وظائف الأحلام
تزييف الوعي واللاوعي
جلست كثيراً لأتابع برامج تفسير الأحلام على القنوات المختلفة وكنت في البداية لا آخذها على محمل الجد بل أعتبرها نوعاً من التسلية العقلية والترويح الجماهيري، ولكن مع الوقت بدأت أنتبه أن الجمهور يأخذها "بجد فعلاً"! بل ويحددون على أساسها كثيراً من قرارات حياتهم المصيرية في الزواج والطلاق والسفر والعمل وغيرها، وهالني ما أشاهده وأسمعه من حكايات وتفسيرات وجدت أنه يدخل في باب تزييف الوعي أو تشويه الوعي أو تسطيح الوعي أو تخدير الوعي أو كل هذا مجتمعاً من خلال تفسير محتويات الحلم والتي تنتمي غالباً لمنطقة اللاوعي (النفسي والكوني)، وأن ما يحدث ينتمي بمجمله إلى ما نسميه في علم النفس بالتفكير الخرافي الذي لا يستند إلى منهج أو مرجعية؛
وأن مفسري ومزيفي ومشوهي الأحلام في معرض بحثهم عن مرجعية يحاولون إلباس ما يقولونه لباساً دينياً حتى يكتسبوا مصداقية لدى الجمهور الساذج المنبهر المخدوع والمستلب. وتتأكد هذه الملاحظات يوماً بعد يوم مع أصوات المشاهدات الساذجات وهن يلهجن بالدعاء للشيخ (اللاشيخ) لأنه بتفسيره لحلمها جعلها تتزوج فلاناً أو تطلق من علان أو تقبل كذا وترفض كذا! ويستقبل المفسر هذا الثناء والدعاء والإطراء بكلمة شكر مقتضبة وبحس بارد وكأنه يقول لها "هذا أمر مفروغ منه".
وحكاية "الشيخ" هذه تحدث لبساً كثيراً؛ فالجمهور يستقبله على أنه يمثل رأي الدين خاصة وأنه يشيع أنه أحد علماء الأزهر وهذا غير صحيح فقد انتقده وهاجمه كثيرون من العلماء الراسخين وبينوا شطحاته وادعاءاته، وأعلنوا براءة الأزهر مما يقوله خاصة وأن الأزهر ليس به قسم يسمى "قسم تفسير الأحلام".
وهذا الكلام الذي نقوله قد ينطبق بعضه على شخص بعينه وينطبق البعض الآخر على شخص ثان أو ثالث، وهذه حقيقة، فكثيرون هم من يمارسون تزييف وتحريف الوعي من خلال ما يسمونه تفسير الأحلام، وبعضهم حين أدرك خطورة ما يفعله تاب وتراجع، وبعضهم مازال مستمراً مأخوذا ببريق الشهرة والمال.
وقد تقابلت مع أكثر من واحد منهم، بعضهم لم يكمل تعليمه وبعض آخر كان نجاراً أو سبّاكاً أو سائق ميكروباص أو بائعاً متجولاً (مع احترامي الشديد لأصحاب هذه المهن الحقيقيين الشرفاء)، فتمرّد على مهنته ولبس ثوب المشيخة زوراً وبهتاناً وقرأ بعض الكتب الصفراء أو الحمراء أو السوداء، واستثمر قدراته الشخصية على إبهار العامّة والسذج بمعسول الكلام، وهو يحقق القاعدة الشعبية الفاسدة "كذب مساوي ولا صدق مشوبر"، فهو في الحقيقة يتقن كذبه ويعرضه بشكل جذّاب، فإن شئت قلت هو "مسيلمة الجذّاب" في هذا العصر.
الشيخ (اللاشيخ) على الهواء مباشرة
والآن وأدعوك عزيزي القارئ كي تشاركني تفسير الشيخ.... لحلمين من مشاهدة ومشاهد:
الحلم الأول: يا شيخ (الذي هو ليس شيخاً ولم يُتم دراسته كما علمت بعد ذلك)، لقد رأيتني في المنام آكل محشياً فما تفسيرك لهذا الحلم؟. جزاك الله خيراً، وأشكرك على ما فسرت لي من أحلام قبل ذلك ساعدتني على اتخاذ قرارات كثيرة في حياتي. وكانت لهجة المشاهدة تنم عن انبهار بالشيخ قد يصل إلى درجة التقديس.
