البعد عن ابني
السلام عليكم، جزاكم الله خير على هذا الموقع لمساهمتكم في حل بعض مشاكل الشباب، أنا في الخامسة والثلاثين من العمر متزوج وعندي ولد أربع سنوات ولله الحمد، سافرت للخارج منذ ثلاث سنين لإتمام الماجستير وأنا على وشك الانتهاء. لكن شاء الله أن لا يتيسر سفر زوجتي وابني لعندي وأن أبقى وحيدا في غربتي، أعاني بشدة من بعدهم عني وخصوصا ابني فأنا دوما أذكره.
أحس بالغضب والحزن الدائم، أجد صعوبة بالنوم وتشنج دائم في القولون وازدياد نسبة خفقان القلب ورجفة شديدة في القدمين عند النوم، أصبحت الآن أجد صعوبة في الدراسة والتركيز على العكس من البداية فقد كنت من المتفوقين، راجعت طبيبا ووصف لي:
Nortriptyline HCL 25mg ) three time daily), Torprol XL 50mg ) one time daily), Dicyclomine 10mg ) one time daily), and Zyprexa (Olanzapine) 5mg ) one time daily)
وقال لي يجب المواظبة على الدواء وقد أحتاج لأخذ الدواء طوال عمري عندما أخذ الدواء أحس بالارتياح ولكن أحس بالنعاس ولا أستطيع الدراسة، وأنا أخذ هذا الدواء منذ سنتين، استشرت مختصة نفسية, وبعد عدة جلسات قالت بأني أعاني من أثار طفولة مضطهدة، ونصحتني بإيقاف الدواء بالتدريج ولم تعطني دواءا بديلا.
بعد هذه الجلسات ولله الحمد شفيت من الرجفة ولكن بقيت الأعراض الأخرى، وأصبحت عندما أخلو بنفسي أبدأ بالصراخ وترديد نفس عبارات ابني الصغير وأحيانا أعض وأضرب نفسي، وعندما أجتمع بالناس أعود لذلك الشخص الهاديء الرزين، وقد خفضت جرعات الدواء للنصف، العلاج الوحيد الناجح معي هو الصلاة وقراءة القرآن ولولاهما لكانت حالتي أسوأ بكثير.
ما هي أثار الطفولة المضطهدة؟ هل ما أشعر به من اكتئاب سيزول لدى عودتي لأهلي؟ أم سيستمر معي طوال عمري؟ أم ستعود لي هذه الحالة كلما واجهت أزمة أو مصاعب؟ ما هي الآثار السلبية لغيابي, على نفسية ابني ذو الأعوام الأربعة؟ علما بأنني أقضي الصيف مع عائلتي وابني ما يزال يذكرني ويسأل عني؟ هل هذه الحالة نتيجة ضعف إيماني أم هو ابتلاء؟ فالمؤمن الحقيقي واثق بربه مطمئن به راض بقضائه، ولكم جزيل الشكر .
09/12/2003
رد المستشار
الأخ السائل؛
أحسنت بتوضيح قصتك وتحديد أسئلتك، وان كانت الإجابة الوافية على كل سؤال منها هي أمر خارج عن اختصاص المشاكل والحلول ولكن يمكن أن تكون محور مقالات ودراسات تنزل على موقعنا، أعتذر منك لأنني لم أجب إلا على ما يتعلق بحالتك واضحا من خلال سطورك.
0 وجودك وسط أهلك سيساعدك من الناحية النفسية على مقاومة ضغوط الحياة والتغلب على أعراض مرضك، وسيظهر هذا عليك بمشيئة الله، ومن خلال المتابعة المستمرة مع الطبيب، ومسار الأعراض، سيكون الأمر واضحا وقتها من حيث استمرار تعاطي الأدوية أو وقفها أو تخفيض جرعتها.
0 لا أدري ما أهمية السؤال عن آ ثار غيابك على نفسية ولدك، وأنت غائب عنه بالفعل منذ ثلاث سنوات، والأفضل أن تحاول النزول كلما كان ذلك ممكنا لتراه وبقية أهلك، ويراك، ويمكنك أيضا الاستفادة من الوسائط التكنولوجية الحديثة باستخدام كاميرات الانترنت، والاتصال بأسرتك مرة أسبوعيا على الأقل بالصوت والصورة، فلماذا لا تفعل؟!
يمكنك تقليل آثار غيابك إلى أقل درجة ممكنة، علما بأن هذه الآثار تختلف من طفل لآخر بحسب تركيبه النفسي، وبحسب الرعاية الأسرية التي يتلقاها كمن المحيط الأقرب له، وبحسب إدراكه السليم أو المختل لفكرة السفر، والعودة.
لا علاقة لمرضك من ناحية حدوثه بالضعف الإيماني لأن الاعتلال النفسي مثل العضوي يقع للبر والفاجر، والمؤمن والكافر، ولكن للإيمان صلة أكيدة بالقدرة على التعافي، والتماسك النفسي في مواجهة الضغوط. وتابعنا بأخبارك..
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أود فقط إحالتك لقراءة بعض المقالات على موقعنا وذلك ضمن باب الطب النفسي شبهات وردود تحت العناوين التالية:
المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي / كيف لعقار مادي محسوس أنْ يعالج معاناة نفسية غير محسوسة؟
وأتمنى أن تجد بذلك الرد الوافي على سؤالك الأخير: (هل هذه الحالة نتيجة ضعف إيماني أم هو ابتلاء؟ فالمؤمن الحقيقي واثق بربه مطمئن به راض بقضائه) وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات.