استشارة لأخوك الصغير ؟
أولاً، دي أول مرة أدخل فيها الموقع وعاجبني أوي، عشان بجد ساعدني في التعامل مع بعض الناس، بس أجد صعوبة في فهم بعضهم، أو حاسس من جواي أني أقل منهم في شيء مع أني أحسنهم اجتماعياً، وأحاول التعامل معهم على أساس محدش يقول أني أتكبر عليهم، بس مش عارف أتعامل معهم، ومش عارف أغيرهم.. عشان دول أصحابي من الصغر...
أعمل إيه؟؟
20/1/2008
رد المستشار
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بك ولداً وأخاً شاباً لا صغيراً. ليس الحل دائماً تغيير الأصدقاء! فمهما غيرت ستبقى حاجتك قائمة لتعلم كيفية التعامل مع جميع فئات الناس اللطيف والخبيث الواضح واللئيم.
الخطوة الأولى: الانتباه لمفهوم ذاتك أي فكرتك عن نفسك. فأنت تشير لنفسك بأنك أخونا الصغير -وإن شاء الله تكون كذلك- لكن الشائع أن معظم من هم في سنك -ومنهم طلابي- يرون أنفسهم رجالاً كباراً، فلماذا ترى نفسك صغيراً؟ هل يعكس اختيارك للكلمة تأدباً في مخاطبتنا، أم استجداء للتعاطف، أم أنها تعكس إحساسك الداخلي بالضعف؟ وأنا أعتقد أن التفسير الأخير هو الأصح لانسجامه مع إحساسك بأنك أقل من الآخرين.
لنبدأ بشرح أن فكرة الإنسان عن نفسه؛ تتكون عبر ثلاث مدخلات فكرته عن نفسه، وفكرة الناس عنه، والصورة المثالية التي يريد الوصول إليها، وكلما كان هناك انسجام بين البعدين الأول والثاني كان الإنسان أكثر نجاحاً من الناحية الاجتماعية، وكلما اقتربت فكرته عن نفسه مع فكرته عن الصورة المثالية كلما كان رضا الإنسان عن نفسه أعلى وكذلك ثقته والتي ستنعكس على تصرفاته وتقبله لنقد الآخرين وسلوكهم نحوه بشكل عام.
ولذا تكون الخطوة الثانية: أن تعزز مفهوم ذاتك وتزيد ثقتك بنفسك وفكرتك عن الحياة بشكل عام فلن يحبك الجميع مهما حاولت وبذلت وتنازلت -أو كما تقول أنت تواضعت-، ولن ينفر منك أيضاً الجميع!. كما أن جموع الناس ليست مهمة حتى وإن كانت تصاحبنا من الصغر فهناك ما يسمى بترتيب الأولويات أي لن يكون الجميع على نفس الدرجة من الأهمية لديك.
وكي نصحح المفهوم أو الوضع لا بد لنا من المزيد من المعرفة لنعرف كيف يتكبرون عليك ولماذا، فلا يكفي أن يعتمد مفهوم ذاتك على فئتك الاجتماعية والتي يحددها غالباً تعليم وعمل ومستوى والديك الاقتصادي.. أي لا شيء أنت مسؤول عنه وبالتالي لا يستطيع أن يمدّك بما تحتاجه فعلاً من ثقة بالنفس.
تحتاج يا محمد لبناء مفهوم ذات صلب مبني على الخبرات وليس فقط على رضا الناس عنك، ولا تكون خبرات حياتنا كلها واحدة الصبغة فلا بد من الفشل الذي نتعلم منه كيف نصنع النجاح.
اقرأ أيضاً عن الصداقة:
أهمية وحاجة الإنسان للصديق
الصداقة في المراهقة