وساوس تجاه خطيبتي... والنت قالت :
هستيريا تحولية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب عمري 32 عاما خاطبا لشابة جامعية عمرها 25 مصابة بمرض الهستيريا التحولية منذ سنتين تقريبا نتيجة لصدمة نفسية نتيجة وفاة والدها وتعلقها به بشدة... عالجوها أهلها عند طبيب نفسي متخصص وأجريت لها فحوصات عضوية وتصوير الدماغ والحمد لله لا يوجد عندها أي مرض عضوي.
بعد العلاج وتناول الأدوية الحمد لله اختفت هذه الحالة لمدة خمسة أشهر تقريبا وتم إيقاف الأدوية وأصبحت فتاة طبيعية وخلال هذه الفترة أي الخمسة أشهر لم تكن تخلو العلاقة بيننا من المشاكل التي تحدث بين أي خطيبين وكانت تتعامل بشكل طبيعي مع وجود بعض الحساسية العالية في المشاعر وتضخيم الأمور ولكن مع كل هذا كانت تصرفاتها تصرفات فتاة طبيعية وردات فعلها طبيعية.
معظم المشاكل كانت تدور حول تلبية طلباتها ورغباتها وعدم تفهم ضغوطات الحياة بشكل صحيح ونتيجة حساسيتها الزائدة لتقبل الأمور كانت المشاكل حاضرة دائما بيننا ولأني أحبها وهي تحبني كنا نتجاوز هذه المشاكل.
وبعد خمسة أشهر من شفائها وقعت مشكلة ليست بالكبيرة بيننا وأيضا محورها كان يتعلق ببعض المتطلبات والأمور الثانوية ونتيجة لهذه المشكلة والشجار عادت للشخصية التحولية وحدثت انتكاسة لها لمدة يوم واحد وبعدها عادت إنسانة طبيعية ولم تتذكر شيء عن ذلك اليوم .
وسأذكر لكم الأعراض التي تحدث معها خلال هذه النوبة :
تصبح تتحدث كالطفل الصغير، تشنج خفيف في يديها ولكنها تستطيع الحركة والمشي والوقوف، رعشة كل فترة، الخوف من أي صوت يصدر، الانزعاج من كلام الأشخاص بين بعضهم، العصبية من أي تصرف، ابتسامة غير طبيعية، رمي الأشياء على الأرض.
مدة هذه النوبة غالبا ما تكون يوم كامل وبعدها تعود تدريجيا لحاتها الطبيعية ولكنها لا تتذكر ما حدث لها ضمن هذه النوبة ولا أعلم بعد هذه النوبة هل ستعود طبيعية أو سنعود للعلاج من جديد .
بعد عرض مشكلتي أود طرح بعض الأسئلة على حضرتكم :
- ما نسبة شفاء مثل هذه الحالات تماما وهل يمكن أن تعود فتاة طبيعية كما كانت، وهل الانتكاسات شائعة في هذا المرض؟
- هل سوف تتبع نفس الأسلوب دائما إذا لم ألبي رغباتها وطلباتها وهل يمكن أن تمثل هذه الحالة؟
- أنا متواجد في الأردن وأريد اسم طبيب نفسي متمرس ويراعي مخافة الله لاستشارته وإتمام العلاج إن أمكن ذلك.