ورد الشيخ دون أن يأخذ وقتاً للتفكير: المحشي في الحلم شيء سيء والعياذ بالله... وهنا أيقن الشيخ أنه أضفى جواً كئيباً على الحلقة التي يتقاضى عليها مبلغاً فلكياً (بالنسبة له) من إدارة القناة وتذكر أن وظيفته هي إسعاد الناس وليس غمّهم فاستدرك في لمح البصر قائلاً: ولكن مع هذا نحن نفرّق بين نوعين من المحشي؛
فإذا كان محشي كرنب فهو أمر سيء لأن الكلمة فيها حرفين من كلمة كره، أما إذا كان محشي كوسا فهو أمر حسن لأن كوسا فيها ثلاثة حروف من كلمة "كويس"، وهنا ردّت المشاهدة المستلبة في بلاهة: الحمد لله يا شيخ لقد كان محشي كوسا، أطال الله في عمرك وبشرك دائماً بالخير.
الحلم الثاني: يا شيخ... لقد رأيت في منامي أنني أجامع أمي وقمت مفزوعاً من هذا الحلم.. فما تفسيرك أكرمك الله وبارك لنا فيك؟.
وردّ الشيخ (الذي هو ليس شيخاً) قائلاً: الجماع من الجمع، والأم من أم القرى، وهذا معناه أنك ستكون وسط جمع في أم القرى... أبشر أخي الكريم فقد كتب الله لك الحج وستحج. وهنا هلل المشاهد وكبر وكاد عقله أن يطير من هذه البشرى التي ساقها الشيخ إليه، وأيضاً ردّ الشيخ بنظرة باردة على عبارات الشكر والثناء، وكادت الفتاة غير الحسناء ذات الشعر الغجري التي تظهر معه على الشاشة استكمالاً للديكور، كادت أن تأخذه بالحضن من شدة انبهارها بسرعة بديهته وحسن تصرفه في مواجهة هذا الحلم الصعب والغريب.
وربما هي ليست مصادفة أن تظهر فتاة غير حسناء وذات شعر غجري أيضاً مع قارئ نجوم وأفلاك وأبراج يظهر في أحد القنوات حيث تقف تلك الفتاة تتلقى المكالمات في دلال مصطنع بينما ينشغل العالم (الذي هو ليس عالماً) بالبحث في "اللاب توب" الذي أمامه عن حسابات النجوم والأبراج لكي ينطق بعد ذلك بالكلمة الفصل التي تحدد للسائل ماذا يجب عليه أن يفعل!.
هذان نموذجان يتكرران كثيراً على الفضائيات والتي حوت في وقت من الأوقات 14 شخصاً يفسرون الأحلام باسم الدين ويعزون ذلك إلى كتاب ابن سيرين كمرجعية شرعية لهم، فهل ما يفعلونه صحيحاً من الناحية الدينية أو من الناحية النفسية؟.
تفسير الأحلام بين العلم(التجريبي) والدين
هل تفسير الأحلام من اختصاص علماء النفس أو الطب النفسي، أم من اختصاص علماء الدين؟.
وهل كل طبيب نفسي أو معالج نفسي أو عالم دين قادر على تفسير الأحلام؟.
وهل تفسير الأحلام علم يقيني تبنى عليه القرارات والأحكام؟ أم أنه اجتهاد وظن؟.
وهل هناك مرجعية لهذا الأمر كما يعلنون؟ وما هي هذه المرجعية؟.
تنقسم دراسة الأحلام إلى قسمين:
1. دراسة الأحلام كظاهرة فسيولوجية ونفسية تتكرر كل ليلة بشكل منتظم ولها وظائفها الفسيولوجية والنفسية للحفاظ على التوازن الانفعالي والذاكرة والتعلم .. إلخ، وقد اهتم بهذه الناحية علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس ولم يشغلوا أنفسهم كثيراً بمحتوى الأحلام ولا بتفسيرها إلا في نطاق ضيق لأن الأحلام في نظرهم تؤدي وظيفتها حتى وإن لم تفسر وحتى إن لم يتذكرها الشخص على الإطلاق، شأنها شأن الوظائف الفسيولوجية الأخرى مثل التنفس ونبض القلب وحركة الأمعاء، تلك الوظائف التي تعمل بشكل تلقائي ونستفيد منها حتى ولو لم نعلم كأشخاص عاديين كيف تعمل.
2. دراسة محتوى الحلم وتفسيره وفك رموزه. وقد اهتم الإنسان بهذه الناحية منذ فجر التاريخ ومارسها الكهنة والفلاسفة وعلماء الدين وبعض علماء النفس. وفي رأيهم أنه ما دامت هناك مشاهد وأحداث ذات معنى في الأحلام إذن فلابد أن لها فائدة فهي إما نافذة على العالم النفسي الداخلي للإنسان أو نافذة على عالم الغيب الذي لا يدركه الإنسان في يقظته، ومعروف أن الإنسان شغوف بمحاولة الإطلاع على الغيب بنوعيه النفسي والكوني.
وهنا سنناقش النقطة الثانية وهي دراسة تفسير الأحلام، فنسأل أنفسنا: كيف نفسر الأحلام وهي في كثير من الأحيان مليئة بالرموز سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة؟.
والإجابة: بفك رموزها.
