هوس السرقة..
ابنتي ذات الثمان سنوات ونصف ترتيبها الثاني بين أربعة أطفال
ابتدأ الأمر في عمر ٣ سنوات عندما كانت تأتي للمنزل بأدوات زميلاتها بالحضانة كنت وقتها أتحدث معاها بهدوء وأحاول أرجع الأشياء لزميلاتها... ازداد الأمر أجلستها بالمنزل... جاء موعد الدراسة مرة أخرى تكررت الأفعال نفسها... شددت عليها أنه خطأ وحرام الله يكره فعله.. فوجئت بيوم إحدى المدرسات تراسلني على الفيس بوك من مدرستها أن ابنتي تبكي أثناء فترة الراحة وعند سؤالها تقول ضاع مصروفي فيعطوها المدرسين بدلا وتكررت كثير.. فأجلستها من المدرسة مرة أخرى.. أيام الاختبار وجدت معاها حلوى قيمتها أعلى من المصروف اكتشفت أنها قالت لبائع الكانتين في الزحام أنا اديتك عشرة جنيهات وليس خمس وأخدت أكثر من حقها.. صدمة أخرى.. بجانب أنها بتقتني أشيائي وأفاجأ عند التنظيف بتلفها وتخبئتها مثل المكياج وغيره..
دائمة التفتيش بأغراضي أنا ووالدها وجدتها.. ابتدأت تأخذ من فلوس البيت ٤٠٠ جنيه وماخفي كان أعظم.. بدأت أن أغلق باب غرفتي بالمفتاح... حاولت أنها تبقي شريكتي في المسؤولية تجاه الالتزامات المادية من باب أنها تشعر بالأمان أعطيتها مصاريف إحدى الدروس وأبلغتها بتوصيلها لأستاذتها ولكن في المنزل عندما تأتي لإلقاء الدرس بمنزلنا وذلك لأنه ممنوع مدرسي المدرسة يعطوا دروس خصوصية.. أخدت من المبلغ ١٠٠ جنيه وقامت بإعطاء الباقي للمدرسة في المدرسة أثناء اليوم الدراسي حتى لايتثنى لها أن تعد المبلغ بالمدرسة وأخيرا المدرسة أخبرتني.. وكانت الصدمة الأخيرة.. أحسست أنها مريضة ولازم تتعالج وإن الموضوع كبر عن كونه جنيه ولا خمسة ولا عشرة..
أغيثوني بالحل
أرجوكم
15/3/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
سلوك السرقة قد يبدأ عند الأطفال في سن مبكر- كما في حالتنا - خاصة في سن ما قبل المدرسة حيث يكون الطفل غير مدرك لطبيعة الفعل وكونه سرقة، وطفل ما قبل المدرسة بطبيعته أناني متمحور حول ذاته يحب اقتناء الأشياء ولا يحترم ملكيات الآخرين، ولا ينبغي تقويمه فقط عن طريق الوعظ والإرشاد وإنما عن طريق الثواب والعقاب على فعله خاصة إذا تكرر، ولا يختلف الأمر كثيراً عند طفل المدرسة والذي نتوقع منه احترام ملكيات الآخرين كما يحترمون ملكيته بشكل من العدل الحرفي المطلق، والعقاب لا يعني الضرب ولكن يعني أن نتعمد تعديل عواقب الفعل بحيث يخرج الطفل من الموقف خاسرا لا رابحا،
وهذا يقتضي أولا إشباع رغبة الطفل في التملك عن طريق سوي وشرعي، فنخصص له مكافأة يومية (ولا نسميها مصروفاً) ونخبره أن هذه المكافأة لإثابته على أفعاله وسلوكياته الإيجابية (كترتيب الغرفة وعمل الواجب... إلخ) وأنها ستزيد مع اجتهاده وتقل مع تقصيره، ونتعمد أن تكون المكافأة أكبر من المصروف السابق في حالة استجابة الطفل وأدائه لواجباته التي ينبغي أن تكون سهلة ميسورة وهو يفعل معظمها أصلا قبل بدابة النظام، وننبه عليه أنه سيضع ماله هذا في مكان أمين وينفق منه ما أراد ويدخر ما أراد ونترك له حرية التصرف فيه ما لم يشتري شيئا يضره، وننبه عليه أنه لن يحصل على أي مبالغ مادية سوى عن طريق المكافأة على الإنجاز وأنه سوف يكون عليه شراء بعض احتياجاته غير الأساسية عن طريق الادخار من ماله هذا،
وهكذا فإذا تكرر سلوك السرقة نقوم بخصم المبلغ الذي سرقه الطفل من ماله المدخر أو خصمه تقسيطا من مكافأته المستقبلية إن لم يكن ماله المدخر يكفي لذلك، مع التحذير من أن تكرار السلوك سوف يؤدي إلى خصم المبلغ مضاعفا وهكذا دون ضرب أو انفعال من جانب الأهل، وينبغي أيضا حفظ المتعلقات والأموال الخاصة بأفراد الأسرة بعيدا عن متناول يد الطفل ولا نتركها أمامه أو نشركه في إدارتها كما يفعل البعض وكما فعلت السائلة فهذا خطأ كبير يؤدي إلى اختلاط مفهوم الملكية عند الطفل واستسهاله للأخذ من أموال البيت، كما ينبغي تجنب معايرة الطفل بما فعل أو إظهار سوء الظن به بل نؤكد أننا متأكدون من عدم تكرار الفعل ولا نذكره مرة أخرى وحتى إذا ضاع شيء فندعو الطفل إلى البحث معنا عنه ونظهر ثقتنا فيه ولا نستجوبه، فإن تأكد لدينا أنه الفاعل تصرفنا بالطريقة المذكورة آنفا في العقاب ونخبره بالأمر كأمر واقع لا سؤال أو استجواب، فإن لم تفلح هذه الوسائل مع المواظبة عليها فلا مفر من طلب المساعدة من الطبيب استشاري الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين لوضع الخطة العلاجية اللازمة
وأهلاً وسهلاً بك فتابعينا بأخبارك. والله المستعان
واقرأ أيضًا:
ابنتي والسرقة.. ما الحل؟