في عام 1980 قاد الجنرال (كنعان إفرنْ) إنقلاباً عسكرياً ضد الحكومة الديمقراطية التركية. وكان الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر) في حفل موسيقي بهيج حينما جاءه اتصال من ضابط إرتباط لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي. آي. أي.) يقول: "لقد فَعلَها غـلماننا"!! وقد اعترف مدير مكتب (سي آي أي) في أنقرة آنذاك بول هنزي Paul Henze بأن وكالته كانت تقف وراء الانقلاب. وهكذا ابتهجت واشنطن بسيطرة ثلة من الجنرالات المرتبطين بأجهزتها السرية على أزمَّة الأمور في تركيا، وانفتح باب من الاضطراب الاجتماعي والعنف السياسي والجدْب الاقتصادي في تركيا لأعوام مديدة. اقرأ المزيد
مجتمعاتنا التي تقول بأنها تسعى إلى بناء أنظمة ديمقراطية, قد أمسكت بالديمقراطية من ذيلها, ونسيت بأن لها رأسا وعقلا ورؤى وبرامج وآليات, وإن جوهرها الاقتصاد. فلا ديمقراطية إذا كانت البطالة فائقة والفقر شديد, والحاجات ناقصة والعناء الإنساني متعاظم. فالديمقراطية سلوك اقتصادي أولا, فالحرية بحاجة إلى اقتصاد قوي, اقرأ المزيد
من عجائب ديمقراطياتنا, أنها تلد حالات استبدادية جديدة ذات مسميات أخرى. إذ أوجدت استبداد الحزب والفئة, ودساتير لا ديمقراطية, أو فيها مواد تقتل روح الديمقراطية, وتمنعها من الصيرورة والتحقق الصحيح. والسبب الجوهري الذي يدفع إلى ذلك, هو انعدام تجارب الحكم الديمقراطي في الدول العربية المعاصرة. فالقوى التي تسنمت الحكم, لا تجد أمامها إلا تراث الأنظمة المستبدة التي ذهبت اقرأ المزيد
ركب العرب حصان الديمقراطية, وراحوا يهتفون, "افتح يا سمسم"! وحسبوا أنها ستأتيهم بما لا يخطر ببال من الغنائم الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية, وبآيات الحرية والسعادة والبهجة, التي حُرموا منها على مرّ العقود. ووقفوا أمام صخرة الأنظمة التي كانت تحكمهم, حتى تم اقتلاع بعضها بثوراتهم العفوية, والبعض منها بقدرات الآخرين العسكرية. اقرأ المزيد
كلما سمعت كلمة (حوار), تتردد على لسان السياسيين في خطبهم, أعرف بأن المشكلة قد تعضلت وتطورت, ووصلت إلى طريق مسدود, فهم يدركون ويؤمنون تماما بأنهم يكذبون, ويسوغون ما سيقدمون عليه من إجراءات تعسفية. فالحوار بمهاراته ومفرداته وآلياته, غائب ومجهول ومنكور, في واقعنا العربي من أقصاه إلى أقصاه, فهل وجدتم قضية عربية واحدة تم حلها بالحوار, ابتداءً من أكبر قضية إلى أصغرها. اقرأ المزيد
هل تحتاج المجموعات البشرية إلى قائد يدير أمورها؟ لو تم توجيه هذا السؤال إلى أي كائن حي لكانت الإجابة نعم وبدون تردد. تحرص الشعوب المتحضرة على الاهتمام بمؤسساتها التعليمية وتنتخب بعضها لكي يتخرج منها من يقود المجموعات البشرية مستقبلاً. ليس من الصعوبة على أي قارئ أن يستنتج هذه الجامعات في بلاد العالم ومن تخرج منها وتبوأ مقعد القائد يوماً ليدير البنوك والوزارات وأحياناً البلد نفسه. التاريخ العالمي يزدحم أيضاً بسيرة القادة منذ أيام العصر الكلاسيكي وحتى يومنا هذا. الجميع على معرفة بالقيصر يوليوس في العصر الروماني اقرأ المزيد
بات واضحاً أن مسار الثورة السورية في المرحلة السابقة قادنا للأسف الشديد إلى عملية واسعة من "تطييف الصراع" في المنطقة، وهذا أمر أحسب أنه من أخطر الأزمات التي عصفت وتعصف بنا في العقود الأخيرة. هذه الأزمة باتت تدار من قبل مكائن تعمل على تفاقمها وتعسير المعالجة ورفع الكلفة وبث اليأس في النفوس والادعاء بأنها "حتمية لا مفر منها"، ومن أبرز تلك المكائن: ثلاث مكائن لتطييف الصراع: اقرأ المزيد
ما أن قرعت الثورات باب المنطقة العربية، وتسحبت بسرعة عبر بوابات وأسوار قصور حكامهم، لتخلع بعضهم، وتهز عروش آخرين، بدأت تنهال التحليلات من كل حدب وصوب؛ فترى فريق يرى فيها خطة غربية محكمة لتغيير خارطة الوطن العربي، أو ما تبقى منه، وفريق آخر يرى أنها إنتفاضة كرامة وكبرياء طال إنتظارها، وبين هذا الفريق وذاك آخرون يرون فيها مادة علمية غنية لتحليل خلفيات ودوافع هذا الحدث الجلل، الذي عكس طفرة في منطقة وصفت كثيراً بخمولها وبطء تفاعلها مع التغيرات العالمية. نهدف في مقالنا اليوم إبراز وجهات النظر الشائعة، والمتداولة كثيراً هذه الأيام، ليس في الوسط الأكاديمي والسياسي فحسب، بل وسط جموع اقرأ المزيد
لم يتردد نتن ياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، في السفر إلى الصين وفق ترتيب زيارة مسبق على الرغم من العدوان الصهيوني على سوريا بتاريخ 5/أيار/2013. أدار نتن ياهو ظهره وكأن شيئا لم يكن، تاركا لجموع العرب وبعض حكامهم وأحزابهم وشخصياتهم استنكار وشجب العدوان كيفما يحلو لهم. ولم يتردد العديد من العرب على مستوى حكام وقيادات وأحزاب في، إلا من حزب الله، ترديد العبارات الممجوجة والمجترة من شجب واستنكار ولعن اقرأ المزيد
على الرغم من النجاحات الباهرة التي حققتها المعارضة السورية في مجال العمل السياسي، بعزل النظام دبلوماسيا واقتصاديا، وفي مجال عملها العسكري، بتحرير معظم محافظات الشمال، والصمود في حمص وريفها، وضرب طوق محكم على قوات النظام في ريف دمشق ودرعا، فإن المعارضة لا زالت تواجه تحديات كبيرة وخيارات صعبة. استطاعت قوى الثورة من تخفيض القدرة القتالية للنظام بتحييد عدد كبير من الفرق اقرأ المزيد