المشهورون في الدنيا بمخترعاتهم وأفكارهم التي غيّرت الحياة، لدينا أمثالهم، ولا نسمح لهم بالتعبير عن قدراتهم الإبداعية، فتُدفن أحلامهم وأفكارهم معهم، فقبورنا فيها من الأفكار الموؤدة ما لا يمكن حصره. في بلادنا واجهتُ عددا من المبدعين الأفذاذ الذين يحسبهم مجتمعنا من المجانين، وهم من أصحاب الأفكار الفائقة التعبير. الفرق بين ما عندهم وما عندنا، أن ديارهم تسمح لهم بإطلاق ما فيهم، وديارنا تقتل ما فينا وتمنع عنا هواء الحياة الحرة الكريمة. اقرأ المزيد
يتواصل الكلام عن البطالة والجوع يضرب أطنابه في مجتمعاتنا، وأبسط علاج للجوع أن ينشغل الناس بالزراعة، فلماذا لا يتم القضاء على البطالة بالزراعة؟ إنتاج غذاء، تصنيع طعام، لو كانت نخيلنا في بلاد الصين لصنّعوا منها ما لا يحصى من الحلويات والمشروبات، فهم صنّعوا من الرز العديد من الأطعمة التي تملآ رفوف المخازن والمحلات. احترت في أحد المحلات في الصين أمام رف طويل من منتوجات الرز، التي تدهشك أنواعها. فلماذا لا نعرف كيف نصنّع طعاما شهيا من التمر؟ لا نجيد سوى التعليب، وهو متأخر بالمقارنة مع مهارات التعليب في الدول الأخرى. اقرأ المزيد
"الآن، الآن وليس غدا..." "سيف فليشهر...أغنية لفيروز وربما لغيرها، أجراس العودة فلتقرع... وماذا حصدنا، أصبحنا زهرا يذبل!! والأصح أن نقول: "الآن، الآن وليس ما مضى"!! فالمطلوب منا الآن؟!! ما مضى اندثر، فما عادت الحروب كما كانت في القرن العشرين وقبله، إنها تستعمل آليات معاصرة معقدة ذات قدرات تكنولوجية فائقة التأثير، والآن صارت الشاشات ميادينه والضغط على الأزرار عنوانه. فهل تستوعب مجتمعاتنا متطلبات الآن؟ اقرأ المزيد
الذاكرة أرشيف وجودنا المطاوع الذي يستنهض ما فيه ويعيد صياغته بأساليب تفاعلية ما بين العصيبات الدماغية تتفق والحالة المثارة أو القائمة في أي وقت. والعصيبات الدماغية تتفاعل وفقا للمنبهات وما يترافق معها من الانفعالات وطبيعتها، كأن تكون سلبية أو إيجابية. والذاكرة القصيرة أو الوقتية تتحقق بواسطة التواصل ما بين العصيبات الحسية والحركية، وكلما كان المنبه شديدا إزداد التوافق التفاعلي بينهما. وفي دماغنا ألف بليون عُصيبة، ذات تفاعلات معقدة ومطلقة مع بعضها، لأنها اقرأ المزيد
التخلف حالة نفسية منعكسة في السلوك وتحتاج إلى إرشاد وتوجيه وعلاج معرفي، لتبصير العقول وتنوير النفوس وتعديل السلوك. وليس من الصحيح حصر التخلف بالمعرفة والثقافة وحسب، ذلك أن النفس المتخلفة هي الوعاء الحقيقي لأي تخلف، فعندما يكون الوعاء غير سليم وتزدحم فيه الجراثيم فما يحويه سيكون موبوءاً بالأليم، وينسكب ما فيه على ما حوله فيؤذيه. فجوهر التخلف المجتمعي هو التخلف النفسي الجمعي. فالمجتمعات المتخلفة نفسيا لا يمكنها أن تتطور معرفيا، مهما وفرتَ من مصادر ومحفزات للتعلم والتثقيف، لأنها كالقربة المثقوبة التي لا ينفع فيها النفخ. اقرأ المزيد
معظم دول الأمة فاقدة لبوصلة القيادة، فالفرس بخيالها، والدول بقادتها، فأنى يكونوا تكون. يقال إن الإسكندر لما استولى على بلاد فارس، استشار أرسطو في كيف يسيطر عليها، فاقترح عليه: "بتوزيع ممالكهم بينهم ويلقب مَن يوليه بالملك ولا يخضع لغيره، ثم يقع بينهم تغالب على الملك، فيعود حربهم لك حرب بينهم، فإن دنوت منهم دانوا، فإن نأيت تعززوا لك، وفي ذلك شاغل لهم عنك، وأمان لإحداثهم بعدك شيئا"!! اقرأ المزيد
اعتادت العيون والأبصار على التفاعل مع الشاشة، وحالما تطبع ما فيها تجده بلا جاذبية ولا قدرة على شدك إليه، فهل هذه ظاهرة عامة، أم أنها تخص بعض الأفراد، من أجيال الورق، ومحبي الكتاب. وهل أن الشاشة فرّقت بين البشر والمكتوب في الورق؟ لا يمكن الجزم، والملاحظ أن الأجيال المعاصرة تمضي معظم وقتها مع الشاشة الصغيرة، وأقلها مع المسطور على الورق. ترى هل سيفقد الكتاب دوره وقيمته اقرأ المزيد
معظم الإبداعات فردية، ويتحقق استخدامها من قبل عامة الناس، وهذه القاعدة تنطبق على أي نشاط بشري، والتنوير يبدأ بعدد قليل من الأفراد تسمى النخبة، فتنطلق الأفكار وتتكاثف وتتكاتف في رسالة واضحة ذات أهداف ساطعة، يرعاها مَن يؤمن بها ويتواصل في تعزيزها وتطويرها، وابتكار الآليات الكفيلة بتحقيقها والعمل بموجبها. التنوير عندما تتبناه النخب في ميادين التفاعلات المتنوعة، على أفرادها أن يعتصموا برسالتهم وينطلقوا بها في رحاب المجتمع، اقرأ المزيد
هل سمعتم بظبيةٍ أودعت أبناءها في عرين أسدٍ، وتوهمت بأنها سترضعهم أنى تريد، وهم فرائس سهلة للأسد عندما يجوع؟ ما يجري في واقع بعض المجتمعات، أن سُراتها يتوهمون بأنهم بسرقة أموال شعوبهم وإيداعها في البنوك الأجنبية، ستبقى لهم ويتصرفون بها كما يرغبون، والواقع يؤكد بأنها ما أن تحط في تلك البنوك حتى تصبح ملكا مشاعا للخازنين لها، ولسوف يصادرونها بعد حين. اقرأ المزيد
ذات مرة زرت بيتا يابانيا في مدينة كيتو، وكانت دعوة غداء، وأخذني صاحبه في جولة، أمام الحمام زوج نعال عليك أن تضعه في قدميك عندما تدخله، الغرف فارغة، فتح دواليبا في الحائط وأطلعني على الفراش الذي يوضع على الأرض للنوم. وفتح لي دولابا آخر ليظهر تمثال بوذا الذي يصلي أمامه كل صباح. وبعدها جلسنا في مكان متصل بالمطبخ، وكان حفرةً في الأرض نضع أرجلنا فيها، ونجلس حول مائدة مرتفعة قليلا فوق الحفرة. ومما لاحظته في البيت أن السنادين عندما أسأله عن نوع النبات الذي فيها يجيبني: "نحن نزرع ما يؤكَل"!! اقرأ المزيد