لو تربيت في ملجأ لكان أفضل لي..!؟
أريد أن تساعدوني في التخلص من خجلي؛ وجهي يحمّر لأتفه الأسباب، أنا أعرف سبب خجلي فأبي يعاملني بشدة، أنا فقط رغم أنه يتعاون مع إخوتي باحترام! أختي معيدة ويظهر لها كل الاهتمام فيما يسلبني حرية التعبير عن رأيي، يحرجني ويجرحني في شرفي وكرامتي. انتظرت طويلاً لعل وضعي يتحسن عندما تتزوج أخواتي البنات فلم يحدث! كبر أخي الأكبر وأبي يريد أن يشعر أنه أنجب رجلاً، فكان -أخي- يضربني فيتورم وجهي مما يثلج صدر أبي.
أشعر أني لو تربيت في ملجأ لكان أفضل لي، فما كان سيقع عليّ من ظلم لم يكن ليكون من أعز الناس. عندما أرفض الزواج تزداد معاملتهم لي سوءاً، علماً أني أرفض الزواج بسبب القهر الذي أتعرض له... والدي طبيب مشهور ولكنه يكرهني ويفضّل عليّ إخوته، وما يجعله يكرهني هو ارتباطي الشديد بأمي فهي نقطة ضعفي، لكنها تريد دائماً أن ترضي أبي وإخوته فأصبحت ضدي، فماذا أفعل؟ علماً أن أخوة أبي أشداء على العكس من أخوة أمي الطيبين الذين لا يتدخلون في شؤون غيرهم،
أرجو سرعة الرد والمساعدة والتواصل.
ولكم جزيل الشكر
20/6/2009
رد المستشار
الأخت العزيزة......
دعينا نقسم مشكلتك إلى قسمين:
الأول: احمرار وجهك وخجلك الشديد والذي ربطته أنت بمشاكلك الأسرية، يمكنك أن تقرئي في موقعنا عن موضوع الخجل الكثير من المواضيع التي ستساعدك بإذن الله:
الخجل الرهاب أرشيف حافل
صعوبات اجتماعية لأنني بنت م
الخجل الرهاب أرشيف حافل مشاركة
بين الخجل والرهاب مشاركة في الشجاعة الأدبية
أريد التخلص من خجلي؟ برنامج علاجي
الرهاب الاجتماعي
احمرار الوجه بين الخجل والرهاب
أما بالنسبة للقسم الثاني من مشكلتك فهي علاقتك المضطربة بأبيك وإخوتك، ودعينا معاً نضع النقاط الأساسية للمشكلة:
1- أبوك يتعامل معك بشدة ويتعامل مع أختك باحترام.
2- يحرجك ويجرحك في شرفك وكرامتك.
3- يسلبك التعبير.
4- انتظرت حتى تتزوج أخواتك البنات لكن الأمر لم يتحسن.
5- كبر أخوك وأصبح يتعامل معك بعنف وأبوك يفرح لذلك لكونه ابنه الرجل.
6- أنت ترين أن حياتك في ملجأ كانت ستكون أفضل من حياتك الآن.
7- تزداد معاملتهم لك سوءاً عندما ترفضين الزواج.
8- بنظرك أنت ترفضين الزواج بسبب القهر الذي تتعرضين له.
9- يفضل إخوته عليك وترين أن السبب هو ارتباطك بأمك.
10- أمك نقطة ضعفك ومع ذلك فهي تحاول إرضاء أبيك وأخوتك وتقف ضدك.
11- ترين أن أخوة أبيك أشداء بالعكس من أخوة أمك الطيبين الذين لا يتدخلون في شؤون غيرهم.
إنك يا عزيزتي استطعت تحليل مشكلتك وتوضيح أبعادها منذ بدأت بكتابتها؛ فأنت أولاً ترين أن أمك والتي وصفتها بنقطة ضعفك لا تقف بجانبك، ويبدو لي أن المشكلة هي سوء التواصل من جميع الجهات، فلا أمك تواصلت معك حتى تُفهمك وجهة نظر أبيك وإخوتك، ولا أنت حاولت التواصل معهم، ولا هم حاوروك ليعبروا لك عن رفضهم لبعض تصرفاتك وإعطائك البديل... ويبدأ الأمر -بنظري- من عندك أنت.
