في مساء الأربعاء 26 يناير ثاني أيام الغضب المصري كانت لي جلسة ضمن جلسات المؤتمر عن طب نفسي الطوارئ والكوارث، كنت أنا منسقها وأحد المتحدثين فيها، وكان معي أ.د عادل الشعاعي رئيس جلسة، ودكتور محمد المهدي ودكتور راشيل ديسوزا من أستراليا.... تأخر الضيف الأسترالي وكانت جلستنا قد بدأت قبل موعدها بحوالي خمس دقائق بدأ المهدي أولا فتكلم عن مفاهيم وتعريفات الأزمات والطوارئ والكوارث ثم شرح لنا الجوانب المعرفية للكوارث على اختلاف أسبابها، وبيَّن أن ما يجري في الميدان المجاور –يقصد ميدان التحرير- ما يزال في مرحلة الأزمة اقرأ المزيد
(رؤية تحليلية لثورة الشباب العربي ضد الهوان) كان جيل الأجداد يرتعد من العمدة وشيخ الخفراء ويدعو للوالي بطول العمر والبقاء, وكان جيل الآباء يهرب فزعا من أي "بذلة ميري" ويقبل أيدي الحاكم ورأسه وكتفه وربما قدميه ويدعو له بدوام الحكم وتوريثه لأبنائه وأحفاده, وحين ينصرف من حضرته يلعنه في سره فإن لم يستطع ففي منامه. واستقرت هذه الصورة في إدراك أولي الأمر العرب فتعاملوا مع الشعوب العربية على هذا الأساس لسنوات طالت حتى الملل, اقرأ المزيد
اليوم الثلاثاء 25 يناير 2011 وقد بدأت المظاهرات السلمية على مستوى محافظات مصر منذ الظهر تقريبا.... ومن الواضح أنني لم يكن ينقصني لأبرأ من يأسي الطويل المقيم من المصريين إلا أن أعرف أن أعداد الذين خرجوا في هذا اليوم قدرت أول ما قدرت بعشرات الآلاف وفي مدن عديدة من مصر..... مجرد سماع هذه الأخبار ومشاهدة مقطع صغير على الإنترنت لمظاهرة ميدان التحرير وهي في بداياتها أو ساعاتها الأولى كان كفيلا بتحطيم كل ما بناه اليأس من مصر بداخلي على مدى ما يزيد عن العقدين اقرأ المزيد
(89) ما قبل النهاية تُفتح ستارة المسرح ليدخل أحد الممثلين الذين يلعبون دوراً ثانوياً؛ ليقف مواجهاً الجمهور في مشهد يظهر فيه جمهور الحضور وكأنه شعب الإمبراطورية. يصرخ الممثل منفعلاً في الجمهور "أن قفوا بجانب الإمبراطور، لا تتخلوا عنه أيها الرعاع الأوغاد؛ هل تتمردون على سيدكم الذي طالما أطعمكم وسقاكم من خيراته؛ هل الخيانة هي رد الجميل؛ هل نسيتم كل ما فعله من أجلكم؛ هل نسيتم بطولاته". يخرج الممثل وهو محتقن الوجه وقد كست وجوه بعض من جمهور الحضور علامات التأثر والتعاطف مع سيدهم الإمبراطور. بينما يعلق آخر ساخراً لزوجته التي كانت ترافقه قائلاً همساً في أذنها "هكذا هم دائماً، موامس النظام". اقرأ المزيد
لم يكن غريبا أن تتصدر أنباء الانتفاضة التونسية الواجهة الإعلامية في عالمنا العربي، ولا أن تبادر السلطات العربية علي تنوع مشاربها إلي تأكيد أننا "نحن مختلفون عن تونس" وهي مقولة صحيحة بالتأكيد ولكن دون عزلها عن سياقها العلمي. لقد أعادني ذلك الجدل إلي تذكر مقرر يعرفه دارسو علم النفس تحت عنوان "الفروق بين الأفراد والجماعات". اقرأ المزيد
كلاب بالزي الرسمي صرح كلب من كلاب النظام؛ مستخفاً بعقولنا أنهم لم يتركوا مواقعهم بناء على أوامر صدرت إليهم من أسيادهم. وأنهم لم يتخاذلوا ولم يتركوا مواقعهم؛ ولم يهربوا وإنما كانوا فقط مُجهَدين فقد ظلوا "يا حرام" مستيقظين لأربعة أيام متواصلة، ولهذا قرروا العودة لمنازلهم لأخذ قسط من الراحة وليعودوا لنا ثانية لحفظ النظام. هل يعقل أن نصدقك يا سيادة الكلب الكبير؛ هل تستخف بنا أنت وموامس الصحافة ممن قبلوا أن ينشروا هذا السخف؟!! هل فجأة جميعكم وفي تمام الساعة الخامسة مساء من يوم الجمعة أنهككم الإجهاد فتركتم مواقعكم وقلتم لكلابكم كفاكم اليوم نباحاً فاذهبوا للنوم وغداً نلتقي لنباح جديد؟!! لقد تركتم بأمر من قياداتكم البلاد خالية لبلطجية النظام وعصاباته من رجالكم ذو الملابس المدنية على أمل أن يستجدي الشعب النظام حتى يبقى لتحمينا كلابه من لصوصه. اقرأ المزيد
