المجتمعات البشرِيَّة المُعاصِرَة تُفكِّر بأجيالها القادمة، وتَحسِبُ ألف حسابٍ لكل خطوة تُقدِمُ عليها لأنَّها تُريد أن تُؤمِّن حياةً أفضل لهم، وتُوفِّر الفرص بأنواعها لاستثمار طاقاتهم لِمَا يُحَقِّق تَطَلُّعات تُواكِب الأجيال المُتَوَافِدَة. وفي مجتمعاتنا تَنتَفِي ثقافة تَراصُف الأجيال والاهتمام بمستقبلهم، ويتسَيّد التَّصارُع والأنانية والانتقام والتَّنافُس ما بين الأجيال، ويا لَيْتَهُ تنافُسًا إيجابيًّا، لكنه عُدواني أليم أثيم. فالأجيال السابقة ربما عاشت في ظروف أفضل من الأجيال اللاحقة، لأنَّ تلك الأجيال لِأَنَانِيّتها ومَحدُودِية رؤيتها لم تُفكِّر بأحوال الأجيال القادمة وما عليها أن تفعله لخدمتهم، بل إنَّها تجتهد في القضاء عليهم ودَفْعِهِم إلى حروب ومعارك عَبَثِيَّة داخلية وخارجية اقرأ المزيد
الدماغ بين العاطفة والحكم الأخلاقي Emotions, Moral Judgment & The Brain العقل بين العاطفة والحكم الأخلاقي الحكم الأخلاقي الذي يصدره إنسان على آخر لا يرتبط فقط بالوظائف العقلية وإنما بالعاطفة كذلك. القاعدة العامة هي أن الإنسان الذي هو في حالة عاطفية شديدة يميل إلى إصدار أحكام أخلاقية متطرفة على الآخرين. كما يعالج الإنسان أفكاره في القشرة المخية فهو كذلك يعالج العواطف في القشرة المخية الجبهية٬ والذي يعاني من تلف اقرأ المزيد
البشر يَمِيلُ لِتَحْرِيف المعارف وتَطوِيعِها لتَخْدِم أهواءه وتَطَلُّعاتَه مهما كانت غير مُتوَافِقَة مع إرادة الحياة. وبسبب هذا المَيْل الغَرِيزي تعَدَّدت الروايات حول موضوع واحد، وتناقَضَت وِفقًا للفترة التي تُروَى بها، فكلٌّ يُغَنِّي على لَيْلَاه، والحقيقة مَطْمُورَة في الغَثِيث المُتناثِر في دروب الأجيال. ولهذا فالاعتماد على ما ورد في كتب التاريخ (مهما اقتنعنا بمصداقِيَّتِه) فلن نقتَرِب من الحقيقة، وإنَّما سنستنتج ما يُوحِي برأي أكثر مَعقُولِيَّة من غيره وحسب، أي أن ما نتوَصَّل إليه اقرأ المزيد
جُنَّ جنون الإسرائيليين "اليهود"، وأصابتهم هستيريا شديدة، وانتابهم قلقٌ كبيرٌ، خشية تغير السياسة العامة الأوروبية التقليدية تجاه يهود أوروبا على وجه الخصوص، وتجاه رعايا ومستوطني الدولة العبرية على وجه العموم، الذين التزموا منذ منتصف القرن العشرين الماضي تماماً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، على مدى أكثر من سبعين عتاماً وحتى أيامنا هذه، بتعويض ضحايا "الهولوكوست" المحرقة اليهودية الذين قتلوا في أفران اقرأ المزيد
العرب لم يكتشفوا أنفسهم، وإنَّما الأجانب اكتشفوهم وأعلموهم بأنَّ لديهم تأريخ حضاري عليهم أن يعرفوه! الحضارات القديمة في وادي الرافدين والنيل لم يكتشفها العرب، بل المُستَشْرِقُون الذين غامروا بحياتهم وجاؤا إلى دِيَارِنا وخَيَّموا في أماكن نخشى أن نَصِلَ إليها، ونقَّبُوا وبحثوا ودرسوا وأثبتوا أن لِلعَرَب حضارات عريقة ولولاهم ما عرفنا شيئًا عن تاريخنا القديم. لقد فكُّوا رموز اللغة الهيروغليفية والمِسْمَارِيَّة، وعلَّمُونا اقرأ المزيد