فيعود التساؤل مرة أخرى: وهل هناك طريقة معروفة لفك هذه الرموز يستطيع الإنسان أن يطمئن لصحتها؟
في الحقيقة هذه مشكلة.. فحتى الآن لا يوجد اتفاق على مفاتيح لفك رموز الأحلام وبمعنى آخر ليس هناك مفتاح لفك رموز الأحلام أجريت له تقنينات وثبتت صحته وفعاليته وصدقه وثباته، وكل ما قيل في هذا الموضوع هو اجتهادات شخصية متضاربة.
وربما يسأل سائل: ما السبب؟
السبب هو أن لكل شعب ولكل جماعة بل لكل فرد رموزه الخاصة في الحلم فالكلب مثلاً يعتبر عند بعض الشعوب رمزاً للوفاء وعند بعض الشعوب الأخرى رمزاً للعدوان، والثعبان عند بعض الشعوب يعتبر رمزاً للآلهة المقدسة وعند البعض الآخر رمزاً للتسلل الخبيث وعند بعض المفسرين من علماء النفس التحليليين رمزاً لعضو الرجل التناسلي. ولذلك فمن الصعب وضع مفتاح موحد تفسر عليه كل الأحلام... وهذا لا يمنع من وجود بعض الرموز المشتركة بين البشر ولكنها ليست هي الغالبة.
وعندما حاول فرويد أن يضع مفتاحاً عاماً لتفسير الأحلام، اتضح بعد ذلك أنه وضع مفتاحاً شديد الخصوصية وشديد التعميم والتبسيط في ذات الوقت حيث بنى هذا المفتاح على أساس نظريته الجنسية التي لم تثبت طويلاً في كثير من جوانبها أمام التمحيص العلمي وعارضها أقرب تلاميذه (أدلر ويونج). وموجز رأي فرويد أن الأشياء المستطيلة في الحلم ترمز إلى العضو الذكري بينما الأشياء الدائرية أو المجوفة ترمز للعضو الأنثوي، وهذا في المنطق العلمي تبسيط مخل فضلاً عن أنه ليس عليه دليل يؤكده.
وإن كان فرويد فشل في موضوع الرمزية في الأحلام إلا أنه نجح في الحديث عن كيفية عمل الحلم والآليات التي تحدث في الحلم من ترميز وإزاحة وتكثيف وإسقاط ثم مونتاج، كل ذلك لكي يتحول الحلم من رغبات هائمة ومرفوضة إلى أفكار ثم إلى صور متقطعة ثم إلى رواية. ويميل علماء الفسيولوجيا إلى عزو الأحلام إلى تغيرات كيميائية وإلى تأثيرات عضوية خارجية أو داخلية يترجمها المخ إلى أحداث فتدخل في محتوى الحلم.
هذا عن الأحلام ككل، أما النوع الخاص الذي يطلق عليه في المفهوم الديني "الرؤيا" فإن لها شأناً آخر (في رأي المفسرين) حيث وضعت شروط لمفسر هذه الرؤيا، وحاول بعض الناس فصلها عن بقية أنواع الأحلام على الرغم من صعوبة التفرقة بين أنواع الأحلام والرؤى بشكل يقيني.
وقد سئل ابن عبد البر: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب؟!. ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة، فلا يلعب بالنبوة. والجواب: أنه لم يرد أنها نبوة باقية، إنما أراد أنها لما أشبهت النبوة من جهة الإطلاع على بعض الغيب لا ينبغي أن يتكلم فيها بغير علم.
والكلام في هذا المقام مقصود به رؤيا المؤمن التي ورد فيها حديث رسول الله بأنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.. ولذلك فلا بد لمن يفسرها أن يكون عالماً فقيهاً وصالحاً حتى يفهم رموز اللغة الربانية التي تتكون منها الرؤيا. وهذا الأمر ينبغي أن يؤخذ بحذر في الواقع اليومي حيث يعتبر كل شخص رأى شيئاً في منامه أنه رؤيا ويعتبر نفسه في عداد المؤمنين ويتعامل مع الأمر على أنه رسالة ربانية قطعية المعنى وواجبة النفاذ.
ويرى الإمام ابن سيرين أنه لا بد للمعبّر للرؤيا أن يكون حاصلاً على ثلاثة أنواع من العلوم هي:
1. حفظ الأصول: على المعبّر أن يكون حافظاً للأصول الشرعية، عارفاً بالقرآن الكريم والسنة المحمدية وتفسيرها ووجوهها واختلافها وقوتها وضعفها فى الخير والشر حتى يمكن أن يتمكن من الأخذ بالأرجح والأفضل عند تأويل السائل.