1- إن انتظارك حتى تتزوج أخواتك البنات كان خطأ من جانبك، فأنت تقنعين نفسك أن حل مشاكلك يكمن في الآخرين وفي الأحداث الخارجية مع أنني أرى أن حل مشكلتك يبدأ من عندك أنت بالبحث عن سبب مشكلتك (وقد فعلت)، وبالبدء بحلها وذلك من خلال التعامل المتوازن مع أمك وأبيك. كنت أتمنى لو أنك فصلت أكثر بقولك أن :"أمك نقطة ضعفك؟" لا شك أن الأم أقرب للكثيرين من آبائهم لأن الإنسان عادة يقضي معظم أيام طفولته وشبابه بقربها على عكس الأب، ولكن هذا لا يمنع من أن الإنسان لا بد من أن يتعامل مع الاثنين بتوازن متى ما بدأ وعيه وإدراكه للعالم من حوله، فلا ينحاز لأحدهما ضد الآخر، فهو بالدرجة الأولى لا يريد أن يكسب رضى الأم مثلاً ويحصل بالمقابل على غضب الأب بل عليه أن يحسن التعامل مع الاثنين معاً. فإن كنت مثلاً تقصدين بأن أمك نقطة ضعفك أنك تنحازين إليها عند حصول خلاف بينهما أو ما شابه فما عليك الآن إلا أن تتحلي بالصبر وألا تتركي نفسك لانفعالاتك. أشعري أبيك بأنك تتفهمين مواقفه وبالتدريج حاولي التقرب منه وإشعاره بأنك تقفين بالوسط تماماً بينه وبين أمك وليس مع أمك ضده.
2- عودي إلى نفسك فاسأليها لماذا ترفضين الزواج؟ وهل لديك سبباً مقنعاً في كل مرة؟ وليتك تخبريني بالجواب، فأنت مررت على الفكرة بسرعة ولم توضحيها كفاية رغم أنني أظنها سبباً رئيسياً، فقد يكون من وجهة نظر أبيك أنك لا تتحلين بالتفكير الصائب عندما تواجهين قرارات مثل اختيار زوج أو رفضه فيثور عليك. أي قهر هذا الذي يجعلك ترفضين الزواج بسببه؟ كان من الأولى أن تسرعي بالزواج حتى تتخلصي من (القهر)، إلا إذا كان الأمر في حقيقته انتقام منهم! ويبدو لي أنك تنتقمين من نفسك أولاً فتحرمينها من أن تلتقي بشريكها.
3- حاولي التقرب من أبيك من خلال استشارته بأمور عملك والأمور التي تخصك ولو قابلك بالصدود في البداية، وتذكري أن تغيير رأيه تجاهك يحتاج وقتاً.
احتفظي دوماً بحقك في التعبير عن ذاتك بشكل معتدل هادئ ولا تستسلمي حتى لو حاول تجاهلك.
4- لا تتعبي نفسك في التفكير في أخوة أبيك وأخوة أمك فكلا الطرفين قدر من الله عليك. خذي من كل منهما ما ترينه مفيداً لك وما تتعلمين منه لحياتك. وتذكري أن الشدة تصنع العظماء وأن الطيبة تعني في بعض الأحيان السلبية. إذن التوازن هو أفضل ما يمكن للإنسان أن يعوّد نفسه عليه.
5- لن أتجاهل مشكلتك مع أخيك ولا شك أن ظرفك صعب بسبب النظرة المريضة تجاه الذكورية، وأنها تعني بشكل أساسي التسلط والقوة، ولكن ولأن رسالتك لم تحتوي على تفاصيل كافية لم أستطع أن أحدد فيما إن كان التعامل الذكوري في عائلتكم بهذه الصورة أم هي حالتك أنت فقط. على كل حال وكما قلت لك ابدئي بتحسين العلاقة مع أبيك أولاً وبالتصالح مع ذاتك ثانياً.
6- أخيراً: إن أقوى سلاح بيد الإنسان هو الدعاء، بثي إلى الله همومك وأحزانك واسأليه فرجاً لك وعوناً على التصرف الصائب واطلبي منه هداية لأبيك وجميع أسرتك.
أجاب الله دعاءك وفرج همك وأسعدك.