السلام عليكم
في البداية أحب أني "أهنيكم" على هذا الموقع الجميل جدااا والذي يهتم بالشباب وبمشاكلهم؛
أنا فتاه عمري 16 سنة، وعندي مشكلة وهي مشكلة مص الإبهام وإلى الآن وفي عمري هذه أنا أمصه ..علما أنى كنت صغيرة أمصه وفي فترة توقفت عن ذلك والحين مرة ثانية رجعت له وألاقي دائما سخرية من أهلي.. وأريد أتوقف بس ما أعرف كيف.
أتمنى تجدون حلا لمشكلتي أو أسباب هذا العمل....والسلام عليكم
* وصلتنا هذه الرسالة فوجدنا أنها على قصرها تفتح موضوعًا جديدًا للنقاش، وما تزال المعلومات المتاحة بشأنه في الطب النفسي قليلةً إلى حد كبير، لهذا السبب قمنا بإرسال بعض الأسئلة الاستيضاحية لصاحبة المشكلة لكي نستطيع الإلمام بجوانب حالتها، ونعرض هنا رسالتنا لها وردها على أسئلتنا في شكل حوار:
فكانت رسالتنا لها: عزيزتي نعدك إن شاء الله أن نكون معك إلى أن تتوقفي تماما عن هذه العادة ولكننا نحتاجُ إلى معرفةِ معلومات أكثر عن هذه العادة وعنك أنت.... وذلك من خلال الإجابة على عددٍ من الأسئلة.
وهكذا جاء ردها: (السلام عليكم ورحمة الله، أشكر موقعي المفضل على الاهتمام بمشكلتي وهذه هي ردودي على الأسئلة وأتمنى أن تساعدكم... وأشكر الدكتور وائل بالأخص مساعدته لي.
1- متى كانت فترة التوقف عن هذه العادة التي أشرت إليها.. وكم استغرقت
بداية الفترة اللي مارست هذه العادة كانت منذ الصغر في طفولتي وأتذكر انه أهلي كانوا يحاولون منعي ولكني استمريت فيها يمكن إلى نهاية المرحلة الابتدائية وحتى بداية المرحلة المتوسطة توقفت عن العادة إذا لم تخني الذاكرة، ولكني رجعت إليها بطريقة أكبر وفترات زمنية أطول خصوصا في أول سنه في المرحلة الثانوية... وإلى الآن أمارسها حيث سأنتقل إلى الصف الثاني الثانوي.....
2- ماذا كانت دوافعك وقت التوقف، وماذا كانت مشاعرك
دوافعي وقت التوقف هو أنه منظري الغريب حيث فتاة بالغة وعاقلة تستخدم بين الفترات هذه العادة الغريبة التي لا تصح إلا للأطفال الرضع... وسمعت عن الأمراض اللي ممكن تسببها هذه العادة إذا مارسناها باستمرار.. من حيث الأسنان..
3- ما هيَ الأوقات التي تلاحظين فيها أن المص يحدث أو يزداد، ما هي الأوقات التي يقل فيها
لو بيدي أظل طول الوقت استمر في هذه العادة وهذا الإحساس أحس به من فترة انه أبغي كل وقت أمص إصبعي ولكن ألاحظ الوقت الذي يسبق النوم أو عند مشاهدة التلفاز.. أو خصوصا عندما أقرأ أحد الكتب أو إحدى الروايات انتظر فترة أمص إصبعي وارجع للرواية وهكذا.. حتى بعض المرات أتمنى أن أمارسها في المدرسة لكن مستحيل... الأوقات التي تقل فيها لا اعرف..... علما انه لما أمارس هذه العادة اعمل على مداعبة شعري باليد الأخرى....
4- هناك عددٌ من الوسائل التي يلجأ إليها من تضايقهم هذه العادة، فما هيَ الوسائل التي جريتها من قبل
اممممم.. فقط كنت أحاول منع نفسي ومرة استخدمت طلاء أظافر له رائحة كريهة أي عند وضع الإصبع في الفم ينتج عنه قيء...ولكني لم استمر في وضع الطلاء.
5- بأي شيء تشعرين أثناء المص، وبأي شيء تشعرين إذا حاولت منع نفسك عنه
لا اشعر بشيء.... وعندما أحاول منع نفسي أقول ما مشكلة خلني أمص وبعدين يصير خير.
6- حدثينا عن نفسك، وعن أسرتك وعن علاقاتك بأصحابك
فتاه... مسلمة.. محجبة.. لي هوايات كثيرة جدااا.. أحب برامج الكمبيوتر جدا وبرامج التصميم..أحاول دائما أنى أعتمد على نفسي في مساعدة نفسي.... أنهيت والحمد لله الصف الأول الثانوي وسأنتقل إلى الصف الثاني الثانوي/عملي... عائلتي صغيرة.. مترابطة.. عندي الحرية الكبيرة في اختيار كل شيء في حياتي من ملابس ومن أي أسلوب يعجبني... أهلي والحمد لله متفاهمون وخصوصا والدي... لا يتحكم في تصرفاتنا... لأنه من البداية ومنذ الصغر ميز لنا الصحيح من الغلط والحمد لله هو متابع لنا..... وأمي أروع أم في الدنيا... وأتمنى لهم الصحة... علاقتي بأصحابي.. لا اعرف كيف أرد على السؤال... بالنسبة للصداقة الحقيقة موجودة بنسبة قليلة... بالنسبة للزمالة وتمضية الوقت موجودة بنسبة عالية خصوصا للمصلحة والنفاق والمواضيع الفارغة والتافهة.... والحمد لله محبوبة من الجميع.
