المشهورون في الدنيا بمخترعاتهم وأفكارهم التي غيّرت الحياة، لدينا أمثالهم، ولا نسمح لهم بالتعبير عن قدراتهم الإبداعية، فتُدفن أحلامهم وأفكارهم معهم، فقبورنا فيها من الأفكار الموؤدة ما لا يمكن حصره.
في بلادنا واجهتُ عددا من المبدعين الأفذاذ الذين يحسبهم مجتمعنا من المجانين، وهم من أصحاب الأفكار الفائقة التعبير.
الفرق بين ما عندهم وما عندنا، أن ديارهم تسمح لهم بإطلاق ما فيهم، وديارنا تقتل ما فينا وتمنع عنا هواء الحياة الحرة الكريمة.
فشبابنا المبدع المخترع يستنزف طاقاته في نشاطات تبديد وترقيد وتدمير للذات، فبيئتنا قاتلة للإبداع وبيئتهم ترعاه وتنميه. الورود عندهم تتفتح ويفوح عطرها، وعندنا تذبل وتدوسها أقدام الجهل والأمية المعرفية.
فالمدّعون بتخلفنا وعجزنا في ضلال مبين، ورؤوسهم محشوة بما يتعارض مع بديهيات الأمور، فأنظمة حياتنا المذعنة للكراسي تدمر وجودنا، وتحطم تطلعاتنا، وترهن الأجيال ببعضها، وتدفع بها إلى أتون الفناء.
كم نابغة ومبدع متميز لم يستطع كشف ما عنده من الأفكار الصالحة للحياة، وأخذَ ما فيه إلى مثواه الأخير، ومن أمثاله الكثيرون الضائعون في رمال الأجيال.
مجتمعاتنا ثرية بالموروثات الحضارية الأصيلة التي تبحث عن ظروف مواتية لانبثاق براعمها، وإطلاق ذاتها الواعدة بالابتكارات المتوثبة إلى آفاق الغد البعيد. وتأريخنا يقدم الأدلة والبراهين، فأجدادنا عندما توفرت لهم ظروف التخلق والاجتهاد، أضافوا للبشرية كينونات ذات طاقات انبهارية لا محدودة.
وأفكار أجدادنا مطمورة في المدونات المقبوض عليها في مخازن المتاحف والمكتبات العالمية، وما حققنا منها إلا النزر اليسير.
إنها شواهد على طاقاتنا المتميزة، التي تعني بأن الأجيال المعاصرة تستطيع أن تعبّد دروب الإبداع المعبر عن جوهرها الخلاق.
فلماذا نستهين بقدراتنا، ونهين أمتنا؟
إن ما فينا لواعد بالأصيل!!
واقرأ أيضًا:
أنين الآن!! / البطالة والجوع!!