رائع في كل شيء: أطياف الواقع الافتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الفاضل الدكتور أحمد عبد الله، أنا صاحبة مشكلة: رائع في كل شيء: أطياف الواقع الافتراضي
أولا: أحب أن أعتب عليك تأخير الرد، ولكن يشفع لك هذا التحليل الدقيق لجوهر المشكلة، فشكرا لك.
ثانيا: أرى أنه من حقك أن تعرف مني باقي فصول الرواية، وبالرغم من انتهاء شهر
رمضان موسم المسلسلات.. فإنها كانت رواية مثلت بعناية واقتدار، ولقد أحب بطلها الوحيد انتزاع التصفيق من المتلقي الوحيد عنوة.. كيف؟ لقد اعترف لي صديقي الأكثر من رائع بحقيقته، وهي:
أولاً السن 31 بدلا من 25 سنة. ثانيًا الاسم. ثالثًا الصورة ليست له. رابعًا متزوج من 10 أشهر، واكتشف أنها تحب واحدًا غيره، فانفصلا. خامسًا الجنسية: هندي يعمل بالسعودية.
سادسًا الديانة: مسيحي.. لم يدخل الجامع قط. سابعًا.. وثامنًا.. وعاشرًا...
لعلك تضحك الآن مثلما ضحكت أنا من أسبوعين على غبائي وعمى بصري وبصيرتي، ولكن الإنسان لا يتعلم مجانا، والحمد لله الخسائر في حدود المحتمل، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
لعلك تتساءل الآن: وما الذي دفعه للاعتراف بحقيقته؟ لا أعرف...
لقد صارحني فجأة وبدون مقدمات، وقال إن صلواتي هي التي حمتني، وبأنه علمني ألا أثق بأحد، وأن الشات سراب ما تظنه ماء تجده ترابا، وأن هذا سيجعلني أحب زوجي أكثر، قال وقال.. ثم أرسل صورته الحقيقية.. دميم جدا.. وصورة عائلية مع والديه وأخته.. واسم الشركة التي يعمل بها وأرقام تليفوناتها للتأكد من صدقه هذه المرة، وسألني هل سأستمر معه أم لا؟ شكرته على صراحته، ولم ألمه على الإطلاق، واعتذرت عن الاستمرار، فلقد أفقدني الثقة فعلا بالشات.. ما رأيكم دام فضلكم؟
المشكلة الآن أنني أحيانا أفتقده وأتساءل لماذا لا أحترم صراحته وأجرب معه مرة أخرى عله يصبح إنسانًا أفضل ربما يعتنق الإسلام وأكسب ثوابا؟ لا أدري لكنني أخاف أن يكذب مرة أخرى، وأتساءل ترى كم مرة فعل ذلك؟
إنني بحاجة إلى رأيك هذه المرة أيضا، ولكن بسرعة قبل أن يهزمني الحنين، وبمعنى، وشكرا من أعماق القلب، وجزاك الله خيرًا،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
8/10/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.. وصلتنا رسالتك، وأعطاني إياها أخي د. وائل لأستكمل معك ما بدأناه في الرسالة السابقة، ولعلك تتوقعين أنني لم أتفاجأ بالمعلومات التي ظهرت أو بالأحرى التي اعترف بها صديقك الإليكتروني الرائـع –سابقا- عن حقيقته، وأنا لم أضحك أبداً لأن الأمر خطير، ولا أقصد بالخطورة فقط قصتك معه، بل الأكثر من ذلك والأهم هو تلك التغيرات الجذرية التي تجتاح حياتنا بسبب الاتصالات وثورتها، والمعلومات وكثافة وطرق تدفقها.
أختي، نحن في محنة حقيقية؛ لأننا نتعامل مع أداة جديدة لم ندرك أبعاد تأثيراتها بعد، وأصبح من الأمانة والنصح لهذه الأمة أن تتواصى فيما بينها بسبل جلب منافعها وطرق استثمارها في الخير، وكذلك بأساليب مواجهة أضرارها، وعدم التورط في فخاخها، وهي كثيرة.
