السحر والعين مخاوف ومواقف م3
أستحلفكم بالله أجيبوني سريعا
أنا فتاة عمري 32 عام غير متزوجة، لا أدعي أنني إنسانة جيدة، فقط أحاول، وهذا ليس تواضعًا ولكنها الحقيقة، مشكلتي هي أنني أعرف أن الله تعالى عندما يرضى عن عبده ييسر له الطاعات ((فسنيسره لليسرى))، ولكن يحدث معي كثيرًا عكس هذا الأمر، فيكثر بالنسبة لي أن أنوي فعليًا على الاستزادة من عبادة معينة فأجد ظروف كثير تحول دون ذلك، وأحيانا أنوي الذهاب للمسجد فأفاجأ أن أبوابه مغلقة (في مسجد السيدة زينب الذي كانت أبوابه مفتوحة دائمًا فوجئت أنهم أصبحوا يفتحونه أوقات كل صلاة فقط)، وأمثلة كثيرة من هذا القبيل، على فكرة أنا إنسانة أظن أني طويلة البال جدًا وليس عندي ما يُعرف بالتعميم الخاطئ، ولكن كثرة الأمثلة من هذا النوع تتعبني جدًا.
ما يحزنني الآن ويجعلني أعتقد بشدة أن هذه الأمور قد تكون علامة على غضب الله علي، أني منذ سنوات طويلة دائمًا تأتيني الدورة الشهرية في العشر الأواخر من رمضان، مع إني أظل أدعو الله أن يمنحني هذه الأيام من العام، ولكن سبحان الله، وأظل أحسب كل شهر كلما اقترب شهر رمضان، ولكن...، المهم أني هذا العام حسبت الأمر جيدًا وحمدت الله كثيرًا أن موعدها سيبتعد عن هذه الأيام وسبحان الله (على غير العادة مطلقًا) اختلف موعدها هذا العام ليكون موعدها أيضًا في هذه الأيام التي أرجوها طوال العام.
أرجوكم لا تقولوا لي الكلام الذي أعرفه: الأعمال بالنيات وكذا وكذا...، أنا أكتب لكم والله وحده يعلم كم البكاء الذي أبكيه...، أخشى أن أكون من المغضوب عليهم...، والله هذا ليس وسواس والله....، أخشى أن أكون ممن لا تُيسر لهم اليسرى لأنهم ليسوا أهلا لذلك.
أنا أخطئ صحيح، تضيع مني بعض الفروض، لبسي ليس فضفاضًا ولكنه غير ملفت ولا متبرج، أهدر وقتًا كثيرًا، وأنشغل بالدنيا كثيرًا، ولا أذكر الله كثيرًا، وأحزن على كثير من الأشياء، وأشكو حزني للناس، ويختلط عملي في بعض الأحيان بالرغبة في استحسان الناس ولكن لا يكونون هم الهدف من أفعالي، أحاول إخلاص النية ولكن لا أنكر رغبتي في تشجيع الناس واستحسانهم، هذه ذنوب كثيرة مما أفعله...
أرجوكم أجيبوني هل هناك أشخاص مطرودون من رحمة الله؟؟؟ وهل تعسر الطريق للأعمال الصالحة دليل على غضب الله، أنا في ليلة أول يوم لرمضان وفي منتهى الحزن والألم.
2/8/2011
رد المستشار
أهلًا بك يا "منى"، أنزل الله تعالى السكينة عليك؛
كيف تريدين أن أجيبك ثم تشترطين عليَّ ألا أقول لك الإجابة؟!!! طبعًا يا منى إن الأعمال بالنيات، فأنت بكرم الله وفضله تأخذين أجر نيتك وإن أعاقك عائق عن الطاعة... هذا أولًا؛
وثانيًا: إن تعسير الطاعة قد يكون بسبب ذنوب يقترفها الإنسان تقف في طريقه، ودواؤه حينها التوبة، مع مراعاة التدرج بالنفس في ذلك كي لا تنفر، أي ما ينبغي أن يشق المرء على نفسه، كما لا ينبغي أن يتهاون ويكسل...
