في صباح جمعة الغضب نظرت أول ما استيقظت إلى ميدان التحرير فوجدته فارغا إلا من جحافل الأمن المركزي تحيط بالمسجد وكان ذلك متماشيا مع ما سمعته بالأمس من أنهم سيمنعون الصلاة بالمساجد الجامعة أو الكبيرة.... قلت أنا إن شاء الله سأصلي في الزقازيق وكان علي أن أنجز بسرعة إجراءات مغادرة الفندق، وحقيقة لم أكن أتوقع كل هذا الزحام في استقبال الفندق فقد غاب عن تفكيري أن كل نزلاء الفندق سيغادرونه قبل صلاة الجمعة اقرأ المزيد
كنت قد قررت سابقا ألا أحضر من فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر إلا حفل العشاء بسبب ارتباطي بعدة مواعيد،..... وبالتالي للأسف لم أتمكن في يوم الخميس 27 يناير 2011 هذا إلا من متابعة الأحداث عبر الإنترنت من على صفحات نقل أخبار مصر على الفيسبوك وكان من الملفت للنظر أنه كلما أنْشَأَ المتظاهرون واحدة من الصفحات المعنية بنقل أخبار مصر أنشأت الحكومة صفحات عديدة بنفس الاسم "أخبار مصر" تنقل أخبارا تنافي الحقيقة بحيث يتم تشتيت الناس فلا يعرفون بسهولة أي الصفحات هي الحقيقية وأيها المغشوش أو المزور من قبل الحكومة، اقرأ المزيد
الرئيس حسني الخامس يذّكرني الرئيس المصري بالملك الحسن الثاني ملك المغرب. إذ يحكي لنا التاريخ أن الملك الحسن عندما علم بأن هناك مؤامرة لاغتياله أمر أحد معاونيه بأن يلبس ملابسه الرسمية ويخرج في الموكب الملكي أمامه وكانت النتيجة معروفة للجميع. الرئيس المصري يحاول الآن استحضار روح الملك الحسن والتصرف بذات الخبث والدهاء الذي كان يتحلى به؛ فقد ألبس كلا من عمر سليمان وأحمد شفيق زيه الرسمي وجعلهما ينطقان بكلامه في الموكب الجنائزي ليلقيا ما يلقياه بدلاً منه. اقرأ المزيد
في الوقت الذي كانت تدور فيه أحداث ثورة 25 يناير 2011 م في مصر, كانت هناك عقول على الجانب الآخر تدير معركة نفسية ضخمة ومؤثرة تلخصت أدواتها في التالي: 1 – عنصر المفاجأة حين سمح للمظاهرات بالخروج تحت حماية الأمن ثم فجأة وبعد منتصف ليل اليوم الأول للحدث يتم هجوم مباغت بعدد هائل من القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه العملاقة والرصاص المطاطي والحي, وقد أحدث ذلك صدمة للمتظاهرين الذين كانوا يستعدون للنوم بعد يوم حافل وشاق, اقرأ المزيد
لا يوجد أدنى شك في أن معركة ميدان التحرير التي جرت يوم الأربعاء الثاني من نوفمبر 2011 م للتنكيل بشباب ثورة 25 يناير قد تم التخطيط لها على أيدي خبراء في علوم مختلفة أمنية ونفسية, وسأتحدث هنا عن الجانب النفسي في هذا الحدث, فمثلا بداية الهجوم على الميدان بواسطة الخيول والجمال هو مشهد قد يبدو بدائيا صادرا عن مجموعة من سكان العشوائيات والبلطجية, اقرأ المزيد
في مساء الأربعاء 26 يناير ثاني أيام الغضب المصري كانت لي جلسة ضمن جلسات المؤتمر عن طب نفسي الطوارئ والكوارث، كنت أنا منسقها وأحد المتحدثين فيها، وكان معي أ.د عادل الشعاعي رئيس جلسة، ودكتور محمد المهدي ودكتور راشيل ديسوزا من أستراليا.... تأخر الضيف الأسترالي وكانت جلستنا قد بدأت قبل موعدها بحوالي خمس دقائق بدأ المهدي أولا فتكلم عن مفاهيم وتعريفات الأزمات والطوارئ والكوارث ثم شرح لنا الجوانب المعرفية للكوارث على اختلاف أسبابها، وبيَّن أن ما يجري في الميدان المجاور –يقصد ميدان التحرير- ما يزال في مرحلة الأزمة اقرأ المزيد
(رؤية تحليلية لثورة الشباب العربي ضد الهوان) كان جيل الأجداد يرتعد من العمدة وشيخ الخفراء ويدعو للوالي بطول العمر والبقاء, وكان جيل الآباء يهرب فزعا من أي "بذلة ميري" ويقبل أيدي الحاكم ورأسه وكتفه وربما قدميه ويدعو له بدوام الحكم وتوريثه لأبنائه وأحفاده, وحين ينصرف من حضرته يلعنه في سره فإن لم يستطع ففي منامه. واستقرت هذه الصورة في إدراك أولي الأمر العرب فتعاملوا مع الشعوب العربية على هذا الأساس لسنوات طالت حتى الملل, اقرأ المزيد
اليوم الثلاثاء 25 يناير 2011 وقد بدأت المظاهرات السلمية على مستوى محافظات مصر منذ الظهر تقريبا.... ومن الواضح أنني لم يكن ينقصني لأبرأ من يأسي الطويل المقيم من المصريين إلا أن أعرف أن أعداد الذين خرجوا في هذا اليوم قدرت أول ما قدرت بعشرات الآلاف وفي مدن عديدة من مصر..... مجرد سماع هذه الأخبار ومشاهدة مقطع صغير على الإنترنت لمظاهرة ميدان التحرير وهي في بداياتها أو ساعاتها الأولى كان كفيلا بتحطيم كل ما بناه اليأس من مصر بداخلي على مدى ما يزيد عن العقدين اقرأ المزيد
(89) ما قبل النهاية تُفتح ستارة المسرح ليدخل أحد الممثلين الذين يلعبون دوراً ثانوياً؛ ليقف مواجهاً الجمهور في مشهد يظهر فيه جمهور الحضور وكأنه شعب الإمبراطورية. يصرخ الممثل منفعلاً في الجمهور "أن قفوا بجانب الإمبراطور، لا تتخلوا عنه أيها الرعاع الأوغاد؛ هل تتمردون على سيدكم الذي طالما أطعمكم وسقاكم من خيراته؛ هل الخيانة هي رد الجميل؛ هل نسيتم كل ما فعله من أجلكم؛ هل نسيتم بطولاته". يخرج الممثل وهو محتقن الوجه وقد كست وجوه بعض من جمهور الحضور علامات التأثر والتعاطف مع سيدهم الإمبراطور. بينما يعلق آخر ساخراً لزوجته التي كانت ترافقه قائلاً همساً في أذنها "هكذا هم دائماً، موامس النظام". اقرأ المزيد
لم يكن غريبا أن تتصدر أنباء الانتفاضة التونسية الواجهة الإعلامية في عالمنا العربي، ولا أن تبادر السلطات العربية علي تنوع مشاربها إلي تأكيد أننا "نحن مختلفون عن تونس" وهي مقولة صحيحة بالتأكيد ولكن دون عزلها عن سياقها العلمي. لقد أعادني ذلك الجدل إلي تذكر مقرر يعرفه دارسو علم النفس تحت عنوان "الفروق بين الأفراد والجماعات". اقرأ المزيد