؤلمني من الشد والمدافعة لذلك أتجنب المدافعة قدر استطاعتي بأن أصلي مباشرة بعد الوضوء، كما أحيانا تأتيني غازات فلا تخرج رغما عني ولا تذهب، تبقى مزعجة لي فقط، فأخرجها وأعيد الوضوء وأنتظر ولا أصلي حتى تذهب فأحيانا أيضا أشعر بالانتفاخ وأن هناك غازات لكن لا تخرج، تأخذ وقتا حتى تخرج فلا أنا أستطيع الصلاة ولا أنا أستطيع إخراجها، فهل ما أفعله صحيح؟ هل شروطي لأخذ الرخصة صحيحة؟
هذا الاستفسار الأول.
أما الثاني: فقد عرفت أن هناك فتوى غير مشهورة عند المالكية لأصحاب الأعذار وهي صحيحة لا شك فيها، لكن لا أعلم هل أنا أهل للأخذ بها أم لا، الفتوى هي: أن يتوضأ صاحب العذر وضوءً واحداً لا ينتقض إلا بناقض آخر غير العذر أي الغازات بالنسبة لي، فلا يلزمه الوضوء عند كل وقت، وكأنه شخص طبيعي وأن عذره ليس بناقض.
كنت آخذ بهذه الرخصة عند الضرورة وكنت أتوضأ على المذهب المالكي وأنا مذهبي حنفي، عندما لا أستطيع الوضوء عند دخول الوقت ويجب علي الوضوء قبله وعندما آخذ بها أدافع الغازات ما استطعت، لكن أتمنى لو أنه يمكنني الأخذ بها دائما، فأنا لا أضع المكياج على وجهي قبل أداء العشاء حتى لا يمنع شيء وضوئي ولا وقت لإزالته عند كل وضوء وهذا أمر يزعج زوجي، وفي الشتاء أعاني من الأكزيما في يدي ولا أضع مرهم معالج وفازلين لأني يجب أن أتوضأ طوال اليوم وعندما أصِل لوقت العشاء تكون الأكزيما تأزمت وتؤلمني كثيرا وبدأ الدم يخرج، وهكذا يومي كله حول الوضوء والصلاة وحياتي وخططي تتوقف كلها على الوضوء والصلاة ولقد تعبت كثيرا، أشعر أن حياتي غير طبيعية فأنا أكره الخروج من المنزل قبل المغرب وقد أنعم الله علي بالسكن في المدينة المنورة ولكني لا أصلي في المسجد النبوي فرض ولا تراويح ولا قيام، وأنا أنتظر فترة الحيض بفارغ الصبر وكأنها إجازة لي من الهم والتعب النفسي، أشعر بالحرية فيها وأحب أن أخرج خلالها وأرى الناس، وعندما تنتهي وأعود للصلاة أفضِّل البقاء في المنزل وعدم رؤية أحد إلى بعد المغرب كي يكون الوضوء والصلاة سهلا علي. ولا يرتاح ضميري بأخذ فتوى المالكية وأنا في المنزل فقط لأضع المكياج وفقط لراحتي النفسية أرى أن هذه ليست أعذار.
المشكلة أن أمر الغازات عندي ليس ثابتا فيخف ويزيد، وهذا ما جعلني أصلي مباشرة بعد الوضوء ومنعني من الأخذ بفتوى المالكية إلا لضرورة، فأنا أخاف أن لا أكون أهلا للفتوى، قالوا لي أهلي خذي بالفتوى عندما تكون الغازات شديدة وعندما تكون خفيفة لا تأخذي بها، لكن ذلك جعلني متوترة طوال الوقت وعلى تركيز عالي ومراقبة لنفسي، فأحسب كم مضى من الوقت لم يخرج شيء وهل يجوز لي الأخذ بالفتوى أم لا، فكان الأريح أن أتوضأ لكل صلاة هكذا أبقى مسترخية بقية الوقت. تأتيني أيام قليلة خلال الشهر أفرغ فيها بطنى وأرتاح وأبقى على وضوء بدون مدافعة ومجاهدة مع قلة الطعام، لكن هذه الأيام قليلة بسبب الإمساك، وعادة عندما يكون لدي مناسبة مثل عرس وغيره ويجب الوضوء مرة واحدة عند الظهر والعصر بعدها لن أستطيع الوضوء بسبب المكياج والشعر، فعادةً أهتم بأكل أشياء تساعدني على إفراغ المعدة أعزكم الله وبعدها أتوقف عن الأكل والشرب تماما إلى أن أصلِّي المغرب والعشاء، كي أبقى على وضوء طوال هذا الوقت، لكن طبعا أجوع وأشتهي الطعام ولكن لا آكل حتى تبقى المعدة مرتاحة.