هذا النصح والتناصح أراه فرض عين على كل من مارس هذه الخبرة الجديدة غير المسبوقة بالنسبة له، ولا مسبوقة بالنسبة للبشر، وأجزم أن كل من له بالإنترنت صلة معقولة فستكون له بالتأكيد تجارب يرويها، ودروس يرشدنا إليها، ولا أذيع سرًّا إذا قلت إن هذا كله يأتي في صلب اهتمام موقعنا، وفى صلب همنا الشخصي اليومي الإنساني، ولا أذيع سرًا إذا قلت إننا نفكر في ورشة تدريبية تشبه تلك التي كانت على موقعنا في موضوع كتابة وتذوق القصة القصيرة، وذلك فيما يخص علاقتنا بالإنترنت، وما أحدثته هذه الشبكة من تغيرات في حياتنا وعلاقاتنا بالكون والبشر.
ولا أذيع سرًّا أن علاقتي شخصيًّا بهذه الشبكة تكشف لي كل يوم شيئًا جديدًا يتعلق بنفسي أو بمن حولي، وأن لدي في هذا حكايات ونظرات، وأيضًا آلامًا وخبرات قد أجد يومًا فرصة مناسبة لروايتها، وحتى هذا اليوم دعيني أنقل لك بعض النظرات التي أرجو أن تكون صحيحة بتوفيق من الله؛ لأنها محض اجتهاد جديد لم أطرقه من قبل، لا أنا ولا غيري، وسامحيني مرة أخرى على بعض التأخير في الرد عليك، ولعل التحليل هذه المرة يكون شفيعًا، كما كان أخوه من قبل:
أولاً: ألعاب نفسية:
تتحدثين في رسالتك عن رواية درامية ذات فصول، وفي الشبكة، وحجراتها، وأوديتها ملايين الروايات بل بلايين القصص والحكايات، وكما يضع المهرجون على وجوههم الأصباغ والألوان، وكما يرتدي آخرون أقنعة وأزياء تنكرية، نفعل نحن وراء حجاب الشبكة الذي يجعلنا نتخفف من القيود الاجتماعية، والمسافات النفسية في العالم الواقعي ونقترب ممن نحادث، نقترب منه جدًّا، حتى نكاد نتلامس، ورغم البعد المكاني في الواقع يحدث نوع من القرب والحميمية حتى نكاد نسمع أحياناً صوت الأنفاس أو نشعر بدقات القلوب، أو رعشة الرموش، والمشاعر تكون مرهفة أكثر فنبكي من القلب بحرقة وحرية؛ "لأننا وحدنا" دون رقيب أو محيط جماعي يضبط، وقد نضحك مقهقهين، وقد نشعر بخليط من الأنس أو الشجن أو الحنين، إذا تواصلنا، وأمام الشاشة تتفجر براكين مشاعرنا التي أصبحت جامدة في عالم الواقع، ونتزلزل أحياناً تحت وقع الكلمات التي نراها مكتوبة أمامنا تحمل نبضاً صادقاً أو حتى وهمًا كاذبًا، ونعبث –وهكذا نحن- حين نغفل أو نتغافل عن أنها أداة شديدة النفاذ تخترق كل الحواجز لتصيب القلب والعقل والروح، وكاذب من يقول إنه دخل التجربة ولم يتأثر أو إنها كانت عادية، أو إنها كانت مثل أي اتصال آخر بالهاتف أو ما شابه.ويمكن أن أسترسل في الوصف، ولكنني أخشى الإملال، ولذلك أقول لك إننا نلعب على الشبكة ألعابًا مختلفة سواء ندري بها أو لا ندري، وظهر لي منها ما تجدينه مفصلا في استشارة: هل يوجد حب عن طريق النت؟
ثانياً: الهروب الكبير:
- هل يمكن عزل كل ذلك عن اندفاع الأطراف المتورطة في مثل هذه الاتصالات إلى عملية هروب كبيرة من الواقع الذي يبدو لهم مقبضاً وقاحلاً إلى مساحات أخرى أو ملاذات تقدم لهم أملاً يقيهم من الوقوع في الجنون أو الاكتئاب؟!!
- هل يمكن أن يرى الإنسان أمامه وعوداً بالنجاح، والتحقق، والتخلص من فشله الشخصي في هذه الناحية أو تلك، ويتركها ليبقى في واقعه بصدق ومسئولية رغم الآلام؟!
