![]() |
تعتبر الوظيفية من وجهة نظر تاريخية هامة في علم النفس وتبرز أهمية الغرض من العمليات العقلية والسلوك في التكيف مع البيئة. هذه نظرة عامة مفصلة عن الوظيفية، بما في ذلك تعريفها، والسياق التاريخي، والمبادئ الرئيسية، والشخصيات الرئيسية، والنقد، والأهمية المعاصرة.
نظرة عامة
الوظيفية هي منظور نظري في علم النفس يركز على وظائف العمليات العقلية والسلوك بدلاً من هيكلها. تسعى إلى فهم كيف تساعد العمليات العقلية للأفراد في التكيف مع بيئاتهم وتلبية احتياجاتهم.
السياق التاريخي
1. ظهور في أواخر القرن التاسع عشر:
o تطور الوظيفية كاستجابة للهيكلية structuralism، التي سعت لتحليل هيكل العقل. كانت الهيكلية، المرتبطة بـ فيلهلم وندت وإدوارد تيشتنر، تركز على تقسيم العمليات العقلية إلى مكوناتها الأبسط.
o ارتفعت الوظيفية إلى الواجهة في الولايات المتحدة حوالي بداية القرن العشرين، مع تأثيرات من نظرية داروين في التطور، التي أكدت على التكيف والبقاء.
2. تأثير داروين:
o كان لنظرية التطور والانتقاء الطبيعي لشارلز داروين تأثير عميق على الفكر الوظيفي. اعتقد الوظيفيون أن العمليات النفسية تطورت لأنها تخدم وظائف مهمة تساعد الأفراد على التكيف مع بيئتهم.
المبادئ الأساسية للوظيفية
1. التركيز على الهدف:
o يهتم الوظيفيون بفهم الغرض من العمليات العقلية والسلوك. يطرحون أسئلة مثل: "ما هي وظيفة هذا السلوك؟" أو "كيف تساعد هذه العملية العقلية الكائن الحي على البقاء؟"
2. التكيف:
o من المبادئ المركزية في الوظيفية أن العمليات العقلية والسلوكيات تتطور كتكيفات للتحديات البيئية. تفترض الوظيفية أن السمات النفسية تخدم وظائف تعزز قدرة الكائن الحي على التكيف مع بيئته.
3. المنظور الشمولي:
o تتبنى الوظيفية نهجًا أكثر شمولية لدراسة العقل والسلوك، مع مراعاة السياق العام والتفاعلات بين الفرد وبيئته.
4. التأثير بين التخصصات:
o تدمج الوظيفية رؤى من علم الأحياء، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، مما يعكس تعقيد السلوك والعمليات النفسية البشرية.
الشخصيات الرئيسية في الوظيفية
1. ويليام جيمس: William James
o يُشار إليه غالبًا باسم "أب علم النفس الأمريكي"، كان ويليام جيمس شخصية بارزة في الوظيفية في عمله المؤثر، مبادئ علم النفس (1890)، أظهر الطبيعة التكيفية للوعي وأهمية تجربة تدفق الفكر.
2. جون ديوي: John Dewey
o كان ديوي مدافعًا عن تطبيق مبادئ الوظيفية في التعليم وعلم النفس. أكد على دور الخبرة في التعلم وأهمية تكييف أساليب التعليم لتلبية احتياجات الأفراد.
3. جي. ستانلي هول: G. Stanley Hall
o ساهم هول في الوظيفية من خلال عمله في تطوير الطفولة والتعليم وكان من الداعين لتطبيق الرؤى النفسية لتحسين النظام التعليمي.
انتقادات الوظيفية
1. نقص التأكيد على الوعي:
o يجادل النقاد بأن الوظيفية لا تعالج بشكل كافٍ طبيعة الوعي نفسها، وبدلاً من ذلك تركز على وظائف العمليات العقلية. يسمح هذا الإغفال عن الوعي بوجود فجوات في فهم التجربة الذاتية.
2. التبسيط المفرط:
o يشعر بعض النقاد أن الوظيفية قد تبسط العمليات العقلية المعقدة من خلال التركيز بشكل أساسي على وظائفها التكيفية، مما قد يتسبب في تجاهل جوانب نفسية مهمة أخرى.
3. التركيز على التطور:
o رغم أن المنظور التطوري هو نقطة قوة، إلا أنه قد يحدد دراسة العمليات النفسية بالتركيز على تلك التي يمكن أن ترتبط مباشرة بالبقاء والتكيف، مما قد يتجاهل تعقيد الإنسان.
الأهمية المعاصرة
1. التأثير على علم النفس الحديث:
o على الرغم من أن الوظيفية نفسها ليست مدرسة فكرية سائدة في علم النفس المعاصر، إلا أن مبادئها تأثرت بها مجالات متنوعة، بما في ذلك علم النفس التربوي، وعلم النفس التنموي، وعلم النفس التطبيقي.
2. الارتباط بعلم النفس التطوري:
o يشترك علم النفس التطوري الحديث في جذور وظيفية، حيث يفحص كيف تتطور السمات النفسية والسلوكيات لحل المشكلات المتعلقة بالبقاء والتكاثر.
3. التركيز على الوظيفة في العلاج:
o تستخدم العديد من أساليب العلاج، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، مبادئ الوظيفة من خلال التركيز على كيفية خدمة الأفكار والسلوكيات لوظائف محددة وتأثيرها على الصحة النفسية.
الخلاصة
تُعتبر الوظيفية مفهومًا أساسيًا في علم النفس يبرز الغرض والطبيعة التكيفية للعمليات العقلية والسلوك. من خلال التركيز على كيفية تفاعل الأفراد مع بيئتهم والأهمية الوظيفية للظواهر النفسية، وضعت الوظيفية الأساس للعديد من المناهج الحديثة في علم النفس. على الرغم من أنها تواجه انتقادات، إلا أن تأثيرها لا يزال مستمرًا في مجالات البحث والممارسة النفسية المتنوعة.
واقرأ أيضًا:
العصابية Neuroticism / آليات الدفاع النفسي1