- هل أقدم على خطوة الزواج منها؟ أم أن الزواج من هذه الحالات غير آمن وسيكون غير مستقر علما أني استشرت طبيبها وقال يمكن الزواج بعد شفائها... ولكن حدثت هذه النكسة بعد الشفاء فماذا أفعل؟
- هل هذا المرض يمكن أن يصبح وراثي وينتقل للأطفال؟
- هل إذا اخترت أن لا أكمل الزواج بها سوف أضر بها وبصحتها وبنسبة شفائها علما أنها متعلقة بي كثيرا وإذا فقدتني كما فقدت والدها سوف تجن لأنها تعتقد أنها كل شخص تحبه تفقده أم أن ذلك لن يضر بعلاجها؟
- من الناحية الشرعية الفتاة أخبرتني أنها مرت بصدمة وتعبت عند فقد والدها والأم أخبرتنا أنها كانت منهارة عند وفاة والدها وأنها الآن تجاوزت الحالة، ولكن لم أعلم أنها لا تزال تتناول الأدوية وتتعالج ولم أعلم تفاصيل مرضها إلا بعد العقد عليها فهل من الناحية الشرعية في حال عدم الاستمرار يترتب علي شيء من المهر؟
- أرجو منكم تقديم المشورة والنصح، فأنا أحبها ومتعلق بها كثيرا وفي نفس الوقت الزواج قرار مصيري وتتمة لما بقي من العمر ويجب أن يبنى على أساس سليم أشيروا علي ما العمل وكيف أتصرف هل أتركها وأكسر بخاطرها وأتركها لأشخاص قد لا يقدروا حالتها بل على العكس قد يستغلونها أبشع استغلال أم أتركها وأبدأ حياتي من جديد مع فتاة أخرى،
أتعذب ولا أستطيع أن أجد حلا.
ولكم جزيل الشكر
15/7/2019
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
كانت رسالتك الأولى للموقع قبل عشرة أشهر وكان الحديث حول شكوك ووساوس تجاه خطيبتك. أشرت في مطلع الرسالة بأن الزفاف سيحدث بعد ستة أشهر ولكن في رسالتك الجديدة لا توجد إشارة للزواج ومحتوى الاستشارة يتعلق فقط باضطراب الشخصية التفارقية (Dissociative Identity Disorder DID). سيكون الاستنتاج الأولي بأنك متردد في الزواج منها وهناك تأزم واضح في العلاقة العاطفية. بعبارة أخرى هناك مشكلة في العلاقة ولكل علاقة أكثر من طرف ولا يمكن فقط التركيز على طرف واحد.
اضطراب الشخصية التفارقية نادر نوعاً ما في الممارسة المهنية هذه الأيام. الكثير منهم يمر عبر الطب النفسي العصبي قبل وصوله إلى الطب النفسي العام. يمكن صياغة الحالة بتراجع الإنسان سلوكياً إلى مرحلة بدائية من التطور وخلالها يتفارق أو ينفصل عن الواقع عبر طريق استعمال عملية نفسية هي التفارق أو الانفصال Dissociation. رغم أن الكثير يتصور بأن الإنسان لا يتذكر ما حدث بعد خروجه من الفترة التفارقية ولكن هذا غير صحيح وهو في كامل وعيه ويتذكر ما حدث ولكنه لا يصرح بذلك. يتعافى وينتكس الكثير منهم وفي النهاية قد لا يثير السلوك قلق من يعيش معهم.
هناك فرضيات عدة لتفسير هذا الاضطراب ولكن في الممارسة المهنية تكثر ملاحظة عدم النضوج العاطفي في الجميع وبدايته مع وجود صدمة لم يتم التعامل معها بصورة طبيعية بسبب عدم النضوج العاطفي. يتعافى البعض منهم مع الدخول في عملية علاج نفسي والبعض الآخر يتعافى بدون علاج مع النضوج.
الإجابة على الأسئلة كالآتي:
١- الكثير منهم يتحسن كما أشرت أعلاه ويتعافى تلقائياً ولكن قد ينتكس مع ضغوط بيئية. الكثير منهم أيضاً يعاني من قلق واكتئاب مع الأزمات البيئية.
٢- ليس بالضرورة وذلك أيضا يعتمد عليك وعدم تلبية ما هو غير معقول وغير منطقي.
٣- لا أعرف طبيباً في الأردن لعلاج هذا الاضطراب.
٤- قرار الزواج قرارك أنت فقط.
٥- لا علاقة بين الوراثة وهذا الاضطراب.
٦- لا أحد يعلم ماذا سيحدث والقرار هو قرارك أنت فقط. تقيم احتياجاتك المختلفة وتتخذ القرار على ضوء ذلك.
٧- هذا السؤال يجيب عليه رجل دين ولا علاقة له بالطب النفسي.
وفي النهاية عليك أن تراجع نفسك وبصراحة أراك متأزماً في هذه العلاقة كما هو في غاية الوضوح في استشارتك الأولى والثانية.
وفقك الله.