قد مرت فترة أخذت بها بفتوى المالكية وارتحت كثيرا وارتاح من حولي معي، لكن ما إن خفّت الغازات شعرت أني لم أعد أهلا لها، جزء مني يقول لي إني أعاني من سنين من هذا الأمر وهذا هو الطبيعي بالنسبة لي ولا أعلم متى تخف ومتى تزيد والحقيقة أني أشعر بالانتفاخ طوال الوقت لذلك يجوز لي الأخذ بالرخص ولكن الجزء الأكبر مني يخاف أن لا تقبل صلاتي وأحاسب عليها.
فهل تفكيري صحيح أم فعلا يجوز لي الأخذ بفتوى المالكية دائما حتى مثلا يكون الطبيعي لي أن لا يخرج مني شيء لساعات؟ وإن أخذت بها فهل أترك المدافعة وأسترخي سواء خرج مني شيء رغما عني أم أخرجته أنا، أم لا يجوز لي تعمد الإخراج؟ وهذا يقودني لتساؤل يراودني دائما، هل أهل الأعذار المصابون بانفلات الريح هم أصحاب عذر لكثرة الريح فقط؟ أم يجب أن تكون هذه الريح تخرج رغما عنهم؟ فأنا أحاسب نفسي كثيرا أنه طالما أستطيع المدافعة فلا يجوز لي عدمها، ولكن أهلي يقولون لي كثرة المدافعة ستتعب الأعصاب والعضلات لديكِ وستوصلك لمرحلة لن تستطيعي الدفع بها أبدا ولا حتى أمام الناس وهذا أمر يخيفني، وأنا حاليا أنزعج كثيرا من المدافعة فأشعر بالتعب والإرهاق وأشعر بزيادة الانتفاخ.
آخر سؤال هل فعلا يجب علي الوضوء على المذهب المالكي لآخذ بفتواهم؟
لأنه وضوئهم صعبٌ علي قليلا وأسوس فيه كثيرا.
19/6/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "جمانة"، وأهلًا وسهلًا بك على مجانين
باعتبارك حنفية، سألت شيخًا حنفيًا فقال: لا تجب عليك المدافعة، ولا يجب عليك الذهاب فورًا إلى الصلاة، وتستطيعين صلاة السنن قبل الفريضة....
وطبعًا: سؤالك عن: هل المعذور هو من تغلبه الريح أو من تكثر عنده؟ سؤال وسواسي نظري، لأن من كثرت عنده الريح، فعمليًا إن دافع لا بد أن تأتي لحظة يعجز عن ذلك وتخرج بغير إرادته. فما بالك والمدافعة غير واجبة عليه؟ ستخرج الريح من البداية وحكمه أنه عاجز عن ردها، وأنها تخرج بغير إرادته
فاسترخي ولا تشقي على نفسك، ولا تشدي أعصابك
أما بالنسبة لتقليد مذهب المالكية، فهو جائز طبعًا، بل ينبغي أن تقلديهم باعتبارك موسوسة. ولم أفهم ما تعنيه بقولك: (فتوى غير مشهورة عند المالكية لأصحاب الأعذار). لماذا غير مشهورة؟!! الحكم في مذهبهم هو ما ذكرت من عدم وجوب الوضوء كل وقت، لأن الريح مثلًا لا تعد حدثًا أصلًا عند من به سلس ريح، والبول لا يعد حدثًا عند من به سلس بول، إلخ.... وبما أنه لم يعد حدثًا بالنسبة له، فلا ينقض وضوءه ولو بقي من الصباح إلى المساء بوضوء واحد، ما لم يحدث حدثًا آخر
أخيرًا: نعم يمكنك تقليد المالكية في هذا الحكم حتى إن توضأت حسب مذهب آخر. أي لا يشترط أن تتوضئي وفق مذهب المالكية حتى يصح العمل بمذهبهم بعدم الوضوء لكل وقت
واعملي بأحكام المعذورين حتى لو خف خروج الغازات، لأنها كما يظهر، تكثر عندما تفكرين فيها وتخشين نقض الوضوء، وتخف عند تناسيها، وهذا يعني أن عليك أن تستمري في التناسي والأخذ بالرخصة كنوع من العلاج، ولضمان عدم الانتكاس.....
وجاء عند المالكية في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: (وكذلك من كان كلما تطهر بالماء أحدث بنقطة بول أو ريح، فإنه يصلي بالوضوء ولا يكون الحدث ناقضًا؛ لأنه سلس عند ابن بشير) [ابن بشير أحد علماء المالكية الكبار]
فإذا كنت كلما أردت أن تعملي بأحكام الأصحاء زاد عندك الريح، فأنت من أهل الأعذار، ولا تنقض الريح وضوءك حتى لو كانت قليلة!! ويسر الله على من ييسر
لابد لك يا جمانة من الذهاب إلى طبيب نفساني لتقييم الوضع والعلاج، واسألي إن كان هناك مراكز أو عيادات مجانية، أو بأسعار رمزية
عافاك الله وأهدأ بالك
واقرئي أيضًا:
وساوس العبادات: وسواس خروج الريح!
وسواس خروج الريح: الشعور الحسي بخروج الريح!