السلام عليكم
عندي مشكلة تعباني كتير هي أنني موسوسة كثيراً وعانيت كتير من الوسواس، أولهم عانيت لمدة أربع سنوات من الخوف من الموت، وبعد ذلك أصابني وسواس من الأمراض، وبعدها جاني وسواس من الأحلام المزعجة. الآن عندي وسواس أنني لا أحب خطيبي رغم أنني كنت معجبة به مند ثلات سنوات واليوم الذي اعترف فيه بحبه لي وطلب زواجي كنت فرحة وكنت أحبه بشدة.
لكنني الآن بعد ستة أشهر من الخطوبة أصابني وسواس أنني لا أحبه وفي نفس الوقت لا أريد أن أضيعه لأنه إنسان طيب ويحبني كتيراً ويصلي الفجر وإنسان خلوق مع أهله، المشكلة الأكبر أننا لن نتزوج إلا بعد ثلاث سنوات لأن شغله لا يسمح بالزواج إلا بعد ثلاث سنوات بعد الشغل.
وأنا الآن أحس أنني لا أحبه وبعد ثلاث سنوات سوف أصدمه، وبعض الأحيان أحس أنني أحبه كثيراً وأني فقط عندي وسواس وأمي دائماً تقول لي أنني شخصية موسوسة كثيراً وأشك في أحاسيسي ومشاعري وعندي الشك في كل شيء. أريد حل، أرجوكم ساعدوني.
28/4/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم، الأخت الفاضلة "أليكس آندرا" حفظها الله
السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد : أسأل الله العظيم أن يختار لك ويكتب لك الخير، ويُؤَلِّفَ بينكما، ويجمع بينكما على خير، ويحفظكما مِن الشرور، إنه خير حافظًا، وهو أرحمُ الراحمين.
الأخت الكريمة: بداية لا أريد منك أن تكبري الموضوع في عقلك، وتهولي المشاعر السلبية، فإنَّ تقلُّب المشاعر ليس بالأمر المُسْتَنْكَر، بل والأعجب أنَّ مشاعر الحب عند بعض الناس قد تَنْقَلِب إلى بُغْضٍ، ثم لا تلْبث أن تعودَ كما كانتْ، فسبحان مُصَرِّف القُلُوب، ولكن المهم في ذلك هو ألا يتعجل الإنسان في اتخاذ القرار بناءً على مجرد مشاعر عارضةٍ ليس لها أسبابٌ واضحةٌ، وخصوصًا في مسألة الزواج، لأن ذلك قد يكون لأسبابٍ لا يَمْلِكُها الإنسانُ؛ مِن نفس، أو حسدٍ، أو غيره، وقد تكون مِن الشيطان ليفرقَ بينكما؛ فذلك مِن أَحَبِّ الأعمال إليه - أعاذنا الله وإياكم منه - فتريثي، ولا تستسلمي لتلك المشاعر، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، وارقي نفسك بالرقية الشرعية، والزمي الاستغفار، ولعلك تَلْحظين تبدُّلاً في مشاعرك للأفضل، وتدركين أنه مجرد عارض، وهناك مِن البنات مَن يحصُل لها ذلك في فترة الخطبة، وبعد الزواج تتبَدَّل مشاعرها، فلا تتعجلي في اتخاذ القرار.
وعلى أسوأ حال لو أن ذلك الشعور استَمَرَّ معك، فعليك بالاستخارة أولا، والدعاء، أكثري من قول (يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، فلعل الله أن يَجْعَلَ لك مخرجا.
ابحثي – أختي الكريمة – عن مزايا خطيبك الجيدة، وابحثي عن الخير فيه، وانظري لأفعاله، واسمعي أقواله، وتناقشي معه بالمستقبل، والخطط التي يتوقعها، وأهدافه التي وضعها، وإذا لم يكن به عيوب، فراجعي نفسك، وستكتشفين كم هو ناضج، وقريب منك، وبما أن الإعجاب موجود، والقبول موجود، والحب يظهر أحيانا فسيتعمق مع الوقت، فلا تقلقي.