- هل يستطيع المدمن أن يستغني عن المخدر الذي يمنحه النشوة والسعادة، ولو لفترة محدودة، حتى لو كان يعود بعدها هائجًا يصرخ؟!
- هل الأسهل أن نستعيد الشريك الأصلي الحقيقي بكامله لنحصل على إشباع كلي، ولو بدرجة أقل من تلك التي يمنحنا إياها الشريك الإليكتروني بشكل زائف.. جزئي ومؤقت؟!!
- هل من الأسهل أن نستكمل نقص قدراتنا ونفوسنا، ونتعلم مهارات جديدة نقترب بها من واقعنا ومن شركائنا فيه، أم الأسهل أن نعيد تسويق وتذويق بضاعتنا القديمة لزبائن جدد فنحصل منهم على بعض الثناء والحمد؟!!
- هل من الأسهل أن نعترف بجهلنا وقصور معرفتنا بالشبكة وديناميات عملها في نفوسنا، وتأثيرها علينا وعلى حياتنا أم الأسهل أن نظل سادرين في غي ادعاء السيطرة، وخلط ما هو هدف نافع ونبيل بما هو وسيلة ملتبسة وملغومة؟!!
- هل الأسهل هو المقاومة بكل ما تحتاجه أم الهروب؟ ونحن نرى الكل يقفز من السفينة الغارقة، ولكننا بدلاً من الهروب إلى البحر مثلهم نقفز إلى الفضاء الإليكتروني؟!!
- هل الأسهل أن ندخل في تحدي ما يواجهنا من مصاعب في سبيل تحقيق غاياتنا التي حددناها لأنفسنا سلفاً أم الأسهل أن ندخل في مغامرة مزدوجة تحقق لنا بعض الانتعاش، وتكون مناسبة للكذب على النفس، ووصفها على غير حقيقتها؟!!
-هل نقبل بالتراجع بعد التورط، أم نتوغل أكثر وأكثر في سماء غير واضحة المعالم مدفوعين بالخوف من الوحدة، والرغبة في اقتحام المجهول، والفضول لكشف خريطة الألغام في هذا الفضاء الإليكتروني، مغترين بأن أحدها لم ينفجر فينا بعد؟!!
- هل نحن مستعدون لوقفة حقيقية مع الذات بصراحة وجسارة لنضع الأمور في نصابها، ونقوم بما ينبغي أن نقوم به تجاه أنفسنا وأحبائنا وشركائنا في الحياة، وتجاه أمتنا، أم أننا نفضل الحصول على حقنة المخدر والحلم الذي هو في حقيقته فردي وخادع؟!!
- هل نحن مستعدون لاتهام أنفسنا ومراجعة المسافة والتفاصيل والمسار الماضي والحاضر لعلاقتنا بالله سبحانه، وبمن لهم حقوق علينا؟!
- هل نحن مستعدون للاعتراف بأننا في موقف لا نحسد عليه، وأن التحدي أكبر منا، وأن التغيير المطلوب في أنظمة حياتنا يتجاوز ما نظنه من رسالة نرسلها أو نستقبلها، وأكبر من مجرد الفرجة والدهشة، واللعب بهذه الأداة الجديدة؟!!
- هل نحن مستعدون لتفهم أنفسنا وغيرنا حين يتورط أحدنا في ذلك فنأخذ بيديه ولا نعيره أو نجلده، ونعامله بالحسنى على أنه مجتهد أخطأ؟!! دون أن يعني هذا تبريرًا لقصور أو تزويرًا لحق؟!!
- هل نحن من القوة النفسية بمكان حتى نستوعب أن الألم الحقيقي خير من التحقق الكاذب؟!! وأن الفشل ليس بالضرورة مقدمة لمصارع السوء، ولكنه مجرد مرحلة تمر بكل إنسان، وأن الوحدة حالة إنسانية واردة، وأن حلها لا يكون هكذا؟!! وبالجملة هل نحن مستعدون لوقف هذه الموجات الهائلة من أكبر هجرة عرفتها الإنسانية من الواقع الفعلي إلى الواقع الافتراضي؟!! ومن الوجود الإنساني بمسئولياته ومصاعبه الثقيلة إلى الوجود الإليكتروني الخفيف اللطيف المتخلص من كل شائبة وكدر؟!!
