ساعدوني أنا أحتضر سرقت وخنت وندمت
السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
أنا أبو أيمن من الجزائر عمري 25 متزوج منذ سنتين لدي ولد الحمد لله
أنا أعيش في كآبة وحزن وتأنيب الضمير والخوف من الله بسبب مشكلتين اقترفتهما في حياتي وأريد التوبة
أنا كنت شاب طائش بدون عمل في السنوات الماضية قبل الزواج وقبل الزواج بسنة التحقت بتجارة
مشكلة 1 السرقة
فتحت دكان وبدأت العمل أجلب السلع من عند شخص معروف في السوق تربطني مع علاقة قرابة
كنت أعمل عادي أجلب السلع ومع المساء آخذ النقود إلى صاحبها لكن بعد مدة من الزمن بدأت أعرف أن الذي أجلب السلع من عنده ينسى حساب الفواتير فبدأت بسرقة مبلغ من كل فاتورة، المهم جمعت مبلغا لا أعرف قيمته لحد الآن بنيت البيت الذي تزوجت فيه من تلك النقود المسروقة
المشكلة 2 الخيانة
كنت في الماضي أتكلم مع البنات في الهاتف مدمن العادة السرية من سن المراهقة لكن بعد الزواج هذه الأشياء تركتها
لمدة شهرين ثم عدت إليها مع أنه في داخلي لست راضي بخيانتي لزوجتي
أرجوكم ساعدوني أنا أتخبط في هذه الآثام التي دمرت حياتي لا أريد أن أظلم زوجتي فهي الآن مريضة
لكي شيء يحدث أقول أنه سبب أفعالي المحرمة
لدي سؤالان:
السؤال الأول أنا لا أستطيع إرجاع المبلغ المسروق لصاحبه لأن ظروفي المادية صعبة ماذا أفعل؟
السؤال الثاني أنا أخاف على زوجتي ولا أريد خيانتها كيف أتوب أريد طرق وأجوبة أمشي عليها لكي لا أرجع
جزاكم الله ألف خير.
25/2/2017
رد المستشار
أشكرك يا "أيمن" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها.
أولاً أذكرك بقول الله تعالى: {...إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..} ( الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسئولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير.
أولاً: بالنسبة لمشكلة السرقة:
السارق هو الذي يتسلّل خلسة لينشل مالاً أو مجوهرات أو أغراضاً بهدف الربح المادي غير المشروع، بسبب الجشع أو الحاجة أو الطمع، ناهيك بالشق الأخلاقي المعدوم لديه، إلاّ أنّ ثمة حالات سرقة تختلف عن سواها، وهي ما يُعرف ب «مرض السرقة» أي الكليبتومانيا، حيث يكون المسبّب الاضطراب النفسيّ والمحرّك اللذة الآنيّة، والهدف الإثارة والنزوة! في مجتمعاتنا الشرقيّة، لا تزال هذه الحالة النفسية طيّ الكتمان، خوفاً من «الفضيحة» وتفادياً لردّات الفعل غير المستحبّة، كوننا نميل إلى تصنيف الناس ووضعهم في خانة «السارقين»، أي المخلّين بالأنظمة والقوانين. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ مرض السرقة لا يزول من تلقاء نفسه، فهو وليد اضطرابات متداخلة ويحتاج بالتالي إلى علاج ومتابعة.
مرض السرقة أو الكليبتومانيا هو عدم القدرة على التوقّف عن السرقة، لكسب منافع غير شرعيّة، بغية الحصول على الإثارة الفوريّة واللذة الآنيّة، يتغذّى هذا الاضطراب النفسيّ من النزوة الجامحة بالقيام بشيء «خطر» ومثير، وهو لا يهدف إلى الربح الماديّ ولا ينبع من عوز أو حاجة. لذلك، لا يمكن القول إن الشخص المريض هو سارق، وإنما يعاني من حالة نفسيّة اضطرابيّة، تتمثّل بعدم القدرة على مراقبة النزوات والسيطرة على الرغبات الجامحة Impulse control Disorder. هذا الهوس بالسرقة شبيه إلى حدّ ما بحالات الإدمان أو المقامرة أو الشراهة في الأكل، بحيث يرتفع مستوى الأدرينالين في الجسم إثر القيام بالعمل، ليشعر المرء بحالة من اللذة الفوريّة والنشوة العارمة.
أجمعت التفسيرات على أنّ الدافع إلى السرقة قد يكون تهدئة توتّر وقلق يشعر بهما المرء، فيعتمد إلى انتشال غرض بسيط ليشعر بالراحة بعد إنجاز الأمر، ومن الصعب جداً معرفة أنّ الشخص مصاب بهذه الحالة النفسيّة، إذ يظهر متّزناً نفسياً وتغيب عنه حالات الهذيان، إلاّ أنه في بعض الأحيان، قد تظهر بعض علامات الاضطراب عليه، كأن يعاني من حالة نفسيّة معيّنة، أو يجد صعوبة في لجم تصرّفاته والسيطرة على سلوكه وعواطفه. كما قد يترافق الأمر مع حالة انهيار بعد فترة من الوقت.كما يرجّح علماء النفس أن يكون هذا الهوس بالسرقة مرتبطاً بحالات نفسية أخرى تطال الإنسان مثل الاكتئاب أو الإدمان وغيرها. وبالإمكان مرادفة هذا الشعور الجامح بالرغبة مع عدم الاكتفاء والرضى العاطفي. فيحاول الشخص إيجاد مخرج للتوتّر.
فمن الممكن أن يكون الكليبتومان قد تعرّض في حياته لمشاكل حرمان أو هجر أو بُعد عاطفي وعائلي في صغره، فتنطبع هذه الأمور في شخصيّته وتكون السرقة مجرّد واجهة لأشياء مكبوتة، ليحاول المريض إيجاد منفذ لقلقه ومتنفّس لتوتره وعلاقاته المتزعزعة. حاولت أن أوضح لك الفرق بين السارق الذي يسرق لسد حاجاته، والمريض النفسي بداء السرقة، وعليك أن تحدد أنت أيهما.
العلاج:
-الخطوة الأولى: تبدأ باعتراف الشخص بوجود مشكلة كي يتمّ العمل على حلّها، لكن للأسف، يبقى أنّ نسبة الأشخاص الذين يُقدمون على العلاج من تلقاء نفسهم لهذه المشكلة، ضئيلة جداً.
-الخطوة الثانية: التوبة النصوحة عن عدم الرجوع إلى هذا الفعل مهما تعرضت لمشكلات مادية بحياتك، وعليك بكثرة الاستغفار وعمل الصالحات.
ثانياً: مشكلة الخيانة الزوجية:
يمكن تعريفها بأنها علاقة غير شرعية يقيمها أحد الزوجين مع طرف ثالث. لذلك فالخيانة في المفهوم الشامل لا تقتصر فقط على الزنا؛ بل إن إقامة أي علاقة تتجاوز حدود الشرع يمكن أن تعتبر نوعاً من الخيانة وإن كان أشدها بين الزوجين العلاقة الجنسية.
وإذا أردنا معرفة الأسباب فهناك أسباب لابد من تذكرها وهي أن الخيانة الزوجية إذا حصلت ففي الغالب تكون نتيجة تراكم عدة أسباب وليس لسبب واحد منفرد، ويبقى أن أهم أسباب وقوعها ضعف الوازع الديني لدى المرء؛ فالأسباب الأخرى كلها يمكن السيطرة عليها تقريباً إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي، ويبقى أنه مهما كان الإنسان يعاني من مشكلات ومن نقائص فمما لا شك فيه أن الدافع الديني له دور كبير جداً في الوقاية من الوقوع فيما يغضب الله فالإحساس برقابة الله والخوف من عقابه والرغبة في ثوابه لها الأثر الأكبر في السلوك الإنساني إذا كانت متمكنة في نفس صاحبها.
آثار الخيانة الزوجية على الأسرة والمجتمع:
من الآثار على الأسرة:
-قد تؤدي إلى دمار الأسرة فقد يحدث الطلاق إذا اكتشف الطرف الآخر الخيانة
-قد تؤدي إلى القتل وبالذات إذا كانت الزوجة هي الخائنة فمسائل الشرف والعفة حساسة جداً في مجتمعاتنا وشرعنا، فقد يقتل الرجل زوجته إذا اكتشف أنها تخونه، وقد --يُقتل الخائن حداّ فتفقد الأسرة أحد أطرافها.
-فقدان التوازن العاطفي والنفسي بين الزوجين.
-فقدان الثقة والتي هي من أهم أسس النجاح في العلاقات الزوجية.
من الآثار على المجتمع:
-الفوضى الأخلاقية التي يمكن أن تحدث إذا انتشرت الخيانات
-تشتت الأسرة وانتشار الضغائن لأن الخيانة وخاصة عند انتشار أخبارها لا تقتصر آثارها على الأسرة بل على أهالي كل طرف ويتلوها فضيحة اجتماعية أحياناً و قد يمتد ذلك الأثر أجيالاً، فسيتردد مثلاً الشاب أن يخطب فتاة إذا علم أن أمها خانت أباها يوماً وستتردد الأسرة أن توافق على خطيب لوالده علاقات مشبوهة خوفاً أن يكون مثل والده وهكذا ...
-التقليد والمحاكاة و ما يتبع ذلك من انتشار للفاحشة فقد تقلد البنت أمها وتقيم علاقات إذا علمت أن أمها لديها علاقات جنسية مثلاً، وقد يفعل الشاب نفس الأمر إذا وجد والده يخون أمه وهكذا.
لماذا يخون الرجل زوجته؟
-إذا كان صاحب شخصية مضطربة أو لا أخلاقية أو لا متدينة أو إذا كان يستعمل المخدرات
-إذا كانت الزوجة مريضة أو حاملاً وهناك صعوبات في إقامة علاقات جنسية معها بسبب ذلك
-إذا كانت الزوجة لديها مشكلة في إقامة علاقة عاطفية مع زوجها أو لديها اضطرابات نفسية أو لديها خوف من العلاقة الجنسية
-إذا كان الزوج نفسه مصاب باضطرابات أو عقد نفسية أو لديه شذوذ جنسي أو ميول جنسية غير مألوفة ولم توافقه الزوجة على ذلك
-إذا كانت رغبة الزوج الجنسية جامحة و لم يتم إشباعها من قبل زوجته و لسبب أو لآخر لم يتزوج زوجة ثانية، أو لأنه لا يستطيع الزواج من أخرى بسبب منع هذا الزواج كما يحدث في بعض البلدان أو لعدم قدرته على ذلك.
-إذا شعر الرجل بأن زوجته ليست على المستوى المطلوب من الجمال أو الدلع أو الأنوثة وهذا له أسباب متعددة أهمها كثرة النظر إلى النساء الجميلات في القنوات الفضائية أو الأفلام وعمل المقارنة بينهن وبين زوجته مما قد يدفعه للوقوع في الحرام لما يرى من اللذة المصاحبة له
-إذا كانت الزوجة لا تحسن مبادلة زوجها الحب فقد تكون باردة جنسياً أو ليست من النوع الذي يهتم بهذه المسائل. بل إن رجلاً كانت زوجته زاهدة في الجنس ولا تهتم به فأدى ذلك به إلى مشكلة كادت أن توقع به في علاقات جنسية مع غيرها
-الاختلاط بين الرجال والنساء في مختلف المجالات يؤدي بالرجل إلى التعرف على نساء كثيرات وبالتالي يمكن أن يكون بيئة خصبة للخيانة الزوجية وخاصة في البيئات غير المتدينة والأمر نفسه يمكن أن ينطبق على المرأة.
يمكن علاج هذه الآفة بالنقاط التالية:
1-تنمية الوازع الديني والرجوع إلى الله والتوبة من هذه القبائح
2-تقليل التعرض للفتن المثيرة للغرائز بوسائلها المختلفة
3-التعرف على المشكلات الزوجية في وقت مبكر والاهتمام بها ومحاولة حلها بطرق إيجابية وليس بالسكوت أو التغاضي عنها
4-اعتراف صاحب المشكلة بمشكلته والبحث لها عن حل بدل الإنكار أو التمادي مما يجعل الطرف الآخر يلجأ لغيره لإشباع رغباته.
أدعو الله أن يصلح لك شأنك كله، وتابعنا دوما بأخبارك فنحن نرحب بك صديقا دائماً على موقعنا.