بهاق وخجل..
السلام عليكم ،، لا بعرف كيف أبدأ لكن عندي مشكلتين
1- أصبت بالبهاق وأنا عمري 7-8 سنين صار له الآن 19 سنة وأنا مو متقبلته بالمرة،، أكره أشوف البقع وأخاف جدا أشوف مرضى بهاق غيري،، أتجنب أروح للعيادات بوقت الذروة أو الزحمة، بمجرد ما أشوف أي شخص مصاب بالبهاق في أي مكان أخرج منه مباشرة
2- من وأنا صغيرة كنت خجولة جدا وما أحب أبتعد عن أمي لأي سبب كان،، بعدي عنها ولو للحظة بيقلقني، مستحيل ألعب مع الأطفال إلا إذا كانت أمي بجواري طبعا بعد ما أصبت بالبهاق ابتعدت أكثر عن الأطفال بالرغم إن مافي أحد بيعرف إني مصابة به
بداية دراستي الابتدائية كنت كل يوم في الصباح أبكي لأني أريد أمي تذهب معي أيام كانت تروح وأيام لا
كنت أخاف جدا من المدرسات ومن الطالبات، كنت أشارك مع المعلمة عادي لكن أخاف لما تناقشني مع أني متأكدة من صحة إجاباتي والمدرسات كن يثنين علي
دخلت الجامعة ونفس القصة بتكرر صحيح إن الخوف أقل لكن كنت مستحيل أقدم برزنتيشن لو إيش ما صار،، أجهز وأحضر كل شيء وبترك غيري من مجموعتي تقدمه
تخرجت من الجامعة بدأت بالبحث عن وظيفة،، في المقابلات الشخصية بقطع المقابلة في نصها وأنهي الموضوع كليا،، أعتذر وأقول أنا آسفة ما أقدر أكمل،، مع أني أعرف أني جاوبت بشكل جيد جدا
علما بأن جميع المقابلات التي تعرضت لها كانت مقابلات عن طريق الهاتف
وبس
4/3/2016
رد المستشار
أختي الكريمة، السلام عليكم، أدعو الله لكم بدوام الصحة والشفاء بإذن الله
بداية أحب أن أثني على عزيمتك وإصرارك على مواصلة الحياة والعمل رغم كل ما تعانينه من صعاب، ورغم شكواك من عدم جدواه ظاهريا على الأقل، إلا أنه علامة صحية واضحة على إمكانية التحسن في المستقبل القريب بإذن الله.
لا شك أن الأخوة والأخوات الذين يعانون من الأمراض الجلدية عامة والبهاق خاصة يشتركون في بعض الشكاوى المتعلقة بالتوتر والضيق الشديدين عند الدخول في أي نقاشات أو تعاملات مع الآخرين ربما لخوفهم/خجلهم من نظرة الآخرين لهم وتقييمهم في مرتبة أقل تبعا لما يرونه علة أو نقصا. وهنا بيت القصيد الذي يتلخص في أن مكمن المشكلة هو الانطباع الذاتي/الشخصي الذي يكونه الشخص نفسه، إضافة إلى التوقعات المسبقة والتي غالبا ما تكون متشائمة بصورة مبالغ فيها سواء عن مآل العلة أو ردود فعل الآخرين عليها.
المشكلة الثانية هي ما كان موجودا في الطفولة والمراهقة من صعوبة الانفصال عن الأم والإحساس بالوحشة والخوف الشديدين عند التواجد في أي مكان لا تكون الأم موجودة فيه، والقلق لمجرد التفكير في أي عمل أو نشاط لا تكون الأم موجودة خلاله.
المشكلة الثالثة والتي أراها امتدادا للمشكلتين الأولى والثانية هي مشكلة الرهاب الاجتماعي Social Anxiety Disorder وهي متلازمة يشكو فيها الفرد من الشعور بالقلق والتوتر الشديد عند قيامه بتقديم نشاط معين كتقديم محاضرة أو إلقاء خطبة أو حتى تناول الطعام أمام جماعة من الأشخاص رغم الأهلية والكفاءة التامة وربما القدرة الاستثنائية للقيام بتلك المهارات أو المهمات عندما يكون الشخص بمفرده مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من العزلة لهذا الشخص إضافة إلى خسارته للعديد من الوظائف أو المراتب الاجتماعية التي يكون هو أهلا لها لقدرته أو مهارته أو مؤهلاته إلا أن ذلك الرهاب أو الخجل المفرط يكون سببا أساسيا وربما وحيدا لذلك
أبشرك أختي الكريمة بأن ما تعانين منه من مشاكل هي اضطرابات نفسية هي أعراض معروفة طبيا ولها علاجات محددة تعطي نتائج مبشرة، هذه العلاجات تشتمل على نوعين من العلاج هما العلاج السلوكي المعرفي وهو علاج نفسي لا يعتمد العقاقير الطبية علاجا وإنما يشتمل على جلسات نفسية مع الطبيب المعالج لتعديل المفاهيم والأفكار التلقائية التي يكونها الشخص عن مرضه وعن الآخرين، إضافة إلى التدريب على مزيد من المهارات النفسية التي تمكن الشخص وتدربه على التعامل مع المواقف الصعبة، أما النوع الثاني من العلاجات فهو العلاجات بالعقاقير الطبية وهي أدوية آمنة ولها نتائج مبشرة أيضا إذا ما تم العلاج والمتابعة من قبل طبيب نفسي متخصص.
في رأيي الطبي أفضل العلاج النفسي عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي أولا على الأقل، وأتوقع أن يحقق لك المزيد من التحسن سواء من ناحية القلق والاكتئاب أو الثقة بالنفس عند التعامل مع الآخر مما أتوقع أن يكون له أبلغ الأثر في تحسن الحالة النفسية والاندماجية داخل المجتمع والإحساس بالقيمة الذاتية والقدرة على العمل والإبداع.
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>: قلق الانفصال والخجل الاجتماعي والبقاء للَّه م