لعل جريمة تصفية الناشط الفلسطيني نزار بنات في أقبية التحقيق الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية في مدينة الخليل، تفتح الباب واسعاً أمام الجرائم المخزية التي ترتكبها الأجهزة الأمنية الفلسطينية عموماً، وتسلط الضوء على الممارسات المنافية للأخلاق والقيم والقانون، والمناقضة للعرف والشرف والنبل والشهامة، التي تمارس ضد المعتقلين في السجون اقرأ المزيد
في مجتمعات الدنيا التي نَصِفُها بما يَحلُو لنا من الأوصاف السلبية، هناك بنوك للطعام مُنتَشِرَة في مُدُنِها لتزويد الفقير بالطعام المجاني طِيلَة أيام السنة. وفي مجتمعاتنا المُتَدَيِّنَة الرحيمة الرؤوفة العَطُوفَة ربما لا يوجد بنك واحد في أي مدينة من مُدُنِنا. وتَجِدُنا في شهر رمضان نَتَبَجَّح بِسَلَّة الطعام التي نُوَزّعُها على المحتاجين، وكأنَّنا نقوم بِعَمَل بُطُولِي وإنجاز إنساني خارق، وبمنّية على أبناء الوطن المنكوبين اقرأ المزيد
كأنهما كانتا على موعدٍ واحدٍ وقدرٍ مشترك، فالأولى كانت يوم العاشر من شهر رمضان، والثانية كانت يوم العاشر من شهر آيار، وكلتاهما صدمتا العدو وفاجأتاه، وأوجعتاه وآلمتاه، وتركتاه يترنح ويتطوح، وأدخلتا شعبه قسراً إلى الملاجئ والبيوت المحصنة، وعطلتا الحياة العامة فيه، وأوقفتا عجلة الاقتصاد ومرافق العمل، وأحدثتا في جبهته الداخلية تهتكاً، وفي مؤسسته العسكرية تصدعاً، واستطاعتا أن تثبتا بصراحةٍ ووضوحٍ، اقرأ المزيد
رَكِبتُ البلدان بِعُقول أبنائها. وقيمة أيّ بلد تتناسب طردِيًّا معها. وكُلَّما تفاعلت العقول تقدَّمت البلدان وتحقَّق مُرَادُها المأمول. هذه معادلة حضارية ذات نتائج معلومة ومُؤكَّدة، لكنها لا تنطبق على كافة الشعوب والبلدان، فهناك بلدان مُتَّخِمَة بالثَّراء العقلي والمادي وهي أتعس البلدان، وأهلها تهجرها وتكره العيش فيها مهما عانت في غيرها من الأوطان. وهي حالة مُحَيِّرَة تستوجب تفعيل الأذهان! الوعاء قد يَلْفِظُ ما فيه أو يَتَقَيَّأه لعدم مُوَاءَمَتِه له، فالماء مثلا يمكنه أن يكون في أي وعاء، لكن السوائل الأخرى ربما تحتاج لِأَوْعِيَة خاصة لأنَّها إن لم توضع في الوعاء المُتَوَافِق معها فستأكل ذلك الوعاء، فالخَلُّ مثلًا أو الكحول اقرأ المزيد
يبدو أن رأس المقاومة الفلسطينية مطلوبٌ في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلةٍ مضت، وأن ما كان قبل معركة "سيف القدس" ينبغي ألا يعود أبداً، وألا يتكرر مرةً أخرى، فقد كشفت هذه المعركة أكثر من سابقاتها أن الكيان الصهيوني وحلفائه لا يستطيع الصمت أكثر تجاه قوى المقاومة المتعاظمة، ولا يستطيع مساكنتها أو التعايش معها، كما لا يستطيع تدجينها وتقليم أظافرها، أو ضبط أدائها ترغيباً والسيطرة على سلوكها ترهيباً، فقد شبت عن الطوق فعلاً، وخرجت اقرأ المزيد






