ذهان
ابني ذو الـ 23 عاماً يعاني منذ شهرين من الذهان، هو في الأصل شخص بطيء التعلم ووصل إلى مرحلة الثانوية العامة فرع إنتاج ملابس ورسب فيها، ثم تعلم مهنة الحلاقة في معهد مشهور ببلدنا لكنه لم يعمل بالمهنة الأولى، وحاول أن يعمل بالمهنة الثانية في أكثر من 6 محلات للحلاقة، ولكنه فشل في البقاء على الأقل لمدة شهر في أي محل. وبما أنه يحب الرسم فقد أدخلناه كلية لتعلم الرسم الغرافيكي ولم يكمل فيها شهراً، وبين هذا وذاك مرت 3 سنوات وهو من فشل إلى فشل.
قبل 3 شهور انتقلنا إلى بيت جديد وفقد كل أصدقائه القدامى الذين كنا نعترض عليهم أصلاً، وفي رمضان الأخير توجه بكل جوارحه إلى الجوامع والصلاة والقيام، وصار مقلاً في الأكل والنوم. وفي ثاني أيام العيد حيث كنا نحسبه عند أقاربه كان قد تركهم ومشى هائماً على وجهه لعدة كيلومترات، حتى اتصلت بنا في صباح اليوم التالي إحدى المستشفيات البعيدة عن منزلنا عدة كيلومترات قائلاً أن نأتي لاستلامه، فقد وجد مغمىً عليه في الشارع ونقله الدفاع المدني للمستشفى.
وعندما ذهبنا إليه كان متورم الوجه وكأنه تعرض للضرب وذهبنا به إلى البيت ومن بعدها بدأ بتصرفات غريبة مثل مشاهدة حيوانات أو كائنات صغيرة تمشي على الحائط ولا يراها غيره، فذهبنا إلى طبيب نفسي والذي شخص حالته بأنها اضطراب في المزاج أو psycosis ووصف له sulpiren و akineton و lexopam، خلال أسبوع اختفت كل الأعراض، وراجعنا الطبيب فخفف العلاج إلى جرعة مسائية فقط وألغى الـ lexopam .
وعمل ابني كحارس أمن في أحد المجمعات التجارية ولم يدم ذلك أسبوعاً وبعد 3 أيام من جلوسه في البيت عادت أعراض التهيؤات السابقة التي يراها، فأرجعت الدواء بنفس الجرعات كما كانت صباحية ومسائية ولم ألحظ أي تحسن.
انصحني جزاك الله خيراً.
أم تطلب العون.
1/11/2009
رد المستشار
الأخت السائلة، أهلاً وسهلاً بكم؛
من خلال سرد قصة ولدك ذي الثلاثة والعشرين عاماً، والذي يعاني كما بينت من بطء التعلم، وأنه درس إنتاج الملابس ورسب بها، ومن ثم تعلم مهنة الحلاقة، ولا يستطيع أن يستمر في عمل لمدة شهر، ومن ثم تعلم رسم الجرافيك وكذلك لم يستطع أن يكسب المهارة.
يظهر من خلال هذا أن الولد يعاني من قصور معرفي (تخلف عقلي) بسيط وأنكم لم تستطيعوا اختيار المهنة المناسبة التي يجب أن تكون روتينية لا تحتاج إلى عمليات عقلية معقدة، ولا إلى تعامل مع الناس ولا إلى استنتاجات تجعله محبطاً.
ثم تغيير المسكن الذي أدى إلى فقدان أصدقائه الذين لم ترضوا عنهم، ولكن كان ذلك يشكل له استقراراً نفسياً وبابتعاده عنهم أدى إلى الإحساس بالفقدان وتغيرات نفسية منها الحزن والاكتتاب وغير ذلك من مشاعر الفقدان والغم.
ثم للتوجه المفرط إلى الدين والذي يكون أحياناً أحد علامات الاضطراب النفسي والذي حذر منه الرسول صلّى الله عليه وسلّم في قوله "هلك المتنطعون وإن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فأوغل به برفق" والذي لم تنتبهوا إلى ذلك إلا بعد أن سار من أقاربكم ووجد مغمياً عليه بعد أن اتصل عليكم من المستشفى، وأنه كان متورم الوجه وكأنه ضرب (وهذا يجعل احتمال أنه أصيب بنوبة صرع).
ولست أدري إذا أعطي علاجاً في المستشفى أم لا. أما رؤية حيوانات صغيرة (حشرات أو أفاعي...) لا يراها غيره، أي هلاوس بصرية وخصوصاً في الليل يجعلنا نشك أن المشكلة قد تكون عضوية، ولكن تحسنه في البداية بالعلاج واختفاء الأعراض يجعل الذهان أقرب إلى حالته.
أما إرجاعك الدواء من نفسك فهذا تصرف غير مناسب ويفضل العودة إلى الطبيب ليرى ما الأسباب التي أدّت إلى رجوع الحالة، وكذلك هل الدواء يحتاج إلى تغيير؟ لأن النوبات قد تختلف من مريض إلى آخر، ومن نوبة إلى أخرى.
أتمنى لولدك الصحة والعافية.