قلق من المستقبل..
يا دكتور أنا طالب في جامعة للعلوم وتكنولوجيا.. حدثت معي مشاكل نفسية العام الماضي خولت بي أن أعدت السنة الأولى نصف عام أي نجحت بالفصل الأول ولم أنجح بالثاني فرسبت وأنا الآن جالس بالبيت أنتظر مجيء الفصل الثاني كي أدرس وأعوض ما فات لكني الآن أنتظر بشدة لدرجة أنني صرت قلق ومتوتر وأفكر في مشاكلي وأموري السلبية صرت أخاف أن أعيد العام مجدداً أخاف أن لا أنهي دراستي في مجالي الذي أحبه صرت أخاف من المستقبل
28/9/2018
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بك يا بني على شبكتنا، ويسرنا مساعدتك بما أمكن عبر الكتابة، مع أننا نفضل في العادة أن يراجع الناس المختصين بشكلٍ مباشر، وذلك لفهم أعمق لطبيعة المشكلة التي يعاني منها الشخص.
ولقد وصفت في البداية مشكلة رسوبك في أحد الفصول الدراسية من السنة الأولى، ومن الواضح أنها لم تكن تجربة لطيفة، بحيث تركت عليك هذا الأثر من القلق والخوف من المستقبل، لكن هل القلق والخوف من المستقبل جديد عليك وحدث خلال انتظارك في هذا الفصل؟ أم أنه كان موجوداً لديك أصلاً، وزاد بعد رسوبك في الفصل؟ لأن ذلك يشرح بشكل أفضل عن طبيعة شخصيتك، ومشكلتك، وهنا نحاول أن نتعرف على مستويات القلق لديك في العادة، وطبيعة معاناتك من القلق عموماً.
يعتبر القلق في العادة من أشكال ردود الفعل النفسية الانفعالية، والذي يقوم بالأساس على شعور الخوف، والتفكير بنتائج سلبية أو توقع نتائج سلبية، مع وجود عوارض جسدية مرافقة (عوارض الجهاز العصبي التلقائي) والتي بدورها تجعل أجسامنا تتفاعل مع أفكارنا ومخاوفنا،
ولذلك يحتاج كل من يعاني من القلق إلى التعامل مع أربعة محاور أساسية:
1) التفكير السلبي/ والذي يقوم على توقع النتائج السلبية، والمبالغة في التفكير السلبي (تفكير كارثي).
2) المشاعر غير السارة/ وهي مشاعر الخوف، والتوجس، ويرافقها أحياناً مشاعر متنوعة بحسب طبيعة مخاوفنا.
3) العوارض الجسدية/ وهي عوارض الجهاز العصبي التلقائي، وتتميز بتسارع القلب، ضيق أو ضيق التنفس، عوارض مزعجة في الجهاز الهضمي. كما يرافقها شد في الجسم عام، وبعض التيقض الزائد.
4) السلوك/ وهي نوايا سلوكية، قد تتحول لسلوك فعلي يهدف إلى الهرب والتجنب.
لذلك ولعلاج الأمر تحتاج للتعامل مع كل محور من خلال فهم ما يدور معك في كل محور من هذه المحاور، وعادة ما يكون العمل على محور العوارض الجسدية هو الأسرع، لذلك ننصحك بتمارين التنفس العميق، والاسترخاء، وبعض التمارين الرياضية، لتساعد على تخفيف التوتر في الجسم، وخفض مستوى العوارض الجسدية، لكن العمل على التفكير يعد البعد الأعمق والذي يحتاج لجهد أكبر.
وللعمل على التفكير تحتاج للتعرف على ما يدور في ذهنك من أفكار حول موضوع الدراسة؟ ومحاولة تحديد الأفكار التي تسبب لك أكبر قدر من الانزعاج، ثم محاولة معرفة مدى صحة هذه الفكرة نسبياً، فأي فكرة من الممكن أن تكون صحيحة لكن معرفة مقدار صحتها نسبياً يجعلك تدرك حجم هذه الفكرة الأساسية، كما تحتاج للتعرف على أسلوب تفكيرك، فقد يكون أسلوب تفكيرك هو المبالغة، أو التركيز على السلبيات (أنصح بالإطلاع على ما كتب في شبكتنا حول العلاج السلوكي المعرفي).
وقد يكون الأفضل مراجعة متخصص في العلاج السلوكي المعرفي لعلاج هذه الحالة بشكل عملي ومهني.
نتمنى لك السلامة دائماً، ولا تتردد في استشارتنا مرة أخرى.وتابعنا بأخبارك