2. تأليف الأصول: كما أنه يتوجب على المعبّر أن يكون قادراً على تأليف الأصول في آخر الأمر بعضها مع بعض حتى يمكن أن يستخرج معنى صحيحاً واضحاً، وبذلك يتمكن من إخراج الأضغاث والأماني النفسية وتخاويف الشيطان وأحزانه من الرؤيا.. فإذا كانت الرؤيا كلها من هذا القبيل، فعلى المعبّر أن يتركها، إذ هي ليست برؤيا فلا يجوز أن يقبلها ولا يفسرها.
3. التفحص والدراسة: يجدر أن يقوم المعبّر بالتفحص والتمعن والتثبت من الرؤيا قبل تأويل الرؤيا أو تفسيرها، إذ عليه أن يعرف الرؤيا حق المعرفة، ويستدل عليها من الأصول ومن كلام صاحبها.. كما أن عليه أن يقتدي في تفسيره بالأنبياء والرسل والحكماء، لأن هذا أقرب إلى الحق والصواب.. ومثال ذلك رؤيا فرعون.. سبع بقرات عجاف يأكلهن سبع سمان وتأويل يوسف عليه السلام للسمان بالسنوات الخضر والعجاف بالسنوات الجدب.
ويرى الإمام ابن سيرين أيضاً أنه يتوجب على المعبّر أن يتثبت مما يروى له وألا يتعسف برأيه، وأن لا يأنف من الاعتذار عن تأويلها لعدم معرفته أو لاستشكالها عليه. ولتعبير الرؤيا أصول متبعة عند المعبّرين فإذا كانت الرؤيا مستقيمة فإنه يمكن تأويلها، أما إذا كانت تحمل معنيين فعلى المعبّر أن ينظر إلى المعنى الأقرب للفظ والمعنى.. ثم أنّه على أساس ذلك يعبّر الرؤيا. أما إذا وجد المعبّر أصول الرؤيا صحيحة إلا أن بها حشو ولغو، فإن على المعبّر أن يترك الحشو واللغو ويقصد إلى الصحيح، أما إذا رأى المعبّر أن الرؤيا كلها مختلطة بعضها ببعض ولا تلتئم مع الأصول، علم أنها من الأضغاث التي لا تأويل لها.
ومع كل ما ذكر يبقى موضوع تفسير الأحلام عملاً اجتهادياً ظنيّاً لأنه يتوقف على تقدير المفسر للرموز وعلى اهتماماته وثقافته، ولا توجد مرجعية ثابتة ومؤكدة لتفسير الأحلام، وكتاب ابن سيرين نفسه، وهو عمدة كتب تفسير الأحلام في التراث العربي هناك شكوك حول نسبته كاملاً لابن سيرين فبعض الباحثين يقولون بأن ابن سيرين كتب أجزاءً منه ثم أضيفت عليه أجزاء أخرى في مراحل تاريخية تالية، والبعض الآخر ربما ينكر نسبة لابن سيرين أصلاً، ولذلك نجد في الطبعة التي صدرت عن المكتب الجامعي الحديث بالإسكندرية، وهي طبعة حديثة، مكتوب على الغلاف: تفسير الأحلام المنسوب للإمام محمد بن سيرين المتوفى 110 هجري رحمه الله تعالى.
وحتى لو افترضنا أن الكتاب وضعه ابن سيرين فعلاً فهو لا يخرج عن كونه تأملات وافتراضات واستنتاجات شخصية لابن سيرين ولا يدخل في نطاق العلوم المؤكدة الراسخة, وكون ابن سيرين كان عالما وفقيها في الدين لا يعطي كتابه في تفسير الأحلام قداسة دينية وإنما ينظر له على أنه جهد واجتهاد بشري يقبل الصحة والخطأ.
كما أن الرموز التي بنى عليها ابن سيرين تفسيراته كانت تناسب البيئة التي عاش فيها والمجتمع الذي انتمى إليه، وقد تغيّرت الرموز واستحدث الكثير منها ففي حياتنا الآن التليفون المحمول والقطار والسيارة والطائرة والكومبيوتر والساعة والمطبعة والتليفزيون، وكلها خارج نطاق رمزيات ابن سيرين.
ومع كل هذه الاعتبارات فإن من يقرأ كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين يلمح محاولة هائلة لفك ألغاز الأحلام في هذا الوقت المبكر ويلمح جهداً أصيلاً بذل في هذا الأمر يستحق الاحترام رغم أي اختلاف مع محتواه فهو في النهاية جهد بشري متميز. وأما كلام ابن عبد البر فقد يفتح الباب أمام مدّعي التفسير بأنهم يتعاملون مع تراث نبوي ويعطيهم هذا كهنوتاً خاصاً في أحقيّتهم في التفسير دون غيرهم، وهذا ما ذكره بعضهم بالفعل وبنى عليه قيامه بوظيفة تفسير الأحلام على أساس أنه عمل ديني قطعي وحصري.