- هل نحن مستعدون لتسمية الأشياء بأسمائها بدلاً من الانتحال والتضليل، والكذب على الذات، فنسمي الوحدة وحدة، والغربة غربة، والاحتياج إلى التقدير وغير ذلك كما هو في الحقيقة؟!!ثالثاً: ملاحظات ختامية وتوصيات عملية:
-لا أدري من أين جاءتك الفكرة أن صديقك الإليكتروني صادق هذه المرة؟!!
أستطيع أن أجزم لك طبقاً لسوابقه، وطبقاً للتحليل الذي قدمته أنا هنا أنه ما زال يكذب بقدر أو بآخر!!!
- العلاقة بين المؤمنين والمؤمنات من تواصٍ بالصبر وتواص بالحق، ومن تناصح ودعوة، أو تآزر إنساني أو موالاة لأهل الإيمان ومعاداة لأعدائه إنما تكون في العلانية، وضمن المجال العام الجماعي، ولا يجوز شرعاً أو منطقاً أن تكون غير ذلك، والعلاقة الإليكترونية هي علاقة سرية وشخصية فردية قد تجر إلى أي شيء، ومن يغشاها فلا يلومن إلا نفسه، ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم.- إن من طبيعة الاتصال الإليكتروني أن يتلاعب بالإدراكات والمنطلقات، فقد يبدأ الاتصال بهدف الدعوة، ثم يتطرق الأمر إلى التعارف، ثم إلى تبادل المجاملات والتشجيع الشخصي، ثم نوع من الألفة التي تخلق مناخًا مواتيًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات، وفي هذا المسار يبدأ الإنسان في إعادة تفسير ذاته والطرف الآخر فيكتشف توافقًا بين الطرفين، ويتدعم هذا التوافق بالاتصال، وقد لا يكون هذا التوافق حقيقيًا أو بالقدر الذي يتخيله، وغالبًا ما يتغافل كل طرف عن التناقضات الموجودة بينهما، ويسود شعار "لم لا؟!" وبخاصة أن كل طرف يتفانى في إدخال السرور على قلب الآخر ليجازيه بالمثل، ولأنه عاجز عن منح السعادة لمن يحبهم أو يحبونه في الواقع!!
- إن أي بشر معرض بطبيعة خلقته للضعف، واختلال المشاعر، واعتلال الإرادة، وانهيار المقاومة، وبالتالي فإن أي امرأة أو رجل يمكن أن يكونا إحدى ضحايا هذه التجربة، والسلامة لا يعد لها شيء، والعاقل حقاً من اتعظ بغيره، وكلنا معرضون لما أسميته أنت بحق "عمى البصر والبصيرة"... اللهم عافنا...
- إن إهمال الشريك الحقيقي وعدم منحه الثقة بنفسه، أو إعطائه التقدير الكافي، والعواطف المتدفقة المتجددة، وغيرها من دلائل الحب وبديهيات العلاقة بين زوجين، هذا الإهمال يسلم الطرفين غنيمة باردة لهلاوس الواقع الافتراضي، وسراب أمنياته يحسبه الظمآن ماءً، ولو لم يكن ظمأنا لاعتدلت رؤيته، واستطاع التمييز.وقد يندهش البعض من قولي بأن الإهمال يضر بالطرفين، وأضيف موضحاً أن الإنسان مفطور على تبادل العواطف والاهتمام، وعلى الحب من طرفين، وحين لا يمنح هذا أو يحصل عليه تصيبه حالة من الفقد، ويظل معرضاً لأي سهم طائش يطلقه مجنون أو محروم، أو تمرضه أي جرثومة ضعيفة لأن مناعته أضعف.
إهمال الشريك فتنة للذات وله، ومدخل للانفتاح على حقل الألغام، والإشعار بالفشل أو انتقاد القصور دون التعاون لعلاجه لا يخلق دافعًا إلا للهروب من المواجهة إلى حيث الواحة الكاذبة، وبذلك فإن كل حياتنا الواقعية وبخاصة العائلية تبدو معرضة لنوع رهيب من التحدي على مستوى أن نكون أو لا نكون، فهل ننتبه؟!!
