لقد كان الجيش السوري الحر إضافة عظيمة للثورة السورية، وبخاصة عندما أصر النظام إصراراً عنيداً غبياً على استفزاز السوريين ودفعهم إلى السلاح، وذلك بلجوئه إلى اغتصاب النساء وإكراه الناس على النطق بكلمة الكفر، ومن ثم تسريب ذلك في لقطات فيديو لتصل إلى الإنترنت ومنها إلى الفضائيات، وأعتقد أن أغلب ما تسرب كان مقصوداً تسريبه لاستفزاز السوريين الأحرار، الذين أصروا في البداية على تلقي الرصاص بصدورهم العارية وهم يهتفون لسلمية الثورة. اقرأ المزيد
في ديننا أحكام قد تبدو نوعاً من المثاليات، لكنها شرع من العليم الحكيم، لها غاياتها في تحقيق المصلحة لنا ودفع المفسدة، ولن يكون ذلك على حساب أسر الشهداء ولا المصابين ولا المغتصبات، بل يجب تعويضهم بسخاء من مال الأمة بعد الإطاحة بالنظام، التعويض المالي والمعنوي ماعدا الانتقام لهم، ويترك الانتقام للمنتقم الجبار الذي لا يضيع حقاً لأحد، وعلينا أن ننظر ونعتبر بالتاريخ القديم والحديث، لنرى إلى أي حد تحققت العدالة للذين قتلوا وعذبوا واغتصبوا خلال الحروب بعد أن هُزم المعتدون وحوكم بعضهم. اقرأ المزيد
لو طبقنا ما شرعه الله لنا فسنسعد في هذه الدنيا، سواء كنا مؤمنين، أو كنا كافرين، أو كنا خليطاً من المؤمنين والكافرين. إن الغذاء النافع، والدواء الموافق للداء، ينفع الجميع مؤمنهم وكافرهم، وكذلك شرع الله وحلاله وحرامه، ينفع كل من يأخذ به ويطبقه، مؤمناً كان أو كافراً. وإن تحريم اقتتال أبناء الأمة الواحدة لحل خلافاتهم السياسية نافع لنا، حتى لو كان بعضنا كافراً، فالترياق ينفعنا من حيث أننا بشر، اقرأ المزيد
ونعود إلى موضوعنا الأصلي، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قال: ذَهبتُ لأنْصُرَ هذا الرَّجُلَ، فلَقِيَني أبو بَكرةَ فقال: أينَ تُريدُ؟ قلتُ: أنصُرُ هذا الرَّجُلَ: قال: ارْجِعْ، فإنّي سَمِعْتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلّم يقول: «إذا الْتقَى المُسْلِمان بسَيْفَيْهما فالْقاتِلُ والمقتولُ في النار. فقلتُ: يا رسولَ اللّهِ هذا القاتِلُ، فما بالُ المقتول؟ قال: إنه كان حَريصاً على قتلِ صاحبِه». اقرأ المزيد
هل أن العقلية الفردية والجمعية في مجتمعاتنا تستوعب مفاهيم وسلوكيات المعارضة؟! المعارضة تعني عدم الرضى عن حالة قائمة والعمل على تغييرها أو إصلاحها, هذا وفق المفاهيم الديمقراطية الفاعلة في المجتمعات المتقدمة والقوية, ولا يوجد مجتمع بلا معارضة, ولا يمكن لنظام سياسي أن يسمي نفسه ديمقراطيا إذا انتفت فيه المعارضة. وأقوى الأنظمة السياسية هي التي تزداد قوة بوجود المعارضة. اقرأ المزيد
بعض السوريين متفائلون بحسم قريب وسقوط كامل للنظام، لكن القلقين المشفقين المتحيرين فكثيرون، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقدمون على الموت بكل إخلاص، وملايين من المدنيين بين مشرد ومحاصر ومصاب. الدعوات متناقضة بين من ينادي بالجهاد المسلح مهما بلغت الخسائر والتضحيات في سبيل الحرية والتخلص من النظام، وبين من ينادي بسلمية الثورة لأنه يرى السلمية أقوى أثراً وأقل ضرراً. لكن اقرأ المزيد
خرجت الملايين العربية في عواصم كثيرة تخطّ مستقبلها وأحلامها في العيش الكريم والآمن، في وطن المواطن الحرّ الذي تصان حقوقه وتحترم إرادته وتفكيره، بعد أن ضاقت ذرعاً بواقعها المؤلم تحت نار الفقر والبطالة والتهميش ومصادرة مختلف أشكال الحقوق لعقود طوال ظنّ معها المرء يأساً أنه لن ينكسر، فانكسر اليأس وسقط الخوف وأسبابه، لحظات تاريخية شهدها العرب لن تمحى من ذاكرة أجيال طويلة لموكب جنائزي صاخب لجثمان اسمه "الخوف" اقرأ المزيد
الثورة ظاهرة إنسانية لازمت الخليقة منذ بداياتها، وهي فعل اجتماعي موضوعي يهدف إلى التغيير الجذري من خلال التمرد على الواقع القديم لصالح ما هو تقدمي جديد، حقيقة عايشتها الأمم على مرّ العصور المختلفة، إذ يعود تاريخ أول ثورة مدونّةٍ إلى عام واحد وسبعين قبل الميلاد عرفت حينها بثورة العبيد الثالثة بقيادة "سبارتاكوس" رمز الأحرار الأول في العالم ضد الاستبداد والظلم الروماني، أيضاً تطورت أشكال الصراع ضمن سياقات مرحلية تاريخية رافقت نهضة الثورة الصناعية في أوروبا بشكلٍ خاص، حققت نجاحات وإخفاقات تختلف من مكان لآخر بفعل نضوج الظروف الموضوعية ومشاركة القوى المحركة لها؛ اقرأ المزيد
لم ينجح الإسلاميون في سورية ولا في غيرها في إقناع باقي فئات الشعب أنهم مخلصون في مناداتهم بالديمقراطية والمواطَنة طالما أنهم لا ينادون بالعلمانية، وهم إن نادوا بالعلمانية فقدوا صفة الإسلامية. فالجميع يظن أن الإسلاميين ينادون بالمواطَنة والديمقراطية كتكتيك مرحلي ريثما يتمكنون ويصلون إلى الحكم ويحكمون قبضتهم على البلاد والعباد، وعندها سيعودون إلى معاملة الناس على أساس معتقداتهم، وسينسون المواطَنة وسيتمسكون بالديمقراطية من دون علمانية لأنها تعطيهم الحق في الانفراد بالسلطة لأن أغلبية السوريين مسلمون سنة، اقرأ المزيد
وهذا التصور للدولة الإسلامية هو التصور الذي يتفق مع خلق الله للإنسان وجعله خليفة له في الأرض، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} البقرة30، ونلاحظ هنا أن الملائكة اعتقدوا أنهم أجدر من البشر بدور الخلافة عن الله، وفاتهم أن هذا الدور مختلف عن دور الجندية الذي هم خلقوا له حيث لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، أما الإنسان المُسْتَخْلَف عن الله اقرأ المزيد