من علامات الشباب: النقد والدهشة والتغيّر والتجديدكتبت أمس عن تحفظي على تسمية هذه الثورة، وأريد أن أشرح بعض ذلك اليوم: أنا مستعد أن أقبل أن تسمى "ثورة الشباب" على شرط أن نعيد تعريف كلمة "الشباب". من هو الشاب؟ لقد عاصرت نجيب محفوظ اثني عشر عاما وعمره 83 إلى 95، من أكتوبر 1994 حتى رحيله المزعوم أغسطس 2006 الذي هو نقلة شابة أيضا بما ترك فينا، وما استمر معنا، ولم أقابل إنسانا أكثر منه شبابا طوال سني حياتي اقرأ المزيد
(مفتاح الأزمة بين الشرطة والشعب) كنت في بداية المرحلة الابتدائية ألعب مع رفاقي في ساحة أمام المدرسة وفجأة سمعنا صراخا مؤلما ومتألما يأتي من ناحية نقطة الشرطة القريبة من المدرسة فاتجهنا نحو مصدر الصوت ورأينا رجلا في منتصف العمر يظهر وجهه غارقا في الدم وهو يتعلق بقضبان غرفة الحجز ويستغيث بالمارة أن ينقذوه ولم يتحرك لنجدته أحد, ويقف خلفه رجلان شديدا القسوة والتجهم يجذبانه بعنف ويضربانه. اقرأ المزيد
يقول النقاد إنها كانت اللقطة الأشهر في تاريخ السينما المصرية، عندما أخذت حشود أبناء قرية الدهاشنة بقيادة الشيخ إبراهيم تتجمع حول بيت زعيم القرية "عتريس"، الطاغية المتجبر، الذي حكم قريته بالحديد والنار والظلم والقهر من خلال عصابة لئيمة فاسدة، وأخذت الجموع تهتف "جواز (زواج) عتريس من فؤادة باطل". وذلك أن عتريس طلب الزواج من الفتاة فؤادة فرفضته، ثم أكرهت على الزواج بشهادة زور من شخصين قالا إنها موافقة، وبموافقة والدها الخائف الضعيف. لكن الفتاة كانت صلبة الإرادة فمنعته من نفسها، وساعدت الفلاحين على سقي مزروعاتهم بعكس إرادته. اقرأ المزيد
وها قد وصلنا إلى النهاية السعيدة للثورة المصرية بفضل من الله ونعمة. نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة من الثورة التي تستدعي من كل محب لهذا البلد التفكير والتخطيط لما فيه خير هذا البلد. أولا: هذا ليس وقت التخوين وتصفية الحسابات ومراجعة المواقف فلنفترض حسن النية في كل من رأى رأيا مخالفا لما نعتقده ونراه ولنفترض أن كلا منا كان محبا لهذا البلد على طريقته فلنطوِ الصفحة ونفتح صفحة جديدة. اقرأ المزيد
في صباح الجمعة الثالثة منذ بدء الثورة كان الإحباط والقلق سيدا الموقف إضافة إلى الغضب والدهشة، معظم الناس ما يزالون يشعرون بالصدمة من الكلمة التي ألقاها مبارك وكثيرون شككوا في قواه العقلية وصلاحيته للحكم حتى أن عادل الصفطي وهو وكيل أول وزارة الخارجية السابق اقترح في كلمته للجزيرة أن يصبح الكشف النفساني جزءًا من إجراءات الترشح للرئاسة ولكل المناصب العليا تقرر على أساسه صلاحية الشخص من عدمها،.... قلت في نفسي إن كم اللاعقلانية والانفصال عن الواقع في كلمة مبارك سهل علينا أن نطالب بأن يجرى الفحص النفسي لكل من يريد أن يكون من القادة والرؤساء.... بل ولعل من المهم أن يتم الكشف عليهم بشكل دوري. اقرأ المزيد
