![]() |
آليات الدفاع النفسي Ego Defence Mechanisms
آليات الدفاع النفسي2
الكبت Repression
يتم تعريفه على عدم قدرة الفرد على استرجاع ذكريات مؤلمة أو عدم إدراكها معرفياً. هذه الذكريات قد تكون لرغبات مضطربة أو عواطف أو أفكار أو تجارب شخصية. تشمل العملية طرد الفكرة أو العاطفة وعدم السماح لها بالدخول إلى حيّز الوعي. يتم تصنيفه أحياناً إلى:
• كبت أولي. هو عزل تجربة أو فكرة تم التعامل معها يوماً ما في حيّز الوعي.
• كبت ثانوي. هو دحر الفكرة أو العاطفة قبل وصولها إلى مرحلة الوعي.
يتميز الكبت دوماً بصحبته لسلوك رمزي معين، والذي بدوره قد يوحي بأن ما تم كبته لم يتم نسيانه.
الجنسنة Sexualisation
منح كائن أو فعالية ما أهمية جنسية لم تكن موجودة أصلاً أو ضئيلة من أجل التخلص من قلق يتعلق بنزوات محظورة.
الخيال الفصامي Schizoid Fantasy
الميل إلى استعمال الخيال أو التراجع الذاتوي من أجل حسم الأزمات وإرضاء الذات. يتميز الخيال الفصامي بتجنب التقارب الشخصي واللجوء إلى ممارسة سلوك غريب يثير اشمئزاز الآخرين من أجل الابتعاد عنهم.
يُميز البعض الخيال الفصامي عن الإنكار الذهاني بأن من يمارسه لا يُؤْمِن به ولا يسعى إلى تطبيق خياله على أرض الواقع. لكن الوظيفة الدفاعية لمثل هذا الدفاع هو المحاولة لسد احتياجات شخصية لم يتم إشباعها في العلاقات الشخصية، وفي الوقت نفسه إلغاء التعبير عن نزوات عدوانية وجنسية تجاه الآخرين.
تأكيد الذات Self-assertion
يتم التعامل مع الأزمات العاطفية، أو الضغوط الداخلية والخارجية على حد سواء، عن طريق تعبير الإنسان عن أفكاره ومشاعره من أجل الوصول إلى غايته. لا يعني ذلك ممارسة الضغوط على الآخرين أو خدعهم.
مراقبة الذات Self-Observation
يتم التعامل مع الأزمات العاطفية بمراجعة الإنسان لعواطفه، سلوكه، رغباته، والدافع الحقيقي لها.
التجسيد Somatisation
تحويل مشتقات نفسية إلى أعراض جسدية.
التقسيم Splitting
الفشل في توحيد الصفات الإيجابية والسلبية للفرد أو الآخرين في صورة واحدة متماسكة، ومن جراء ذلك يتم تقييم النفس أو الغير بأن جميعه إيجابي أو جميعه سلبي. يصاحب ذلك دوماً تعظيم النفس أو الآخرين يوماً ما أو تحقير النفس أو الغير يوماً آخر.
التسامي Sublimation
هو التعبير الغير مباشر والضعيف لنزوات بدون نتائج سلبية أو فقدان الشعور بالمتعة. يشمل التسامي التعبير عن النزوة العدوانية من خلال اللعب والرياضة والهوايات المختلفة، وكذلك التخفيف الرومانسي للتعبير الغريزي في العلاقات العاطفية.
يتميز التسامي عن غيره من الدفاعات النفسية بالقبول بوجود المشاعر، تحويره، ومن ثم توجيهها صوب كائن أو هدف آخر والحصول على نتائج مرضية للذات.
القمع Suppression
هي القابلية على توقيف جميع أبعاد أزمة ما وتأجيل الرد عليها، والتفاعل الوجداني معها، وعدم القلق منها.
عملية القمع ليست غير واعية تماماً وقد يطول أو يقصر أمرها.
الإلغاء Undoing
الانشغال في سلوك يعوض رمزياً عن أفكار ومشاعر سابقة.
التصنيف النظري
هناك أكثر من تصنيف لآليات الدفاع نظريا. يمكن تقسيمها إلى أربعة مستويات تتوازى مع الحالة النفسية للإنسان كما يلي:
• ذهانية: تشمل الإسقاط الوهامي الإنكار الذهاني والتحوير.
• غير ناضجة: وتسمل الإسقاط، الخيال الفصامي، المراق، العدوان السبي، والتفعيل.
• عصابية: وتشمل العقلنة، الكبت، الإزاحة، تكوين عكسي، والتقسيم.
• ناضجة: التسمي، الظرافة، القمع، الإيثار، والاستباق.
هذاالتصنيف يساعد دوماً في صياغة الحالة السريرية. الإنسان المعافي والقادر على مواجهة التحديات يكثر من استعمال الدفاعات الناضجة في حياته. الإنسان الذي يحمل في داخله آثار صدمات وأزمات الماضي يكثر من استعمال دفاعات عصابية وهو أكثر عرضة من غيره إلى الإصابة باضطرابات عصابية واكتئاب وقلق. الدفاعات الغير ناضجة كثيرة الاستعمال مع وجود صفات شخصية حدية واضطرابات الشخصية وفي حالة من التأزم المستمر مع المقربين من حوله وفشله في الحصول على مساندتهم والمضي قدماً في مواجهة التحديات. أما المستوى الذهاني فهو يشير دوماً إلى عدم قدرة الإنسان على التكيف واحتمال إصابته باضطراب نفسي جسيم.
