الشك في طهارة مُقتَنِي الكلب
خالتي لديها كلب في المنزل وكانت تلعب معه اليوم، وذهبت أشتري أشياء معها لكنها لم تغسل يدها قبل الخروج، لكني لم أشاهدها وهي تلعب معه هل خالطها لعابه أم لا لا، وعندما خرجنا أمسكت هي بزجاجة عصير مُبَلَّلة وبعد ذلك أمسكتها أنا بعدها، فهل تتنجس يدي وكل ما لامسته؟
إنها تمسك فم الكلب أحياناً ولا تغسل يدها 7 غسلات بالتراب، وإني أشك في أن هاتفها متنجس أيضاً،
فما حكم لمسه لأني لقد تعبت جداً وأحس أن كل شيء نحس عندما تلمسني، والوضع يزداد سوءً؟
9/10/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "علياء" وشكرًا على استخدامك الموقع
يا بنيتي، الأصل في الأشياء الطهارة ما لم نرَ الكلب يلعق الأشياء أو ينجسها....، فإن تحققت نجاسة شيء، فالمذاهب في التطهير بعضها أيسر من بعض، ويمكنك فعل ما لا يشق عليك، ولا تقعين في الحرج بسببه.
وأشد المذاهب مذهب الشافعية الذي اشترط للتطهير الغسل سبع مرات إحداهن بالتراب. وبعده مذهب الحنابلة الذي أجاز استخدام غير التراب في التطهير كالصابون مثلًا، أي تغسل نجاسة الكلب سبع مرات إحداهن بالصابون. وبعده مذهب الحنفية الذي قال بطهارة النجاسة الكلبية بالغسل ثلاث مرات فقط بالماء. وأخيرًا مذهب المالكية الذي قال بطهارة الكلب، ويسن الغسل في بعض الحالات تعبدًا. والوسط الأخذ بمذهب الحنفية بالغسل ثلاثًا، ومن استطاع العمل بسبع غسلات دون مشقة كمن يعيش في القرى، فهو أفضل.
ومع هذا أنا أقول الحق معك في توترك من خالتك.... منذ ظهرت موضة تربية الكلاب بين المسلمين، والاشمئزاز يواجهنا بين الفينة والأخرى من الكلب وصاحبه.
ولعل هؤلاء المربين لم يحفظوا من الأحكام سوى أن الكلب طاهر عند المالكية، مع أن القول بطهارة الكلب لا تشفع لهم، إذ يحرم تربية الكلاب لغير الحراسة أو الصيد ونحو هذا، حتى عند المالكية الذين قالوا بطهارته، ومن ربى كلبًا للتسلية نقص من حسناته كل يوم الشيء الكثير، وهل نضمن أن نكون قد جمعنا من الحسنات ما سيأكله الكلب في يوم؟!!
فعن ابن عمر رضي الله عنه ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ)). متفق عليه
وَعَنْ أبي طَلْحَةَ رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: ((لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ)) متفقٌ عليه
أضيفي أن بيع الكلب لا يجوز، وثمنه حرام....، لكن هناك ما يسمى بـ(رفع اليد) إذا احتاج أحد لكلب صيد أو حراسة ونحوها، يدفع المال لصاحب الكلب كي يرفع يده عن الكلب ويتركه تحت تصرف من أخذه.
والعجيب أن الحيوانات لا تعد ولا تحصى، لكن ضاقت عليهم فلم يعجبهم إلا الحيوان الذي حرم عليهم!! وبعد هذا نجد منهم من يتأفف من أكل سيدنا آدم من الشجرة الوحيدة التي حرمت عليه وتركه الآلاف من شجر الجنة!!
أصلح الله الأحوال و(قصف عمر) تربية الكلاب بين المسلمين، وكتب لنا أجر الصبر...
أعانك الله يا بنيتي، لكن الأمور يسيرة وكل مشكلة ولها حل، والمشقة تجلب التيسير، أظهري انزعاجك لخالتك من الكلب ونجاسته، وإذا اضطررت إلى مخالطتها فاعتبري كل شيء طاهرًا إلا ما علمت نجاسته يقينًا 100%، حينها قومي بالتطهير بما هو أيسر بالنسبة لك.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
استشارات عن نجاسة الكلاب