- إذا شعر أحد الشريكين في علاقة الزواج بأنه يعاني من أي مشاعر سلبية مثل الوحدة أو عزوف الشريك، أو خيانته الحقيقية أو المعنوية فلا يكتم هذا في نفسه، ولا يبحث هو الآخر عن بديل ظاناً بذلك أنه إنما يحل المشكلة أو يرد الصفعة، فهو في الحقيقة إنما يصفع نفسه ويخسرها حين يضعها في موضع الإمعة حين يسيء بحجة أن الشريك أساء، وفي حالة وجود هذا المناخ السلبي ينبغي أن يكون الحذر مضاعفًا في الاقتراب من الآخرين أو الدخول في علاقات جديدة، وبخاصة الإليكترونية، وإذا حدث هذا اضطرارًا فليكن في إطار تحديد صارم للعلاقة وأهدافها، وإدارتها في المجال العام العلني كما أسلفنا.- أنت في أزمة حقيقية تحتاجين فيها إلى كل العون من زوجك ومنا ومن كل محبيك، ومن قبل هذا، ومن بعده فإنك تحتاجين إلى عون الله سبحانه وتسديده، وأنصحك بعمل خطة لرفع إيمانياتك إضافة إلى ما قلته لك من قبل بشأن إعادة تخطيط حياتك كلها، وتدعيم علاقاتك الاجتماعية، وأنشطتك العامة في أرض الواقع فتشعرين أن طاقتك تستثمر في مجالات خير فعالة وواضحة أمامك مما يمكن أن يشعرك بالتحقق، وينأى بك عن الشعور بالوحدة الذي تخافين منه، وفي حياتنا أمراض كثيرة تحتاج إلى كل جهد مخلص وطاقة مبدعة فكيف يشكو الوحدة من يعيش في أمة كأمتنا؟!!
أستطيع أن أدلك على بعض النماذج الممكنة للمشاركة في أنشطة جذابة ونافعة ولو دققت النظر حولك فستجدين بعضها مما يناسبك، وأرجو ألا يكون زوجك بمعزل عن هذه الخطط جميعًا، بدءًا من الإيمانيات واستعادة الحيوية والحرارة في العلاقة بالله سبحانه، ومرورًا بالمشاركة في النفع العام، وإعادة رسم خريطة العلاقة بينكما، ولا أحسبه إلا يحبك وسيدعمك مع إعادة تنظيم وقته، وبرمجة أسفاره، ورب ضارة نافعة؛ فأحسب أن دروس التجربة ستنضجك وتفيدك في كل نواحي حياتك وبخاصة في علاقتك بزوجك.
-أرجو ألا يفهم أحد من كلامي هذا أن كل اتصال على الإنترنت هو بالضرورة مدان وشر، أو سيجلب الشر حتمًا، ولكننا نريد أن نتعلم كيف نستثمر خير هذه الشبكة ونفعها –وهو كثير– وكيف نجتنب ألغامها، ومبدئيًا ننصح في أي اتصال أن يكون الهدف محددًا، ونرى أن الشات الأسرع أخطر من تبادل الرسائل الإليكترونية على فترات متباعدة؛ لأن التصعيد ومظنة الانزلاق تكون أقل، والاتصال المؤسسي أفضل من الشخصي بالنسبة لإنجاز الأعمال، والاتصال الجماعي أكثر أمنًا من الفردي في مسألة تدعيم الأواصر، وتبادل الآراء والأفكار حتى يمكننا القول إن الاتصال الجماعي عبر ساحات الحوار أو مجموعات الاهتمام وتبادل الرسائل المعلنة للجميع هي المعادل المكافئ لما نسميه بالمجال العام الذي نرى فيه المحيط المناسب للتفاعل بين الناس، والانطلاق إلى مبادرات الخير، وكلما صار المجال خاصًا لزم التحفظ والاحتراز، والتشدد في الضوابط والإجراءات، والله أعلم، وتابعينا بأخبارك.