لا يوجد حزب لم يلد مستبدا فغاية تأليف الأحزاب تحقيق نوازع النفس المتطلعة للاستبداد.
الأحزاب تضع أهدافا للتمويه على دوافعها المطمورة وما أن تحين الفرصة حتى ينفلت ما فيها من الجشع الذي تتوج لتحقيقه فرد برز فيها وتمكن من القوة والسطوة فيتحول الحزب إلى لعبة في يديه.
أحزاب الدنيا تلد مستبديها وبهم تتألق وتنتهي وكأنها أدت دورها ورسالتها.
الأحزاب بأنواعها ومهما ادّعت بأدبياتها وشعاراتها غايتها الوصول إلى سوح الاستبداد والتفرد بالسلطة والاستحواذ على مقدرات البلاد والعباد.
فعندما نقرن كلمة حزب بأي مسمى نمنحه الضوء الأخضر للوصول إلى ميادين الاستبداد.
فالأحزاب ذات عقائد والعقائد دينها الاستبداد فلا توجد عقيدة ترضى بغيرها أو تتآلف معها العقائد غابية الطباع والتفاعلات.
فالعقائد الدينية تتماحق والحزبية والمذهبية ولن تهدأ مسيرات الاقتتال بينها ما دامت تمتلك القدرات اللازمة لتسويغ انفلات النفس الأمّارة بالسوء وتبرير مآثمها وخطاياها وتجريد الفاعل من المسؤولية.
والأحزاب في فضاءات الديمقراطية وغيرها يمكنها أن تصنع مستبدا من بينها والأمثلة واضحة في أوروبا ودول أخرى أنجبت صناديق الانتخابات فيها رموزا تسببت بخسائر حضارية فادحة.
وهذه النتائج المأساوية لمسيرات الأحزاب تستدعي قوة دستورية تمنع جماحها وتحد من سلطاتها وترسم خطوطا حمراء لتفاعلاتها إن تجاوزتها فعليها أن تدفع ثمنا باهظا.
وحتى في المجتمعات الدستورية النظام والكيان تتحقق ولادات قيصرية لرموز استبدادية من رحم أحزابها لكن إرادة الدستور تتصدى لها وتقيد سلوكها وفي بعض الأحيان تنقاد الأحزاب وراء المستبد المولود فتقضي على وجودها. وفي المجتمعات التي يفقد الدستور فيها دوره وفعاليته تكون الأحزاب ذات نشاط تناسلي لإنجاب المستبدين الفاعلين في حياتها.
فلا يمكن لهذه المجتمعات أن تتصور الحياة من غير مستبد فاعل فيها وقابض على مصيرها ومتحكم بأيامها فهل من تأديب للأحزاب؟!!
و"إصلاح الرعية بإصلاح الراعي"!!
14\2\2021
واقرأ أيضًا:
القلم انهزم!! / دموع مكتبة!!