اللهم عليك بكل متكبر جبار إنك أنت العزيز القهار فإنهم لا يعجزونك؛ (اياكش تولع) كلمة اعتدت سماعها من المصريين تعبيرا عن شعورهم بالانفصال وعدم الانتماء لما يحدث وعندما ولعت هذه المرة كانت نارا كوت الجرح النازف لكرامة مصر. هنيئا لمصر انتصار إرادتها، هنيئا لنا جميعا لذة تحطم ثوابت عجز الإرادة المتعلم، كنت أيقنت أن التاريخ مغشوش كالمرايا تماما عندما أقرأ عن حماسة وكرامة العربي فلا أراها، كما كرهت الأغنيات الوطنية؛ أمور تغيرت شعورنا بالتفاؤل اقرأ المزيد
لا أعرف في أي مكان بالكرة الأرضية، ولا في أي مرحلة من مراحل التاريخ، يمكن أن تخرج الملايين من أبناء الشعب داعية بصوت مدو إلى رحيل رأس الدولة ونظامه، ويستمر ذلك طوال أسبوعين أو ثلاثة، ثم تقابل نداءات الشعب الملحة بالعناد والتجاهل والازدراء. ولو أن ذلك كله كان مستورا ومكتوما لفهمنا، ولكنه أصبح مشهورا ومعلنا بالصوت والصورة على الملأ في أنحاء الكرة الأرضية. ولأنها مصر، فإن كل الأنظار تعلقت بها، وأصبح بمقدور الجميع أن يتابعوا وقائع ما يجري صباح مساء، الأمر الذي جعل «أم الدنيا» أم الفضائح السياسية المجلجلة. اقرأ المزيد
"لهم أجندة خارجية".. كان الإيحاء واضحًا بأن المعنيين بالتحديد هم "الإخوان المسلمون" أو على الأصح كافة الإسلاميين الذين شاركوا كباقي أفراد هذا الشعب في الاحتجاجات. وهو اتهام تكرر كثيرًا على لسان أطراف عديدة إعلامية وسياسية في نظام حسني مبارك، وكان المقصودون هم أبناء الشعب المصري الذين خرجوا إلى الميادين والشوارع ينادون برحيل الدكتاتور الهرم وينددون بـ 30 عاما من الفساد والاستبداد. أكذوبة الأجندة الخارجية قديمة متجددة يستدعيها هؤلاء القتلة كلما دعت حاجتهم إليها، وهي الفكرة التي رأت فيها عقولهم الآن وسيلة لتشويه هذه الثورة الشعبية غير المسبوقة في تاريخ المصريين. اقرأ المزيد
لا أظن أن شعبا في الدنيا فكهاً ويحب النكتة كالشعب المصري. والمدهش أنه يجيدها حين يكون (مفرفش) وحين يكون (حاله وحش). فحين سطع نجم الفنانة نانسي عجرم قبل خمس سنوات أطلق المصريون نكته لطيفه هي (اللهمّ عجرم نساءنا) يدعو فيها الرجل المصري ربّه أن يجعل زوجته مثل نانسي عجرم:طرية، ناعمة، بشفتين نصف دائريتين حمراوين مثل تويجي ورده.. تتلوى أمامه بغنج وتؤدي له الرقصة المغرية لتوصله إلى الحالة التي بلغها المرحوم فريد الأطرش (أكلك منين يا بطه!). اقرأ المزيد
في الصباح هذا اليوم كان القلق والتوجس بل وشيء من الوجوم يسود أجواء القاهرة كما أحسست أنا... كانت أنباء الشهداء الجدد في الوادي الجديد تعني أن جهاز الشرطة ما يزال قادرا وسادرا في ممارسة دوره الدنيء القديم.... وكان الخوف من أن ينقض على ثورة الشباب من لا يحسنون الاحتجاج سلميا.... كنت بشدة أخاف على ما بنته مصر ونهبت وهي تبنيه أخاف أن يدمره الغاضبون... وكانت الأمور منذ الأربعاء الثالث للثورة قد بدأت تأخذ شكلا آخر.... صحيح أنها مشاركة في ثورة الشباب وصحيح أنها سرعت وتيرة الأحداث لكنني كنت متوجسا في الصباح.في الصباح هذا اليوم كان القلق اقرأ المزيد