7- هل أثر مصك للإبهام على أسنانك أو على إصبعك بشكل أو بآخر؟
لااااا.. بالنسبة للأسنان لما يصابوا بشيء والحمد لله من جراء المص.. ولكن كانت عندي مشكلة التسوس أي إلى علاج عصب... ولم يؤثر على إصبعي.
8- وهل لك عادات أخرى لا تستطيعين التخلص منها كقضم الأظافر بالأسنان أو نتف الشعر أو غيره؟
قضم الأظافر كنت أمارسه بشكل رهيب أيام الامتحانات وكثير من الفترات ولكني ألاحظ تراجعا في ممارسة هذه العادة خصوصا في الصيف بسبب إصراري على عمل شكل مناسب للأظافر وتشجيعا من أخي وأختي حتى لا أقضم أظافري، وماذا عن مستواك الدراسي وعن هواياتك وعن دينك وعلاقتك بربك؟
مستواي الدراسي والحمد لله مرتفع ومجتهدة جدااا... هواياتي القراءة والسباحة وممارسة الرياضة والكمبيوتر والإنترنت والكثير من مختلف الهوايات... الحمد لله ملتزمة أصلي ولكن بعض المرات أؤجل الصلاة... أحضر المحاضرات الدينية التثقيفية... أقرأ الكتب الدينية..... أصوم وأحافظ على حجابي...
أتمنى أن تكون إجاباتي أفادتكم... وإن شاء الله تعملون على مساعدتي وأنا أشكركم جداااا جدااا، على فكرة دكتور أنا فقط أمص إصبع الإبهام فقط..... تحياتي)
نشرت هذه الاستشارة من قبل على صفحة مشاكل وحلول
رد المستشار
السائلة العزيزة؛ نشكرك على حسن إجابتك وإن جاء بعضها باللغة العامية، وبوجهٍ عام فإن المص والرغبة فيه يشكلان نوعا من الغريزة في الإنسان تهدف إلى توفير الطعام واللذة من أجل استمرار الحياة. والمص هو أحد الأفعال الأولى التي يقوم بها الطفل بعد ولادته، وعن طريقه يتناول طعامه ويتعرف على أولى مشاعر اللذة من خلال مصه لحلمة الثدي، ويعتقد البعض أن المص يرافق الطفل قبل ولادته وعندما يكون جنينا في بطن أمه (ففي الأسبوع الخامس عشر من الحمل، يبدأ الجنين في عمل بعض الحركات البسيطة بوجهه وأطرافه وقد يبدأ أيضاً في مص إبهامه، ويري الباحثون أن هذه الحركات البسيطة ما هي إلا رد فعل لنمو المخ) كما يشاهد بعض المواليد الجدد وهم يضعون أصابعهم في أفواههم لدى ولادتهم، وأشد ما تكون ظاهرة المص قوة وأسرا للطفل في شهور السنة الأولى من عمره.
وحين يكبر الطفل ويزيد مجال حركاته تمتد يداه إلى هنا وهناك وسرعان ما تجد يده طريقها إلى فمه وإذا بإصبع من أصابعه (وغالبا الإبهام) يلمس شفتيه فيمصه كرد فعل حالما تنتبه الشفتان واللسان فيحس باللذة من هذا المص، ويكرر التجربة مرة بعد أخرى ثم تنقلب عنده مع الأيام إلى عادة هي عادة مص الإصبع أو الإبهام، وتتم عملية المص في اليقظة أحيانا وفي المنام أحيانا أخرى، وتكون شديدة إلى درجة أنه لا يمكن فصل الإبهام عن الفم إلا بصعوبة بالغة. وتتحول عادة مص الإبهام أحيانا إلى ظاهرة غير عادية بحيث يشعر الطفل أن كل لذته تتجسد في المص وأنه في الحقيقة يستعيض به عن ثدي أمه وحنانها وعطفها.
وظاهرة مص الإبهام شائعة جدا بين الأطفال حتى أنها ولشدة شيوعها ينظر إليها أحياناً كظاهرة طبيعية وثمة عدد كبير من الأطفال يمارسون مص الإبهام ويتلذذون به وهم في السنة الثالثة أو الرابعة من العمر. وقد بينت إحدى الدراسات أن مص الإبهام موجود في جميع الأعمار:
ـ فهناك 20% من الأطفال في سن 3- 5 سنوات يمارسون مص الإبهام.
