الأخطار القلبية لعقاقير عجز الانتباه فرط الحركة: مراجعة دراسة علمية
هناك ضجة إعلامية وسياسية وصحية حول اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة في مختلف أنحاء العالم. هناك بلا شك إفراط في تشخيصه واندفاع في وصف عقاقير هي أصلا منشطة لا غير، وتأثير حمل مثل هذا التشخيص في الوسط التعليمي والمهني. هذه العقاقير لا تخلو من أعراض جانبية ومن له خبرة وتاريخ طويل في وصفها يلتزم الحذر. في هذه الدراسة الحديثة السؤال المطروح: هل العقاقير المستعملة في علاج عجز الانتباه فرط الحركة خالية حقاً من أخطار قلبية؟
معظم هذه العقاقير هي منشطات أدرينالين Adrenergic Stimulants والتي يمكن أن ترفع من معدل ضربات القلب وتسبب عدم انتظامها وكذلك يمكن أن تسبب احتشاء عضلة القلب Myocardial Infraction. لذلك تتضمن جميع توجيهات الصحة الرسمية تحذيراً حول استعمالها في المراجعين الذين يعانون من تشوهات قلبية بنيوية أو أي مشاكل قلبية. لذلك هناك التوصية بفحص طبي شامل، دراسة التاريخ الشخصي والعائلي، وعمل فحص رسم القلب الكهربائي.
الدراسات القديمة عموماً تميل الى الاستنتاج بعدم وجود خطر، ولكن مراجعة أكبر وأحدث وجدت علاقة بين استعمال العقاقير وخطر الموت المفاجئ أو عدم انتظام ضربات القلب، ولكن عدم وجود علاقة بين استعمال العقاقير واحتشاء العضلة القلبية أو السكتة الدماغية. منذ ذلك الحين تم نشر 13 دراسة جديدة ببيانات ذات صلة بتقييم المخاطر. الدراسة أدناه آخر تحليل تلوي جديد.
الإسراف في التشخيص في غاية الوضوح فهناك ما لا يقل عن10% من الأطفال عمر ثلاثة أعوام إلى 17 عاما تم تشخيصهم في الولايات المتحدة استنادا إلى الإحصائيات الرسمية عام 2022.
أما بعد سن الرشد فنسبة من يستحق التشخيص 3% ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة. هذه الأرقام لا تختلف الآن في معظم أنحاء العالم ومنها الدول النامية.
هذه المراجعة لتشانغ وزملائه تفحصت 19 مجموعة بيانات تضم ما يقارب أربعة ملايين مشارك من 6 دول وهذا يجب أن يكون كافيا للكشف عن إشارة صغيرة للغاية. مثل هذا الاختبار يتميز بحساسيته ويكشف عن نتيجة ذات دلالة إحصائية، ولكن الكثير يعترض بأن ذلك لا يعني نتيجة ذات دلالة سريرية.
هذه الدراسة لم تجد علاقة إحصائية بين استخدام هذه العقاقير وأمراض القلب والأوعية الدموية بين الأطفال والمراهقين وكذلك البالغين. ولكن بعد ذلك يبدأ التحوط.
كان الفاصل الزمني للثقة Confidence Interval لا يمكن أن يستبعد زيادة المخاطر وهذا ما يحرص عليه المؤلفون للدراسة. كان هناك تباين مرتفع بين الدراسات حيث كانت نتائج الدراسات التسعة عشر في كل مكان بعضها يشير إلى المخاطر وبعضها لا يشير. بعدها يشير المؤلفون إلى المزيد من التحوط حول المخاطر النسبية والمطلقة وكان الاستنتاج أن التحليل التلوي يوفر بيانات مطمئنة حول العلاقة بين استعمال العقاقير والمخاطر القلبية، ولكنهم أصدروا تحذيرات تثير القلق بكل معنى الكلمة.
الاستنتاج هو: اتبع التوجيهات الرسمية ولا تصف هذه العقاقير لمن يستعمل عقاقير منشطة أخرى وهناك تاريخ عائلي لأمراض القلب.
المصدر
Zhang L, Yao H, Li L et al. Risk of Cardiovascular diseases associated with medications used in attention deficit disorders; A systematic review & meta-analysis.2022 JAMA Network Open.
واقرأ أيضًا:
الفيتامينات والمكملات الغذائية والوقاية من السبه / الأطعمة فائقة المعالجة ط.ف.م والصحة العامة