وتفسيرات الأحلام التي يقوم بها بعض الأشخاص من منظور ديني لا تعطي أهمية لحياة الشخص صاحب الحلم، وإنما تفترض أشياءً متعلقة بالحلال والحرام والجنة والنار والألوهية والنبوات والملائكة والجن وعوالم الغيب، ولذا فالمفسر لا يهتم بسؤال الشخص عن ظروفه الشخصية وعن أحداث حياته الماضية أو الحاضرة.
وبالنسبة للمعالج النفسي فإنه يهتم بالأحلام أياً كان مصدرها ويعتبر أن تحليلها ودراستها نافذة على دخيلة نفس المريض واهتماماته وارتباطاته وتعلقاته، وهذا يساعده بدرجة كبيرة في النواحي التشخيصية والعلاجية.
وأنا أذكر أنه أثناء ممارستي للعلاج النفسي مع المرضى كنت أواجه بعض المرضى الذين يتسمون بالكتمان الشديد والحذر وهذا يشكل صعوبة في التواصل مع المريض ومعرفة ما بداخله، لذلك كنت أطلب منه أن يحكي لي آخر حلم رآه، أو أهم حلم رآه، ويكون هذا مدخلاً إلى حياته الخاصة دون أن يدري فالشخص يحكي الحلم ولا يخاف أن يؤخذ عليه شيء فهو حلم وليس حقيقة وهو في نفس الوقت يسقط في روايته للحلم أشياء كثيرة لا يمكن أن يصرّح بها في حديثه العادي.
وأيضاً في جلسات العلاج الجمعي حين كان الحديث يصل إلى نقطة مسدودة عند بعض المرضى أو معظمهم كنت أسأل أحدهم أن يروي آخر حلم رآه وأطلب من الآخرين التعليق على الحلم وتفسيره ومن خلال ذلك كان كل واحد يسقط ما بداخله على تفسير الحلم.
وفي حالة قراءة الأحلام (وليس تفسيرها) على هذه الصورة في عملية العلاج النفسي يجب أن تتوفر للمعالج العوامل التالية:
1. الدراسة الوافية لتاريخ حياة المريض.
2. الدراسة الوافية لظروف المريض العائلية.
3. دراسة البيئة التي يعيش فيها المريض وعائلته.
4. الإلمام بالظروف الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة.
5. معرفة الرموز السائدة في البيئة ودلالتها.
6. القدرة على الاستماع الجيد والفهم العميق وربط جزئيات الحلم بعضها ببعض ثم ربطها بظروف حياة المريض للخروج بصورة كلية ذات معنى.
7. القدرة على ربط ما هو غيب نفسي (محتويات العقل الباطن الغائرة والغامضة) بما هو غيب كوني (آفاق الكون الأوسع الذي لا ندركه) دون إلغاء أو استبعاد لأحدهما.
8. القدرة على توصيل رؤيته لمعاني الحلم للمريض ليزيد قدرته على الاستبصار بعالمه الداخلي وباحتياجاته ورغباته وصعوباته، في محاولة للاستفادة من كل هذه الأشياء في عملية التغيير الذي يتم أثناء رحلة العلاج النفسي.
ومع هذا لا نعتبر هذا تفسيراً للأحلام وإنما نفضل أن يسمى هذا تداعيات حول الحلم يقوم بها الشخص صاحب الحلم ويساعده فيها المعالج، وهذه التداعيات تكون وثيقة الصلة بحياة الشخص نفسه وتعطيه فرصة جيدة لقراءة عالمه الداخلي وربطه بعالمه الخارجي فتكتمل رؤيته وتتسع مستويات إدراكه.
وتحتوي الكتب والمراجع الكثير من الاجتهادات لوضع دليل لفك رموز الأحلام، ولكن– كما قلنا- فكلها أشياء ظنية تختلف من بيئة لأخرى ومن ثقافة لأخرى، وأن محاولة تعميمها أو التشبث بأنها يقينية ليس من العلم في شيء .. والشخص حين يكون لديه قدر كاف من العلم والبصيرة يكون هو أكثر الناس قدرة على قراءة أحلامه، لأنه أكثر الناس فهماً لرموزه وظروف حياته.
العلاقة بين الأحلام وبعض الظواهر النفسية الأخرى
1. الحلم والأسطورة:
إن الحوادث والقصص والمسرحيات التي نقرأها لكبار الكتاب ونظن أنهم يكتبونها بوعيهم.. هي في الحقيقة مثل الأحلام.. إشعاع عقولهم الباطنة.. وهي مثل الأحلام قابلة للتداعي حولها وقراءتها بأكثر من طريقة، والاختلاف حولها، وهذا هو سر جمالها كعمل أدبي أو فني..