كنصيحة أخت أقول لك: "الحب الحقيقي بعد الزواج"، وبغض النظر عن طريقة العلاقة في بدايتها، فإذا لم يكن بالخطاب عيوب تستوجب فسخ الخطبة فلا داعي للتعجل في إنهاء العلاقة، أو إصدار الأحكام عليها لاسيما وخطيبك إنسان طيب، ويحبك، وملتزم دينيا، وخلوق مع أهله – كما جاء في رسالتك – فكل ما تمرين به قد مرت به الكثير من الفتيات قبلك وتم زواجهم، وعاشوا بسعادة وهناء مع أزواجهم، لا تجعلي مزاجك صعب من ناحية المشاعر، أو تتوقعي أنه لا بد أن تكون مشاعرك قوية تجاهه، ولا تعتقدي إنه إذا كانت العاطفة باردة تجاه خطيبك فهذا يعني أنك لا تحبينه أو تكرهينه، ما زلتم بأول الطريق، ومشاعرك كبنت ما زالت في بدايتها، وهذا شعور طبيعي في البداية، وستنسجمين معه، وتتعودين على طباعه، ولكن أعطه الفرصة، فمرحلة الخطوبة ما وضعت إلا للتعارف، ومحاولة التفاهم، والتخطيط للمستقبل.
ولكن إن رأيت –أختي الكريمة– أن الحال مستمرّ معك، ولم تجدي في نفسك رغبة في الارتباط بهذا الشّخص، فمن الخطأ أن تكوني سببا في تحطيم قلب إنسان يحبك، وتفاجئينه بالرفض بعد 3 سنوات من الانتظار، أو أن تكملي الأمر وتدخلي حياتك الجديدة بدون رضا، كوني صادقة مع نفسك من الآن، ولا تحاولي إقناع نفسك به رغم شعورك بالنفور اتجاهه بحجة (هحبه بعدين) أو بحجة معاناتك من الوسواس القهري وترددك في اتخاذ القرار، كثير من البنات تجاهلوا مشاعر النفور التي تشعر بها نحو خطيبها، وعللتها بحجج مختلفة، وفي النهاية زواج لم يدم لأشهر، لتفاقم المشاعر السلبية، وشعورها بالضيق لدى رؤيته، والجلوس معه، فما دمت صادقة في مشاعرك مع نفسك من الآن، فلا داعي أن تضحكي على نفسك، وتمني نفسك بالقبول غدا لأن هذا قد لا يحدث، الانفصال قبل الزواج خير ألف مرة من الانفصال بعده.
الأخت الكريمة : شعورك بأنك لا تحبين خطيبك ربما يعني أنه لم يكن من الأصل حبا بمعناه الحقيقي، قد يكون اعجابا وقتيا بشخصيته مع شعور متبادل بالارتياح والاستمتاع بينكما (لكن الأهم أن يستمر هذا الشعور)، وربما يكون شعور بالفتور في العلاقة لا أكثر، أو ربما مقارنة بين مشاعر للشوق واللهفة في بداية العلاقة والآن، لذلك عليك أن تراجعي نفسك قبل اتخاذ أي قرار، فهناك أسباب نفسيّة، أو ضغوطات معيّنة، أو مواقف، أو فكرة مسيطرة هي التي تصنع شعورنا تجاه الأشخاص أو المواقف لذلك أنت بحاجة إلى أن تكوني واضحة جريئة مع نفسك، لتقتنصي الفكرة التي تسيطر عليك عندما تشعرين أن مشاعرك قد تغيرت تجاه خطيبك، ما هي الفكرة التي تسيطر عليك لحظتها !؟ هل رأيت منه شيئا أو أن هناك شيئا حرّك عندك فكرة وشعوراً تجاهه !؟ اتركي ما يقوله أهلك عنه أو علاقته بهم أو موافقتهم عليه .... أنت ما هي فكرتك !؟. أسألك عن فكرتك عن خطيبك !؟ لا أسألك عن شعورك. إذا استطعت فعلاً أن تحددي فكرتك فسيتحدد من أين هو منشأ شعورك.
أسأل الله لك الخير والسعادة بالدارين، وأن يبارك لك وعليك، وأن يهبك الزوج الصالح، والذرية الصالحة إنه على ذلك قدير ، وبالله التوفيق