لعل أحد أشهر الآثار الجانبية لعقاقير تحفيز السيروتونين هو تأخيرها للإرجاز أثناء العملية الجنسية، وقد بيع عقار الم.ا.س أو الكلوميبرامين من فوق نضد الصيدليات (Over The Counter (OTC في العديد من بلدان العالم ليستخدم في إطالة مدة الجماع، وهذا ما ورثته عقاقير الم.ا.س.ا بل وتضخم هذا الاستخدام غير المرخص به طبيا وغير المعتمد بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة حتى أصبحت في بلد كمصر حيث لا رقابة تقريبا على ما يباع من فوق النضد تفاجأ بمطويات توزع في الصيدليات عن الطريقة المثلى للسعادة الزوجية، تعرض من جهة عقار السيلدنافيل التي تنتجه شركة ما ومن الجهة الأخرى أحد عقاقير الم.ا.س.ا الذي تنتجه نفس الشركة... ورغم الابتذال الرخيص لطريقة الإعلان إلا أن مردود المبيعات المتعاظمة كان كفيلا بأن لا يستجاب لاستنكار وزارة الصحة وأن تكرر شركات أخرى نفس الفعل، ....
الناقلات العصبية المتأثرة | SSRI عقار م.ا.س.ا |
سيروتونين 5-هت | Citalopram سيتالوبرام |
سيروتونين 5-هت | Escitalopram إيسيتالوبرام |
سيروتونين 5-هت ونورأدرينالين ن.ا ودوبامين د | Fluoxetine فلوكسيتين |
سيروتونين 5-هت | Fluvoxamine فلوفوكسامين |
سيروتونين 5-هت ونورأدرينالين ن.ا وأستيل كولين | Paroxetine باروكستين |
سيروتونين 5-هت ونورأدرينالين ن.ا ودوبامين د | Sertraline سيرترالين |
الدراسة بشكل موضوعي حال بيننا وبين القيام بها، وكنا لا نستطيع الاعتماد على روايات المرضى دون تعريض نتائجنا إلى أشد الانتقادات لكن إجابات المرضى عن معدل الاحتلام بعد استخدام الم.ا.س.ا مقارنة بقبله، تراوحت بين من قل جدا أو انعدم احتلامه إلى من لم يستطع استشعار الفرق!.... كذلك اختلفت روايات المرضى الذين أوقفوا علاجهم بعد التحسن الكامل ومدة الاستخدام الوقائي للم.ا.س.ا فيما يتعلق بتأثير إيقاف العقار على معدلات الاحتلام فمنهم من اشتكى من زيادة انعكاسية Rebound Increase في معدل الاحتلام ومنهم من لم يلحظ إلا العودة لمعدل احتلامه السابق.
هل الاحتلام من الشيطان؟
يختلف الفقهاء في نسبة الاحتلام إلى الشيطان فبعضهم ينسبه للشيطان وبعضهم يراه أمرا طبيعيا لا علاقة له بالشيطان وليس لاختلاف الفقهاء أي أثر في حق الناس، وليس هناك دليل صحيح صريح يؤيد قول أحدهم، والاحتلام يحصل من جميع الناس الصالح والطالح، ومن يحتلم هو شخص طبيعي ليس بسيئ، وقد وقع الاحتلام لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسألوه عن أحكامه، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم لام أحداً لاحتلامه أو وصفه بأنه شخص تسلط عليه الشيطان، وإن كان هذا لا ينفي إمكانية أن يكون للشيطان دورا خاصة وأن له دورا في الأحلام فيما عدا الرؤيا الصالحة ففي حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنْ الشَّيْطَانِ) رواه البخاري (رقم/3292) ومسلم (رقم/2261)، وقال العلماء فلما كان الاحتلام من الشيطان، والنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الشيطان، كان الاحتلام غير جائز في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وهناك حديث عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال:"ما احتلم نبي قط إنما الاحتلام من الشيطان" رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/225) والأوسط (8/91) واللفظ له، وابن عدي في الكامل (3/92)، ورغم تشابهه مع الحديث الصحيح "ما تثاءب نبي قط إنما التثاؤب من الشيطان" صدق صلى الله عليه وسلم، إلا أن كثيرين ضعفوا حديث الاحتلام وخير ما قيل في الأمر أن (عدم الاحتلام من خصائص النبي –صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا نظر حتى يثبت به الأثر، ولا يلزم أن يكون المني من تلاعب الشيطان، بل هو فيض زيادة المني يخرج في وقته، ينظر: شرح مسلم للنووي (3/199)، والله أعلى وأعلم)، ولما كنا قد دحضنا نظرية كون الاحتلام ناتجا عن فيض زيادة المني كما بينا في مقالنا: الاحتلام خبرة النائم الجنسية بين العلم والدين فإن من المفيد إعادة النظر في تضعيف هذا الحديث في ضوء معطيات العلم الحديث التي تثبت تأثيرا لعقاقير علاج الوسواس القهري على الاحتلام.
ومرة أخرى نجد أنفسنا مدفوعين إلى التساؤل عما يعنيه ارتباط عقاقير علاج الوسواس القهري (المنسوب إلى الشيطان في الحديث الشريف) بآثار جانبية تتعلق بوظائف وخبرات إنسانية تأتي نسبتها إلى الشيطان أيضًا في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وفي الأثر؟ وقد ذكرنا من هذه الآثار الجانبية التثاؤب والتمطع في مقالنا التثاؤب اللامرتبط بالنعاس وعقاقير الوسواس ووعدنا في آخره بمقال عن علاقة عقاقير الم.ا.س.ا بالإرجاز وبالاحتلام... وما يزال التساؤل فعلا يحيرنا ولعلنا يوما نجد الإجابة عليه.
المراجع :
1- Keltner, N.L.; McAfee, K.M.; Taylor, C.L. (2002): Mechanisms and treatments of SSRI-induced sexual dysfunction. Perspect. Psychiatr. Care 2002, 38, 111-116.
2- Hirshkowitz M, Schmidt MH. (2005): Sleep-related erections: clinical perspectives and neural mechanisms. Sleep Med Rev. 2005;9(4):311-329.
3- Miner MM, Seftel AD. (2007): Centrally acting mechanisms for the treatment of male sexual dysfunction. Urol Clin North Am. 2007;34(4):483-496, v.
4- Schatzberg AF, Nemeroff CB. eds. (2009): The American Psychiatric Publishing textbook of psychopharmacology. 4th ed. Arlington, VA: American Psychiatric Publishing, Inc.; 2009.
واقرأ أيضًا:
الم.ا.س والم.ا.س.ا وتأخير القذف/ تثبيط الإرجاز في الذكور مشاركتان/ الم.ا.س.ا لسرعة القذف هل هي علاج؟