اضطراب الهوية
أعاني من مشكلة كبيرة بدأت منذ أن كنت صغيرا واستمرت حتى الآن, لم أكن أدركها وأنا صغير ولكن بعد أن بلغت سن البلوغ بدأت أدركها وهي وباختصار (اضطراب الهوية الجنسية).
لا أذكر تحديدا متى بدأت ولكنني أذكر أنني كنت أحب ارتداء ملابس أمي منذ أن كان عمري 7 سنوات وكنت أفعل ذلك أمام عائلتي ولكني وبعد فترة أصبحت أفعلها سرا, وكنت أيضا لا أحب الألعاب العنيفة (بالنسبة لي) مثل كرة القدم مثلا وأذكر أنني كنت أشعر أنني مختلف عن بقية زملائي.
ومع مرور الوقت بدأت أتمنى لو أنني كنت فتاة لدرجة أنني كنت أتخيل نفسي فتاة معظم الوقت، كنت أحس أن ما أفعله خطأ، حاولت مرارا عدم التفكير في ذلك دون جدوى، ومع سن البلوغ زادت المشكلة فلم أكن أشعر كما يشعر زملائي وأصدقائي تجاه الجنس الآخر بل كنت أحسه لنفس الجنس الذي أنتمي إليه نظريا, ولكني كنت وما زلت أكتم هذا الشعور.
أنا الآن أبلغ 21 عاما وقد قرأت الكثير عن هذه المشكلة على شبكة الانترنت وقد قرأت أن العلاج النفسي لا يجدي وأن معظم الذين يعانون من هذه الحالة إما يلجئون إلى التحول الجنسي أو يظلون يعانون من المشكلة إلى الأبد، وأنا أريد أن أكون إنسان طبيعي سواء كذكر أو أنثى فهل يوجد حل.
02/01/2004
رد المستشار
لو أنك من زوار صفحتنا استشارات مجانين المنتظمين، أو تداوم على قراءة ما ننشره على صفحة مشاكل وحلول للشباب لعرفت أن ما تعاني منه ليس مشكلة كبيرة كما تتصور، ولكنه اضطراب معروف وموصوف له أسبابه وعلاجاته.
والحقيقة أن العصر الذي نعيش فيه حاليا يشهد صراعا بين وجهات نظر مختلفة، ومتناقضة أحيانا، حول أمور كثيرة منها الإضطرابات النفسية الجنسية، والمعركة لها جذور في الفلسفة والاعتقاد، ومرتبطة بالثقافة والدين وحركة المجتمعات، وبدون مبالغة أو تشاؤم فإن وجهة النظر الصادرة عن عوالم المسلمين ما تزال دون المستوى المطلوب في حجتها، واستعدادها للنقاش والمناظرة.
ولا يبتعد البحث العلمي عندنا كثيرا عن محاولة إثبات ما سبق وأثبته غيرنا في الغرب، أو عن قياس معدلات زيادة أو نقصان أو اختلاف مصاحب لأعراض أو أمراض، المهم أنه يبتعد عن المساحات الشائكة مثل البحث عن علاجات مناسبة وجديدة وفعالة لحالة مثل حالتك، وأذكر أن البحث الوحيد الذي رأيته أمامي كان بواسطة طالب ياباني يعاني من نفس المشكلة، وهو يدرس للماجستير وربما يكون قد حصل عليه الآن - في نفس الموضوع، وكان قد جاء ليعرف ما لدينا من تشريعات ورؤى طبية وثقافية واجتماعية... إلخ، ولم أجد الكثير حتى أفيده به.
الخلاصة:
أن المشكلة التي تعاني منها أنت لها حل، ولكن الحل مرتبط بوجود طبيب يعتقد أنها مشكلة قابلة للحل، بما يخالف أغلب المدارس الغربية المعاصرة، ويصبر معك، وتصبر أنت على التحسن التدريجي، وتكاليف العلاج.
** ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقثك بصفحتنا استشارات مجانين، وقد كثف أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، رده عليك، والكلام باختصار من أجل مزيد من التوضيح هو أن الطب النفسي الغربي بمعظم مدارسه أو على الأقل تلك الفاعلة فينا هنا في العالم العربي، والمشكلة لوعي وعقل معظم الأطباء النفسيين الحاليين إلا من رحم ربك، هذه المدارس ليس لديها كثيرٌ لتقدمه للحالات الشبيهة بحالتك، ولذلك لم يجد الدكتور أحمد عبد الله، ما يقدمه لذلك الباحث الياباني! لأننا من ناحية مفصولون عن تراثنا العربي الإسلامي الذي ضاع معظمه، ومن ناحية أخرى محصورون في الدوران في فلك الأبحاث الغربية.
لكننا ومنذ بدأنا على صفحة مشاكل وحلول للشباب، وعبر هذا الموقع مجانين نقطة كوم، قد التقينا حول محاولة الجهاد في سبيل إيجاد منظومة طبنفسية تناسب ثقافتنا وأمتنا، ونسأل الله أن يجعل جهادنا مباركا من عنده، فاصبر، وابحث عن الطبيب النفسي الذي عرفك بتوجهاته وصفاته، مجيبك الدكتور أحمد عبد الله، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات لكي تفيد وتستفيد.