التأريخ مكتوب بمداد الدماء المُراقة بأدوات الشرور، وبعض الأشرار يصنعون أحداثه وقلة هم الأخيار الذين تصدروا مسيراته.
ولا يُعرف لماذا يميل الناس لتولية أشرارهم عليهم!!
يبدو أن القوة عمياء والذين يتسلطون على المجتمعات يفقدون قدرات التبصر ويذعنون لإرادة الكرسي وما يمليه على الجالس عليه من سلوكيات مخلة بالعديد من الثوابت الأخلاقية فالكرسي غبي الطباع وحشي التطلعات افتراسي النزعات ويتأسد ولا يمتلك أي خلق كريم لأنه يتوجس ومهووس بالأمان المطلوب لديمومته في عرينه الحصين.
والدليل على ما تقدم أن الانتخابات لا تأتي بأخيار المجتمعات وتفوض لهم حرية تقرير المصير كما حصل في ألمانيا وإيطاليا قبل الحرب العالمية الثانية وفي بعض الدول المعاصرة.
ومن الواضح أن البشر يقتلون الرسل والأنبياء والمصلحين ورواد الفكر والحرية والرحمة والألفة الإنسانية ومعظم الطيبين ماتوا غدرا وفي القرن العشرين قتلوا غاندي وأمثاله وجرت محاولات لقتل كتّاب ومفكرين ودعاة محبة وسلام.
وبرغم محاولات الأديان تهذيب البشر لكن النفس الأمّارة بالسوء فاعلة فيه ومهندسة لتصرفاته وموقدة للصراعات الدامية ولهذا الحرب دوّارة والسلام مستحيل.
ويظهر أن الصراع من العوامل الأساسية لتحريك عجلات الحياة وتأمين البقاء القابل للتواصل والتطور والرقاء ولكي تتحقق الحركة بتعجيلاتها المتنوعة لابد من الأشرار اللازمين لتأجيجها وإيقاد ميادينها وشن حروبها.
وأنى ننظر فثمة دلائل شرور ومعالم دماء تفور فالطبع البشري ما تبدل بل استخدم مبتكرات العقول للتعبير عن مطموراته ونوازعه الكامنة في أعماق المخلوقات الآدمية وغيرها.
فما صنعه البشر صار يخدم الخير والشر في آن واحدة فالسيارة للخير وللشر معا وكذلك الطائرة ومبتكرات العقول من أدوات الشرور متعارف عليها وبلغت ذروتها في عصرنا الفتاك.
فلماذا الشر سلطان والخير أنّان؟!!
واقرأ أيضًا:
الأحزاب تلد الاستبداد!! / طبيبان سوريان!!