كذلك يمكن ملاحظة أسلوب أو طراز الإنسان الدفاعي عموما في الحياة كما يلي:
أساليب رئيسية: عدواني، إسقاطي، تثقيفي، عقاب ذاتي، كبتي
أساليب فرعية: عدواني-إسقاطي، عدواني-عقاب ذاتي، تثقيفي-كبتي، عقاب ذاتي-كبتي.
مزايَا وعيوب تفسير آليات الدفاع عن النفس
يمكن أن يقدم تفسير آليات الدفاع عن النفس رؤى قيمة حول الوظائف النفسية للفرد واستراتيجيات التكيف. ومع ذلك، توجد مزايا وعيوب في هذه العملية التفسيرية.
المزايا
1. فهم السلوك: يمكن أن يساعد تفسير آليات الدفاع في توضيح لماذا يتصرف الأفراد بطرق معينة، خاصةً في مواجهة الضغط أو الصدمة. من خلال تحديد هذه الآليات، يمكن للمعالجين فهم استجابات عملائهم العاطفية بشكل أفضل.
2. تسليط الضوء على العمليات اللاواعية تعمل آليات الدفاع غالبًا بشكل لا واعٍ، لذا فإن التفسير يمكن أن يضيء على الأفكار والمشاعر والصراعات الأساسية التي لا تصل الأفراد إليها بسهولة، مما يعزز الوعي الذاتي.
3. تيسير التغيير :من خلال التعرف على آليات الدفاع وفهمها، يمكن للعملاء أن يتعلموا طرقًا أكثر صحة للتعامل مع الضغط أو القلق أو الصراع. يمكن أن تسهل هذه الوعي النمو الشخصي والتغيير العلاجي.
4. تحسين التحالف العلاجي: عندما يفسر المعالجون هذه الآليات بحساسية وملاءمة، يمكن أن يعزز ذلك العلاقة العلاجية من خلال تعزيز الثقة وتعزيز التواصل المفتوح حول المشاعر والصراعات.
5. طريق للشفاء من الصدمات: ممكن أن يكون تحديد وتفسير آليات الدفاع مفيدًا بشكل خاص للأفراد الذين لديهم تاريخ من الصدمات، حيث يسمح باستكشاف كيفية تجنبهم الذكريات أو المشاعر المؤلمة.
العيوب
1. خطر الإفراط في التفسير :هناك خطر في أن يقوم المعالجون بالإفراط في تفسير أو سوء تفسير آليات الدفاع، مما يؤدي إلى سوء الفهم. قد يؤدي ذلك إلى تقويض العملية العلاجية إذا كانت التفسيرات لا تتماشى مع تجارب أو مشاعر العميل الفعلية.
2. إمكانية تأطير الأمور بشكل مَرَضي :يمكن أن يؤدي التركيز بشكل مفرط على آليات الدفاع إلى رؤية استراتيجيات التكيف الطبيعية كأمور مرضية. قد ينتج عن ذلك وصمة أو شعور بالعار غير ضروري للعملاء الذين يمارسون سلوكيات دفاعية نمطية.
3. المقاومة للتغيير: عندما يتم تفسير آليات الدفاع، قد يشعر العملاء بالتعرض أو الدفاعية، مما قد يؤدي إلى المقاومة في العلاج. قد يرفضون التفسيرات التي تتحدى صورتهم الذاتية أو استراتيجيات التكيف الخاصة بهم.
4. الاعتبارات الثقافية :يمكن أن تتأثر آليات الدفاع بالسياق الثقافي، وقد تكون التفسيرات التي لا تأخذ بعين الاعتبار السياق الثقافي غير فعالة أو غير ملائمة. قد تكون هناك مختلف المعايير الثقافية حول ما يشكل التكيف الصحي أو غير الصحي.
5. إهمال العوامل الأخرى: قد يؤدي التأكيد على آليات الدفاع إلى تجاهل عوامل أخرى مهمة تؤثر على الصحة العقلية، مثل التأثيرات البيئية، والعلاقات، والأنماط المعرفية.
يمكن أن يوفر تفسير آليات الدفاع عن النفس رؤى قيمة ويعزز الشفاء، ولكن من المهم الاقتراب من هذه العملية بحساسية ووعي بالمخاطر المحتملة. سيؤدي النهج المتوازن الذي يأخذ في الاعتبار السياق الأوسع وتجارب الأفراد إلى نتائج أكثر فائدة للعملاء في العلاج.
المصادر
1- Freud A (1937). The Ego and Mechanism of Defence. Hogarth Press. London.
2- Freud A (1965). Normality and Pathology in Childhood: Assessments of Development. International Universities Press. New York.
3- Jones E (1953-1957). The Life and work of Sigmund Freud. Basic Books. New York
4- Vaillant G (1992). Ego Mechanisms of Defense. American Psychiatric Press. Washington Dc.
واقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية / العصابية Neuroticism