ـ وحوالي 10% من الأطفال في سن 5 - 7 سنوات يمارسون مص الإبهام.
ـ وحوالي 13% من الأطفال في سن 7 - 10 سنوات يمارسونه.
ـ وحوالي 6% من الأحداث في سن 11-14 سنة يمارسونه.
ـ وإن 2% من البالغين والمراهقين في سن14 - 18 سنة يمارسونه.
يجدر بالطفل في الظروف العادية أن يترك عادة مص الإبهام، إلا أننا كما بينت نتائج الدراسة السابقة نجد في السنة الثامنة عشرة من عمرهم أو أكثر من ما زالوا يمارسونها، وغالبًا ما نراهم يلجئون إليها دون إرادة عندما يستغرقون في التفكير.
هذا الكلام السابق هو الكلام المشتهر المتاح عن مص الإبهام، إلا أننا حالتك أيتها الابنة العزيزة تظهرُ أبعادًا أخرى، فكلا من إشارتك إلى قضم الأظافر بالأسنان Onychophagia الذي تفعلينه من حينٍ لآخر، وإشارتك إلى اعتيادك العبثَ بخصلات شعرك أثناء المص وهو ما يشبه بعض السلوكيات المصاحبة لاضطراب نتف الشعر Trichotillomania، كلا هاتين الإشارتين تعطيان إيحاءً خاصًا للطبيب النفسي بوجود علاقةٍ ما لاضطراب مص الإبهام لديك بما نسميه في الطب النفسي اليوم باضطرابات العادات والنزوات Habit and Impulse Disorders ، أو اضطرابات التحكم في الاندفاعة حسب التصنيف الأمريكي Impulse Control Disorders ، وإن لم تصنف تحت إي منهما حتى الآن.
فالواضح في إفادتك هو أنك تشعرين بمتعةٍ كبيرةٍ أثناء مصك للإبهام (رغم أنك لم تذكري ذلك صراحةً في إجابتك على سؤالنا الخامس والذي كان مباشرًا لكنك أشرت إليه عند إجابتك على السؤال الثالث "لو بيدي أظل طول الوقت استمر في هذه العادة".. وأيضًا قولك" حتى بعض المرات أتمنى أن أمارسها في المدرسة لكن مستحيل")، واستجلاب المتعة بمص الإبهام مقبول في مرحلةٍ سنية مبكرةٍ كما بينا لك في مقدمة الإجابة لكنه في مثل عمرك غير مقبول بالمرة، والواضح أيضًا من إفادتك هو أن دافعيتك للتخلص من هذه العادة أقل من المستوى المطلوب، فأنت عندما استعملت طلاء الأظافر ذي الرائحة المنفرة لكي تمنعي نفسك من المص لم تثابري على وضع الطلاء، واخترت المص وكما قلت في موضعٍ آخر من إفادتك "وعندما أحاول منع نفسي أقول ما مشكلة خلني أمص وبعدين يصير خير"، والحقيقة أن الخير لكي يصير سيحتاج منك إلى التعب والصبر والمثابرة، وهذا ما ستحتاجين فيه على ما يبدو إلى متابعة مباشرةٍ من طبيبٍ نفسي متخصص ومن معالجٍ سلوكي أيضًا.
وأنا أنصحك في البداية أن تحملي معك مرآة صغيرةً تمسكينها بحيث ترين شكلك فيها وأنت تمصين إبهامك لأن ذلك إن شاء الله سيساعد على تنفيرك من هذه العادة كما أن من المفيد أن تقومي بتصوير نفسك باستخدام كاميرا الفيديو لتراقبي نفسك بعد ذلك، ويمكنك اللجوء مرةً أخرى إلى طلاء الأظافر الذي أشرت إليه أو ربما تستخدمين مادةً مرةً كالصبر، لعلها تساعدك على تعلم الصبر على الرغبة الملحة في ممارسة هذه العادة.
ومن الغريب أيضًا في إفادتك أن حياتك الاجتماعية والأسرية طيبة، وأن أداءك الدراسي لا غبار عليه، وأن لك عديدًا من الهوايات والاهتمامات والملكات، وكل هذه أشياءٌ قد يرجع الطبيب النفسي حالتك إلى خلل فيها، ولكن ماذا يكونُ الموقف عندما تقرين بأن لا مشاكل لا في البيت ولا في المدرسة ولا مع الأصحاب؟
إن ما يستنتجُ من ذلك هو أن مص الإبهام لديك لا يمكنُ إرجاعه مباشرةً إلا إلى كونه مجلبةً واعيةً للمتعة، وما لم يتمكن طبيبك النفسي من تنفيرك مما تفعلين فإن العلاج صعب إن لم يكن مستحيلاً، لابد يا عزيزتي أن تكوني مستعدةً للتعب لكي تتمكني من مواصلة العلاج السلوكي من هذه الحالة، ونحن معك فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>>: ممص الإبهام بين المتعة والسخرية م