أسطورة "تيامات" البابلية صورة من هذه الأحلام؛ والأسطورة تقول أنه في سالف العصر والأوان كانت تحكم الدنيا إلهة أنثى اسمها تيامات، وكانت هذه الربة الأنثى تحكم الكون كله بما فيه من ذكور، ولكن الذكور ما لبثوا أن ثاروا على حكمها واختاروا مردوخ قائداً لهم وأعلنوا الحرب عليها، وقبل أن ينصّبوا مردوخ قائداً قاموا باختباره، وتقول الأسطورة أنّهم وضعوا على المائدة ثوباً، وأشاروا إلى مردوخ قائلين:
أتستطيع أن تقول للشيء كن فيكون؟.. أتستطيع أن تفني هذا الثوب بكلمة وتخلقه من العدم بكلمة من شفتيك؟ وتكلم مردوخ: وقال للثوب كن فكان، فرقص الآلهة الصغار فرحاً وقالوا: مردوخ أنت قائدنا، اذهب فحارب الإلهة تيامات.
وذهب مردوخ ليحارب الإلهة تيامات وبعد صراع دموي طويل انتصر عليها وقتلها وأصبح الإله الواحد الذي يحكم الكون كله بما فيه من إناث.
وهذه الأسطورة توضح الصراع الخفي والحسد الخفي بين الرجل والمرأة، حيث أن المرأة تحمل وتلد وتزوّد الحياة بالذرية، أمّا الرجل فلا يستطيع ذلك، ولهذا فإن الآلهة الصغار (كما تحكي الأسطورة) أرادوا أن يختبروا قدرة مردوخ على الخلق.
2. الأحلام والتفكير:
حين كنت طالباً في الثانوية العامة كنت أجلس لحل المسائل الرياضية قرب منتصف الليل، وكنت أجد صعوبة (ومازلت) في التعامل مع هذه المادة ومع الأرقام عموماً.. وفي أحد الليالي جلست أفكر في حل مسألة حوالي ساعة كاملة ولم أستطع حلّها لأنني توقفت عند نقطة معينة ولم أعرف كيف أتخطّاها. ولما كان الإجهاد قد بلغ مني مبلغه قمت لأنام.. ولشدة دهشتي قمت في الصباح وتذكرت أنني كنت أحلم بحل المسألة التي فشلت في حلّها وأنني قد نجحت في تخطي النقطة التي توقفت عندها بافتراض بسيط لم يخطر ببالي حين كنت متيقظاً، وفعلاً قمت أجرّب هذا الافتراض وتمّ حل المسألة. عندما رويت هذا الحلم لبعض أصدقائي وجدت أنهم قد مروا بتجارب مماثلة بصورة أو بأخرى.
إذن، فالحلم ليس فقط إثارة لذكريات قديمة أو إيقاظاً لرغبات مكبوتة أو استجابة لمثيرات حسية (خارجية أو داخلية) وإنما هو -أحياناً- عملية تفكير إيجابي، وإعادة ترتيب للمعلومات والأفكار وحل المشكلات.
3. الأحلام والبصيرة:
طبيب شاب عمره 24 سنة يعيش حياة خاملة عادية، يذهب إلى المستشفى بحكم العادة، ويعالج المرضى بمقتضى الروتين، يعود في فتور إلى البيت حيث يجد أمه- وأمه تتولى كل أموره، وترتب له حياته ومواعيده وتختار له أصدقاءه، أحياناً يثور ولكن ثورته تنتهي باعتذار وقبلة على جبين أمه وإحساس بالندم، ثم تعود الحياة لتتكرر فاترة يوماً بعد يوم. وفي إحدى الليالي يحلم بهذا الحلم الغريب:
إنه واقف يتفرج على تمثال من الرخام وإلى جواره امرأة في يدها إزميل تنحت من الرخام تمثالاً لرجل ولكن الرجل الرخام ما كاد يستوي كاملاً حتى تدب فيه الحياة فيتحرك في ثورة إلى المرأة التي نحتته فيقتلها، ثم يستدير إلى الطبيب ويجري خلفه، يهرب الطبيب مذعوراً ويطارده التمثال ثم يشتبك الاثنان في صراع مميت وتخطر للطبيب فكرة أنه إذا استطاع أن يجرجر ذلك الوحش إلى الداخل حيث تجلس أمه فقد تستطيع أن تساعده، وهو يجري فعلاً ويدخل غرفة الأم، ولكن الشيء الذي يدهشه أن أمه تنظر إليه بلا مبالاة وتكاد لا تلحظ وجوده وتنصرف إلى ثرثرتها مع ضيوفها، ويهمس الطبيب في نفسه: "هكذا كنت أقول دائماً لا أحد يهمه أمري، لا أحد يمكن أن أعتمد عليه سوى نفسي" ويبتسم في راحة ويستيقظ من النوم.