لكن هذا التعسير قد يكون لينبه الله تعالى العبد إلى معنًى عظيم من معاني العبودية له، وهو أن الإنسان لا يستطيع أن يتحرك حركة مهما صغرت إلا أن يعينه الله سبحانه، وحين يستشعر الإنسان هذا المعنى يتبرأ من حوله وقوته، ويتوكل على الله تعالى، فيفتح عليه من أبواب الخير ما لا يخطر على بال...
وفي الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز))، قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: (ومعناه: احرص على طاعة الله تعالى، والرغبة فيما عنده، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك، ولا تعجز، ولا تكسل عن طلب الطاعة، ولا عن طلب الإعانة).
فمهمتك الآن:
1- أن تحسني الظن بالله تعالى، فهو لا يطرد أحدًا قصده بصدق، وفي الحديث القدسي الذي يرويه البخاري ومسلم: قال صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظنّ عبدي بي))، والتيسير للعسرى يكون لمن كذب وعصى عن تصميم وجحود لا عن ضعف بشري، وإلا لكنا جميعًا مطرودين من رحمته، نسأل الله تعالى العفو والعافية.
2- أن تتفقدي ذنوبك فتعقدي العزم على التوبة منها الأسهل فالأسهل، حتى لا تشقّي على نفسك فتنفر، والزمي وردًا من الاستغفار ولو مائة مرة في اليوم فقط، وكلما أعانك الله تعالى على ترك ذنب احمديه وافرحي، واطلبي منه القبول، ولا تيئسي إن ضعفت مرة وعدت إلى الذنب، فالإنسان ضعيف بطبعه، ولكن جددي التوبة...
3- قفي على باب الله تعالى وأكثري الدعاء، واطلبي منه التيسير للطاعات والقبول، واعترفي له بتقصيرك وعجزك، ولن يترك الله تعالى عبدًا وقف على بابه.
4- لا تحزني إن لم يقدر الله لك صيام العشر الأخير، فالمرأة تطيع الله تعالى بترك الصوم والصلاة أثناء الحيض، كما تطيعه بالصوم والصلاة حالة الطهارة، وهناك كثير من الأذكار والطاعات يمكنك إحياء الليالي الفضيلة بها...
5- احذري أنت وغيرك من السائلين أن تستحلفوا مجيبكم على شيء، لأنه إن لم يتيسر له إجابة طلبكم لظرف ما، فعليكم دفع كفارة يمين!!!
أسأل الله تعالى أن يفتح عليك فتوح العارفين به في هذا الشهر، ويفتح لك أبواب الخير كله، وأتركك في رعايته وحفظه.
ويتبع>>>>: المتزوجة وغير المتزوجة: وساوس وإفرازات م5
التعليق: الأخت العزيزة:
أشعر بما تقولين جيدآ ولكن الجئي إلى الله تعالي أن ييسر لك فعل الطاعات وترك المنكرات فهو القادر، ولا تنسي إذا أنعم الله عليك بنعمة أن تقيديها بالشكر فإذا صليت، صلي ركعتين تطوعا شكرآ لنعمة الصلاة أو سبحي أو تصدقي وهكذا في كل نعم الله عليك، الجئي إلي الله في الخلوات
ولا يشترط أن يكون غلق باب مسجد السيدة زينب أنك لست أهلآ للطاعة! فلماذا لا تصلين في أقرب مسجد من بيتك أليس بيتآ من بيوت الله؟
هل تعلمين أن الكثير من العلماء حرموا الصلاة في مسجد فيه قبر؟ وإذا ظننت أن هذا المكان يستجاب فيه الدعاء بركة بصلاح المدفون به فهذا شرك، فالله تعالي قريب ولا نحتاج لواسطة بيننا و بينه،
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"، فاخرجي من الخلاف واذهبي لأقرب مسجد لبيتك، وفي فترة الحيض لا تحزني وادعي كثيرآ واستغفري وتفكري في نعم الله عليك واستمعي لورد القرآن فثواب الاستماع كثواب القراءة وشاهدي صلاة القيام والتهجد المنقولة من الحرم المكي،
أسأل الله العظيم أن يشرح صدرك وألا يحرمك أجر وبركة وثواب ليلة القدر.