علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للمراهقين
السلام عليكم ورحمة الله، أنا أم لولد عمره ١٦ سنة كان وهو صغير عبقري وحاد الذكاء ومتفوق دراسيًا ومطيع وحنين وحاولت تربيته تربية دينية ومنذ صغره كان متعلق بالتكنولوجيا والإنترنت وحينها كنت أدعه اعتقادًا مني أن هذا سينمي من ذكائه ومهاراته ولكن العكس ما حدث حيث أنه أصبح لا يشبع أبدًا من الألعاب الإلكترونية وإذا منعته منها يشاهد اليوتيوب علي فيديوهات التعليق على الألعاب وإذا منعته نهائيًا يظهر أمامي وحش بسلوك سيء وألفاظ بذيئة وصوت عالي وغضب شديد..
هذا إلى جانب نزول حاد جدًا في المستوي الدراسي وعدم القدرة التركيز في أي شيء وأيضًا أخشي أنه أصبح متوحد ليس له أصحاب نهائيًا ومنطوي ولا يحب الاجتماعات العائلية نهائيًا إلي جانب ذلك رغم أنه ١٦ سنة ولكن مستوي عقله وتفكيره الآن لا يتعدى ١٠ سنوات ولدي عدم ثقة في النفس شديدة ولا يتحمل المسؤولية ودائمًا عنده اكتئاب وعدم رغبة في الحياة وليس له أي هوايات أو مهارات غير الألعاب الإلكترونية فقط حيث أنني بحثت كثيرًا عن علاج هذا المرض.
كما طبقت معظم النصائح كاستبدال هذه الألعاب بالرياضة واشتركت له بالسباحة والجيم وأيضًا في نشاط الكشافة وكذلك في كورسات لغة انجليزية وشجعته للتقديم علي أكثر من منحة دراسية وأحضرت له حيوانات أليفة لتربيتها وأحاول تحفيزه على البحث عن عمل وحاولت كثيرًا مناقشة كل أموره الشخصية معه بالرفق واللين وكذلك اتبعت القسوة والحرمان ولكن كل هذا بدون فائدة...
أرجوكم أنا ابني يضيع مني فعلًا...
رجاءً المساعدة بأسرع وقت.
24/7/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
مصاحبة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية من مظاهر العصر الحديث وليس من المبالغة القول بأنه سلوك طبيعي يمارسه أغلبية البشر وبالذات المراهقين. هذا السلوك الطبيعي لا يؤثر على الأداء الاجتماعي والتعليمي لغالبية البشر بل على العكس له فوائده المعرفية. هذا السلوك الطبيعي تم تطبيبه حال العديد من السلوكيات إذا تجاوز عتبة معينة وبدأ يؤثر سلبيًا على أداء الفرد اجتماعيًا ومهنيًا وتعليميًا وعائليًا، ويطغي السلوك بحد ذاته على جميع فعاليات الفرد. عند ذاك يتم استعمال مصطلح الإدمان على السلوك، وعلاج هذا الإدمان لا يختلف عن علاج أي سلوك إدماني يحتاج أولًا وأخيرًا قبول الفرد بأن هذا السلوك يحتاج إلى علاج وتصميمه على طلب العون والتخلص منه. أما علاج هذا السلوك الإدماني فيمكن اختصاره بضبط النفس ومناجزة الذات، وما يفعله المعالج النفساني هو مساعد مستشيره من خلال ذلك.
الإدمان على المواقع الإلكترونية ليس باضطراب ذهاني ولا يمكن علاج الفرد قهراً، ولا يوجد علاج إذا لم يتطوع الفرد نفسه لطلب العلاج والقبول بأنه مشكلة تحتاج إلى علاج نفساني. كذلك لا توجد عقاقير تساعد المراجع على تغيير سلوكه.
في نفس الوقت يجب الانتباه بأن سلوك إدمان المواقع الإلكترونية قد يكون مجرد سلوك أو أحد أعراض اضطراب نفساني آخر. هذا السلوك كثير الملاحظة في المصابين باضطرابات ذهانية أو وجدانية سواء كان ذلك في المصحات النفسانية أو خارجها. كذلك تأثير مثل هذا السوك على الأداء التعليمي بالصورة التي تم وصفها في الاستشارة يثير الشك بأن ما يعاني منه الابن هو اضطراب نفساني جسيم مثل الفصام في مراحله المبكرة أو الاكتئاب الجسيم. كذلك هناك من يعاني من اضطراب الشخصية بدأت سماته تظهر الآن.
الخطوة الأولى هي عرضه على استشاري في الطب النفساني فهو بحاجة إلى علاج اضطراب نفساني يختفي خلف سلوك الإدمان على المواقع الإلكترونية.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
إدمان الأطفال ....على الألعاب الإليكترونية
ألعاب الكومبيوتر.. أصل المشاكل!