الحلم صورة مشروحة بالصور للمشكلة؛ إن الطبيب يشعر في أعماقه أنه "ممسوخ" إلى هيئة تمثال رخام وأنه ميّت لا يشعر ولا يعيش، وأن أمه هي التي نحتت منه هذه الصورة المتحركة التي يراها الناس، وهو في نفس الوقت يكره أن يكون صنيعة أمه وأن يكون ملك يمينها، ويعبّر عن هذه الكراهية في الحلم بثورة التمثال على صانعه وقتله، ولكن الصراع في الحقيقة ليس بينه وبين أمه بقدر ما هو بينه وبين نفسه إنه منقسم في الحلم إلى صورتي: التمثال والمتفرج، وهو يشتبك مع نفسه في النهاية.. مع نفسه الثائرة الساخطة!.
إن الطبيب لم يكن يعلم في يقظته أنه صنيعة أمه إلى هذه الدرجة، إلى درجة أنه تمثالها الحجري، هذا اكتشاف اكتشفه العقل الباطن.
4. الأحلام والمعتقدات الدينية:
بعث أحد القراء بهذه الرؤيا لجريدة (المسلمون) عدد 258 لعام1410 هجري يقول فيها:
"رأيت كأني أهوي من مكان عالٍ، فجأة وقبل أن أسقط على الأرض امتدت إلى يد كبيرة هي يد أبينا آدم، التقطتني ثم وضعتني فوق زهرة عبّاد الشمس، وإذا بي أشاهد كأن الملائكة حول آدم يقرأون آيات من القرآن لم أعيها.. فما تفسير ذلك؟".
ويفسّر له الشيخ محمود الحنفي (من علماء الأزهر) هذه الرؤيا كالتالي:
"أخي الرائي: أنت بخير، وسيجري الله سبحانه وتعالى على يديك من العلم والهدى ما يسرّ به خاطرك، سيمحو الله بك شراً مستطيراً، وتسلك سلوكاً طيباً يجعل سيرتك حسنة بين الناس، وهذا يدل على صفاء نفسك وشفافية جوارحك.
رؤياك تدل على أنك ممن يهتمون بأمور الإسلام والمسلمين ممن يحملون على أكتافهم هموم المسلمين، فكن كثير الدعاء برفع الغمة والكرب عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وإبعاد الفتن عنهم.
رؤيا آدم عليه السلام دليل خير كما يقول محمد بن سيرين: ربما دلّت رؤيا آدم عليه السلام على عابر الرؤيا لأنه أول من رأى المنام في الدنيا، وعلم عبارتها، وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالأحباب، وربما دلت رؤيته على كثرة النسل، وتدل رؤيته على السهو والنسيان.
ورؤيا الملائكة تدل على شهادة يرزقها الله سبحانه وتعالى، ونزول الملائكة في موضع معين، إذا كان أهل المكان في حرب تم نصرهم، وإن كانوا في كرب فُرّج عنهم. ومن خلال هذه الرؤيا سيكون لك اتجاه إصلاحي كبير، فحاول أن تثقف نفسك بالمعرفة والطاعة والعبادة، وعليك بصلاة الليل".
الحلم المتكرر
هناك بعض الناس يشكون من تكرار حلم معين في أوقات كثيرة، وغالباً ما يسبب هذا الحلم نوعاً من الضيق لصاحبه لأنه في كثير من الأحيان يكون معبراً عن مخاوف أو صعوبات معينة.
ولنضرب أمثلة لبعض هذه الأحلام المتكررة:
"شاب طموح في الثالثة والثلاثين من عمره كان يعاوده حلم مخيف حيث يرى نفسه في مكان شاهق في أعلى جبل أو في قمة برج، وأن الجبل أو البرج أو المكان الشاهق (أحيانا السلم المرتفع جداً) يهتز به وهو في حالة فزع شديد خوفاً من السقوط، ثم يستيقظ وهو يصرخ".
وبمعرفة ظروف هذا الشاب وجد أنه يشغل مركزاً وظيفياً مرموقاً (وهو بعد صغير السن) ولكن هذا المركز غير ثابت حيث أن هناك تهديد مستمر بإقالته منه وإحلال أحد زملائه مكانه. والحلم يعبّر عن هذا الخوف الدائم تعبيراً رمزياً، وهو يتكرر لأن الخطر الواقعي مازال قائماً والصراع من أجل البقاء في الوظيفة المرموقة (العالية) مازال مستمراً.
مثال آخر:
"موظف يبلغ من العمر40عاماً كان دائماً يرى في نومه كلباً يجري وراءه يحاول أن يعضه وهو يجري منه ولكن قدماه ثقيلتان لا تسعفانه في الجري ويكاد الكلب أن يلحق به". وبدراسة ظروف هذا الموظف وجد أنه يعمل بأحد الدواوين وله زميل خبيث يدبر له المكائد عند رئيسه في العمل ويسبب له أضراراً متلاحقة، وهو لا يجد حلاً لهذه المشكلة، فلا هو يستطيع أن يترك هذا العمل أو أن ينتقل إلى مكان آخر، ولا يستطيع مواجهة هذا الزميل الماكر المخادع.
