الأرق عمومًا يؤثر على جودة الحياة في جميع مراحل العمر. الكثير يعاني من صعوبة في النوم بسبب الأفكار الاجترارية التي تداهم الإنسان ليلًا وقبل النوم وهناك من يعاني من أرق مزمن أسبابه متعددة. ينخفض إفراز ميلاتونين (هرمون النوم) من الغدة الصنوبرية مع تقدم العمر ويبدأ الانسان بالاستيقاظ مبكرًا ولا يقوى على الرجوع إلى النوم٬ هناك أيضًا من يعاني من انقطاع النوم بسبب التبول المتكرر ليلًا.
يحذر التعليم الطبي التقليدي الأطباء من وصف عقاقير منومة وبذات عقاقير بنزودايازابين وما تسمى بعقاقير الزاء Z مثل عقار زوبليكون زولبدم. أحد أسباب هذا التحذير هو ارتفاع خطر السقوط والكسور في المراجعين الذين يستعملون هذه العقاقير.
ولكن دراسة دنماركية واسعة النطاق تتحدى هذا المنطق. درس الباحثون سجلات أكثر من 700ألف مواطن على مدى أربعة عشر عامًا وتعرض 62 ألف منهم للسقوط وأصيب 38 ألف منهم بكسور. العقاقير التي تم وصفها هي البرازولام Alprazolam، كلورديازيبوكسيد Chlordiazepoxide، دايزيبام، أوكسازيبام، زوبليكون، زولبدم وميلاتونين. احتلت عقاقير الزاي الصدارة.
كانت نتيجة الدراسة هو أن خطر السقوط هو الأعلى في فترة ما قبل العلاج بالعقاقير أعلاه مباشرة أي قبل ثلاثة أشهر من وصف العقار. تنخفض الخطورة تدريجيًا مع بداية العلاج ولكنها تبقى مرتفعة فوق خط الأساس في جميع مراحل العلاج. على ضوء ذلك كان استنتاج الدراسة أن ارتباط العقاقير أعلاه بخطر السقوط والكسور لا يعكس سوى أن الأرق بحد ذاته يزيد من خطورة السقوط والكسور وليس العقاقير نفسها. ربما العقاقير قد تؤدي إلى انخفاض الخطورة.
من النتائج الغريبة عند عمل التحليلات الفرعية أن عقار البرازولام لم يرفع من الخطورة لوحده لا يوجد دليل بأن عقار ميلاتونين أكثر أمانًا من غيره.
العقاقير المهدئة والمنومة لا تمنع السقوط ولكن ربما فائدتها في علاج الارق يتفوق على خطر السقوط. ما يسبب السقوط والكسور مع تقدم العمر هو الأرق والقلق وليس العقاقير بحد ذاتها ولكن علي الطبيب أن يدرس مخاطر السقوط في كل مريض بعناية. كذلك يبقى العلاج المعرفي السلوكي للأرق هو الخطوة الأولى في العلاج.
المصدر:
Rozirg M, Wium-Anderson M, Wium-Anderson I et al. Use of hypnotic-sedative medication and risk of fall and fractures in adults: a self -controlled case series study. Act Psychitrica Sancdinvca. 2023; 148(5): 394-404.