(79) شكراً شكرا لكم يأهل تونس أن أشعلتم الثورة ضد الظلم والطغيان. شكراً لكم أن كنتم لنا الشرارة فأطلقتم المارد الذي بداخلنا. شكراً لكم شبابنا أن خرجتم لإسقاط الفرعون والنظام. شكراً لكم أهل السويس يا مدينة الأبطال أن كنتم في طليعة الشهداء. شكراً لكم شهدائنا فأنتم تيجان على الرؤوس. شكراً لكم شباب مصر أن أثبتم للعالم أننا مازلنا الرجال. شكراً لكم أن ذكّرتمونا بيوم العبور فأذهلتم العالم من جديد. شكراً يا شباب مصر يا قادة اليوم والغد. شكراً لكم يا من تحركتم دون قيادة تدعي لنفسها فضل النداء، نداؤكم من ضمائركم فحسب؛ ليس من قيادة حزبية أو من برطمانهم الموازي. شكراً لكم أن جعلتمونا نفخر أننا مصريون. اقرأ المزيد
(75) خرج ولم يعد كنت أتصور خطأ بعد اشتعال الثورة الشعبية في تونس وهروب بئس العابدين بن علي؛ أننا ندرك ميزة أن نخبنا السياسية موجودة داخل البلاد وليس خارجها كما كان الحال في تونس. كنت أتصور خطأً أن هذه النخب ستخرج وتقود الجماهير في مظاهرات حتى يحدث الهروب الكبير. إلا أنني فوجئت أن هذه النخب هي التي اختفت في ظروف غامضة. أعتقد أن حال نخبنا الأشاوس يتشابه وحال المسجونين الذين يفرج عنهم بعد قضاء عقوبة السجن لمدد طويلة كعقوبة المؤبد مثلاً. يظن هؤلاء المسجونون أن الدنيا في انتظارهم لولا هذا السجن اللعين؛ وأنهم سيفعلون كل ما حلموا به يوماً حين يخرجون. اقرأ المزيد
يناير 2011 أولا لابد أن نهنئ إخواننا وأخواتنا، شعب تونس البطل الذي وعي الدرس وعرف أنه لا زوال للطغيان بلا تضحيات، وعرف أنه لكل تضحية ثمره، والنصر هو الثمرة الكبرى. إن هذه حقيقة، لا تغيب إلا عن واهن أو مستفيد. وفي خضم فرحة النصر في تونس تهب نفحات الحزن من جنوب السودان الذي يستفتى على خلعه من دولته الأم ويخوض مخاض ولادة غير شرعية ناتجة عن استبداد في الداخل وتآمر من الخارج لتحقيق أهداف العدو الحقيقي الكامن في الصهيونية العالمية. فكما سلبت العراق من الشرق ويجرى تفتيتها إلى ثلاثة دويلات فإن السودان وهو بوابة الجنوب جارى تفتيته بعد أن مُزِّق الصومال. اقرأ المزيد
تابعت مثل ملايين المواطنين في مصر وكافة البلاد العربية والعالم كله الأحداث الدامية والغضب الشعبي الهادر الذي اجتاح تونس على مدار شهر مضى، وانتهى تصاعد الأحداث بفرار مخزٍ وذليل للرئيس التونسي على بن زين العابدين، وهو أول حاكم عربي يحصل على لقب "رئيس سابق" فالمعروف والثابت في مجتمعاتنا العربية التي يسودها من شرقها لغربها الحكم السلطوي المستبد الذي يجعل الحاكم لا يترك كرسيه إلا في حالتين الاغتيال أو الموت. ومع الفرحة المنتشية التي اجتاحت الإنترنت والأجواء الفيسبوكية، واحمرار صور البروفايلز بلون العلم التونسي، تصاعدت لهجة متفائلة تصل لحد التأكيد على أن ما حدث في تونس سرعان ما سوف يتسرب للدول العربية التي تعانى من تراجع الديمقراطية اقرأ المزيد