السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا: أود أن أشكر لكم هذا الجهد الرائع.. تقبل الله منكم وجعله في الميزان إن شاء الله تعالى.
ثانيا: هي ليست مشكلتي الشخصية ولله الحمد..
وإنما من واقع كوني طبيبة حديثة التخرج فمنذ كنت في دراستي بالكلية تتهافت!!!!! علي الأسئلة من كل مكان ليس لشطارتي طبعا ولكن لقربي ممن يسألون سواء أهلي,الجيران, الأخوات في المسجد,الأصدقاء الغير أطباء وهكذا..
ثالثا: المشاكل.
1- سألتني إحداهن أنها تعرضت لعملية إغتصاب تصفها بأنها غير مكتملة، وذلك في سن من 6:4وأنها قد عولجت من آثاره النفسية من إكتآب وفوبيا المجتمع ولكن لم يندمل هذا الجرح بعد بشأن الفوبيا من العلاقة الجنسية مع من سيصبح زوجا لها على الرغم من أنها تتوق إلى الأطفال ولذا تأخر سنها في الزواج..
2- أخرى سألت أنها نظيفة جدا ولكن زوجها غير ذلك فهو لايهتم بنظافة الفم وسنن الفطرة!!
3- ثالثة سألت أن زوجها يغتصبها وهكذا إستمتاعه!!؟ وعندما تراجعه يقول: أمال إنت عايزة تعملي إيه يعني؟؟؟؟ فسألتني كيف؟ والأطباء جميعهم يقولون أن المرأة لا بد وأن تكون إيجابية..
4- الرابعة تقول: أنها تطلب من زوجها المعاشرة من دبرها -والعياذ بالله- لأن هذا إستمتاعها!!؟ وعندما يريدون الإنجاب يكون الجماع من حيث أمر الله!! المشكله أنه لامشكله إلا أنها عرفت بحرمانية الامر.. أخيرا.
5- الخامسه: أم تشكو من أن إبنتها التي لم تتجاوز الخامسة تفعل الآتي:
أ- تمص ثدي العروسة.
ب- تخلع للعروسه الملابس وعندما تسأل عن سبب ذلك -بلطف طبعا- تقول علشان تعجب جوزها!!!
ج- تحب أن تقف مع أمها وهي عارية ومع خالتها وهي تبدل ملابس إبنها الرضيع!!!!!! إنتهى..
والسؤال الذي لابد من أنه تبادر لأذهان السادة الأفاضل الأطباء ماذا كان ردك؟؟ لاشيء.. سوى بعض الطبطبة على المغتصبة..وبعض اللافتات عن سنن الفطرة وفقه الزواج للأخريات والصدمة تجاه الأخيرة..
آسفة للإطالة ولكن ثقتي في شخصكم أكيدة.. وفقكم الله سدد على طريق الحق وخدمة المسلمين خطاكم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجاء عدم الكشف عن إسمي..ولكم كل الشكر، جازاكم الله خيرا.
رد المستشار
أختي الحبيبة وزميلتي العزيزة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته؛
لا أستطيع أن أخفى عليك كم أنا معجبة بك وبإيجابيتك نحو مجتمعك ونحو مرضاك، فنحن نعانى من جراء سلبية متفاقمة جعلت شعارنا ألفاظ من قبيل: "طنش...يا عم كبر... هو أنا اللي ها صلح الكون...." إلى آخر هذه العبارات وللأسف فإنها ليست عبارات فقط ولكنها أصبحت منهج حياة لمعظمنا، وفي ظل هذه السلبية والفردانية في التوجه أجد أن رسالتك تشبه الشمعة المتوهجة وسط الظلام، فلك منى خالص الدعوات أن يبارك الله في عملك وأن يجعله في ميزان حسناتك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يستنسخ لنا منك آلاف النسخ التي تأخذ على عاتقها مهمة إصلاح المجتمع في كل مجالات الحياة.
أما بالنسبة لتساؤلاتك الحائرة فسأحاول جاهدة أن أرد عليها بالترتيب:
المشكلة الأولى: من المتعارف عليه أن الآثار النفسية للاغتصاب تكون أشد إيلاما وأبعد أثرا من الآثار الجسمانية في معظم الأحوال، ومن هذه الآثار الخوف المبالغ فيه والنفور من العلاقة الزوجية، وقد تستطيع الفتاة التي تعرضت لهذه التجربة المريرة أن تتجاوز أزمتها النفسية وأن تتعايش مع الواقع، وقد لا تستطيع، ومن الواضح أن مريضتك لم تتغلب على كل التبعات النفسية لتجربتها المريرة ولذلك يمكننا القول أنها تحتاج للدعم من أخصائي نفسي، ويفيدك أيضا أن تطلعي على مشكلات مشابهة ومنها:
تحرشات جنسية كيف ؟
تحرشات جنسية كيف ؟ متابعة
تحرشات جنسية كيف ؟ متابعة 1
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا !
الوالد استعرائي والأم متواطئة.. يحدث يوميا
آثار تحرش: رسالة إلى الآباء والأمهات
المشكلة الثانية: حتى ينجح الزواج لابد بداية من أن يتقبل كل طرف من طرفي العلاقة شريك حياته كما هو بعيوبه قبل ميزاته، وهذا التقبل هو البداية لأي تغيير في شريك الحياة، ولذلك فعليك أن تنصحي هذه السيدة التي تشكو من أن زوجها لا يهتم بنظافته الشخصية، عليك أن تنصحيها أن تكف عن لومه أو توجيهه وكأنه طفل صغير، لان هذا الأسلوب سيدفعه للعناد وبشدة، وعليها بداية أن تقدم له كل ما يحبه، وتكون له دوما على الصورة التي يحبها فيها، ومع الوقت يمكنها أن تتخير الوقت المناسب والظروف الملائمة لتحدثه عما تحبه منه ولكن بمنتهى الرقة واللطف وبدون توجيه أي لوم، وبتوفيق الله وفضله سيصبح زوجها كما تحب أن يكون.
المشكلة الثالثة: حلها بإذن الله في اكتساب المعلومات الصحيحة حول الممارسة الجنسية والحوار بين الطرفين حول هذه العلاقة، والزوجة يمكنها في البداية أن تكسب معركتها مع زوجها وذلك بأن تحاول جاهدة أن تحثه على القراءة حول هذا الأمر أو أن تسعى لتكون لقاءاتهما أكثر جاذبية وجمالا وذلك بأن تتعمد هي أن تطيل الملاعبة وأن تكون الطرف الأكثر إيجابية، وذلك حتى يتذوق لذة ومتعة معاشرة الزوجة المقبلة والمتجاوبة وعندها لن يرضى بديلا عن هذه المتعة، فإذا لم يستجب فقد يكون الحل في التماس العلاج عند أخصائي زواجي.
المشكلة الرابعة: لقد أدرك الزوجان حرمة ما اعتادوا عليه من ممارسة للوصول إلى المتعة، وهنا عليهما أن يتوقفا تماما عن إتيان هذا الفعل المحرم وان يجتهدا للاستمتاع بما أحله الله من المباحات، وأرى أنهما لابد أن يتعلما من جديد معنى المتعة من الطرق الطبيعية، وهنا يفيدهما أن يتبعا تدريبات التوافق الجنسي.
المشكلة الخامسة: هوني على نفسك فمشكلة طفلتنا الصغيرة ليست أزمة كبيرة، وتحتاج فقط لحكمة في التعامل من الوالدين، فاللعب الجنسي ينتشر بين كثير من الأطفال، ومنه لعبة العروس والعريس ولعبة المريض وغيرها من اللعب التي تمارس مع الدمى، وهذه الألعاب لا تعنى انحرافا سلوكيا عند الطفل ولكنها تعنى فقط أن الطفل قد جرب ممارسة ما ووجد فيها بعضا من المتعة ولذلك فهو يقبل عليها، وعلى الوالدين هنا أن يدركا هذا وأن يتعاملا معه بحكمة وألا يلفتا انتباه الصغيرة بردود أفعالهما، وعليهما فقط أن يبحثا لها عن بديل أكثر إمتاعا يشغلها عن هذه الألعاب، وعليهما أيضا أن يتجنبا أن تطلع الفتاة على علاقتهما، وأن يعلماها آداب الاستئذان وكذلك أن يعلماها بدايات وذلك بأن تدرك الفارق بين جسمها وجسم الولد وخصوصا وأنها قد اطلعت على ابن عمتها الرضيع.
فهناك قصور من ناحية الفهم الديني للجنس ومن ناحية الموقف منه أيضًا، وهناك قصور كذلك من الناحية التعليمية والإعلامية، ولعل هذا من بعض ما أشرنا إليه في مقال لنا على موقعنا مجانين تحت عنوان: من يعلم الجنس لأولادي
أختي الكريمة: مرة أخرى أشكرك وأدعو الله من كل قلبي أن يبارك في عملك وان يجعله في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.