مثال آخر:
"فتى مراهق كان يحلم دائماً بأنه يمشي مع أبيه وأمه، وفجأة وجدهما قد ابتعدا عنه وهو في مكان خال وموحش وهو يحاول أن يجري ليلحق بهما ولكنه لا يستطيع، فخطواته بطيئة كأنه مقيد القدمين، ويحاول أن يصرخ لكي يسمعاه فلا يستطيع النطق ومع هذا الموقف يشعر بخوف شديد وعجز أشد". وقد وجد أن هذا الفتى المراهق كان كثير الاعتماد على أبويه وأنه لم يكن يستطيع أن يفعل أي شيء إلا بمساعدتهما وهو دائماً يخشى الابتعاد عنهما ويحس بالعجز الشديد بدونهما.
ومن الأحلام الشائعة وقوع الأسنان وفقدها، والأسنان (في بعض الآراء) ترمز إلى النضج والاكتمال وفقدانها يرمز إلى الرغبة في العودة إلى الطفولة الأولى للتحرر من مسؤوليات النضوج، ويعني هذا الحلم أن الإنسان يعاني في حياته من شدائد لا يقوى أو يرغب في مواجهتها ويميل إلى الهروب بالارتداد إلى الطفولة، هذا الارتداد لا يمكن في الواقع لكنه يحدث في الحلم بأسلوب الرموز. وفي رأي مفسرين آخرين قد ترمز الأسنان لوسيلة "كسب العيش"، وأن الشخص الذي يحلم بسقوط أسنانه يخشى على مصدر رزقه من الضياع.
وحلم آخر؛ وهو المشي في العراء والإنسان حافي القدمين وهو يرمز أيضاً إلى الرغبة في الارتداد إلى مرحلة الطفولة حين كان اللعب الحر ممكناً دون قيود أو مسؤولية، وقد يرمز من ناحية أخرى إلى الضياع في فضاء غير محدد وإلى فقدان الإنسان معالم الطريق.
إذن، فالأحلام المتكررة السابقة تمثل صراعاً قائماً لم يجد حلاً أو يمثل رغبة ملحة لم تشبع أو خوفاً أو تهديداً مستمراً للشخص. ومن هنا تأتي أهمية الحلم المتكرر بالنسبة للطبيب النفسي فهو يعطي دلالة على إحدى سمات الشخص من خلال مخاوفه أو صراعاته أو رغباته، وأن تكرار الحلم يعني أن هذه الأشياء تبحث عن حل ولا تجده، ولذلك فلا بد من مناقشتها مع هذا الشخص وفك رموزها ومقابلتها بالواقع حتى يكون الشخص على بصيرة بها.
وهكذا نرى كيف أن موضوع الأحلام من الموضوعات الشائكة والتي تحتاج للاقتراب منها الكثير من الوعي والحذر والأمانة، وتحتاج لقراءة واقع الشخص من خلال مقابلة شخصية مباشرة للسؤال والاستفسار، كما تحتاج لقراءة البيئة التي يحيا فيها الشخص بلغاتها ورموزها وصراعاتها، وتحتاج لمعرفة قوية باللغة الدينية ورموزها ومدلولاتها، والمعتقدات الدينية السائدة مجتمع الرائي والثقافات السائدة حوله أو المؤثرة فيه. وأي قراءة أو تفسير للحلم يسقط بعداً من هذه الأبعاد سوف يكون ناقصاً أو مشوهاً أو مغلوطاً.
ومع كل هذا علينا أن نعترف أن التعامل مع الحلم مثل التعامل مع نص أدبي أو فني نقوم بقراءته نقدياً، والقراءة النقدية قد تقترب أو تبتعد من النص الأصلي وقد تنتقص منه أو تضيف إليه، ولكنها في النهاية ليست هي النص الأصلي وليست معلومات مؤكدة وموحدة بل يبقى النص الأصلي يحتمل الكثير من القراءات والتأويلات والتداعيات.
وهذا ربما يجعل تفسير الأحلام أقرب إلى الفن المنضبط ببعض القواعد العلمية، أو العلم المرتكز على بعض القواعد الدينية والفنية والثقافية والفلسفية والأدبية، وربما هذا الغموض هو الذي جعل تفسير الأحلام يقع في أيدي الكثير من المدّعين والمشعوذين ومزيفي الوعي واللاوعي.
اقرأ أيضاً:
جغرافية الجسد... بين الفورسيزونيين والدويقيين / السنة والشيعة.. فتنة السياسة أم فتنة العقيدة؟ / الفلوس والنفوس : الحالة النفسية للمتعاملين في البورصة