مفهوم الشعوذة برأيي هي ممارسات غير علمية تبدو أنها تهدف لخدمة الإنسان في صحته وسعادته وعلاقاته، وهذه الممارسات لا يعلن عنها على أنها شعوذة، فأحياناً تسمى علاج بالطب العربي، وأحياناً أخرى تعطى طابعا دينيا، وقد تعطى طابع الطاقة الأسيوي، وهناك الشعوذة عبر شاشات التلفزة وأخرى مباشرة مع الأفراد. والإنسان الحائر الذي يعاني يجيب دائماً أن الغريق يتعلق بقشة، تعبيراً عن أنه لا يوجد وسيلة أفضل من القشة، مع أن الأمر في معظم الحالات يكون هناك وسيلة علمية، وقد لا تكون مضمونه إلا أنها قائمة. فئة كبيرة من المشعوذين لديهم إجابة جاهزة بأن هناك عمل أو سحر معمول ولابد من فكه، أو اقرأ المزيد
شئنا أم أبينا فإن الأرض تدور، وقوانين الدوران تفرض إرادتها على الموجودات فوق التراب، وخلاصتها أن كل شيءٍ يتقدم ولا يوجد مَن يتأخر لأن تيار الصيرورة الكونية يطرد الشوائب والمتعثرات من مجراه ويمضي في تدفقه المطلق الوثاب. فالقول بالتأخر والتخلف بحاجة لإعادة نظر لأن المعنى الكامن في المصطلحين هو الموت والفناء والاندحار في متاهات الغياب. فالمتأخر والمتخلف مرفوض ولا مكان له في تيار الحياة الصاخب الأمواج والمتجدد الاتجاهات المتفاعلة للوصول إلى المَصب. فمجتمعاتنا تتقدم وسمّي تقدمها ما شئت، فهي مجبرة على الخطو للأمام ومرهونة بالحركة الجاذبة والدافعة لها لكي تكون اقرأ المزيد
الأمة مؤلفة من 22 دولة، وطن، ولاية، بلد، قُطر، أو ما شئت من التسميات والتوصيفات، ولا يعني أن أربعة أقطار منها تعاني ما تعانيه من الصراعات أن الأمة ليست بخير. أقلام الضلال والبهتان تسعى لإشاعة ما هو سلبي وانكساري ونكسوي في وعي الأجيال المتواكبة، وتعمل على إقناعها بأن كبوة العراق وليبيا واليمن وسوريا مؤشر على أن الأمة تنحدر إلى قيعان أسفل سافلين. فالأمة قوية ثرية مضيئة راسخة باقية وتكون!! انظروا إلى دول الأمة في مشرقها ومغربها ستجدون أمثلة إيجابية على قدراتها في التعبير عن إرادتها، فدول المغرب تتوثب وتعاصر، اقرأ المزيد
التحوّل إلى هدف سهل للآخرين آلية سلوكية تعصف بواقعنا منذ أكثر من قرن، ولا تزال في ذروتها التعبيرية للتحوّل إلى هدف!! أنظمة حكمنا، أحزابنا، فئاتنا، طوائفنا، مسمياتنا بأنواعها تسعى لتكون هدفاً للآخرين في الداخل أو الخارج. أهداف لقِوى محلية أو إقليمية أو عالمية، فنحن نجيد مهارات التحول إلى هدف، ووضعنا أنفسنا اجيالاً بعد أجيال في هذه الدائرة المفرغة التي ندور فيها ولا نتعب. لنتأمل أي بلد من بلداننا وسيبدو لنا واضحاً كيف سعى إلى أن يكون هدفاً للآخرين، وأقربها إلينا العراق وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من بلداننا التي تسير وفقاً لآليات التحوّل إلى هدف!! اقرأ المزيد
سكرة الموت: غمرته وشدته. سكرة الكرسي كسكرة الموت ولا فرق بينهما في مجتمعاتنا, فالجالس على الكرسي لا يفصله عنه غير الموت, فما إن يجلس الشخص على الكرسي حتى يلتصق به ويُحوِّله إلى تابوت ينتهي فيه. وسكرة الكرسي تتمثل بما يأتي به من مغريات ومراسيم واهيات تجعل الشخص يتوهم بأنه ليس من البشر, وهذه تساهم بإطلاق نوازع النفس الأمّارة بالسوء والبغضاء, وتُبَلِّد الرأس وتعمي البصيرة وتجعل الشخص مأسوراً بالتصورات الهذيانية والتفاعلات العدوانية مع الآخرين من حوله فيتعفن في مكانه وتأكله آفات الأيام وهو كالمنوّم المخمور بالبهتان. اقرأ المزيد
السبب الجوهري لذهاب الأندلس وسقوطها هو التناحر الدامي بين أهلها في ممالك ودويلات محقت بعضها البعض، فجاءها المفترس الذي يتربص بها فأنهى وجودها بالكامل. وقد استمر ذلك التفاعل التآكلي لبضعة قرون، ولم يتحقق الانهيار في ليلة وضحاها، وإنما تواصل حتى بلغ ذروته بسقوط غرناطة في 1492. وما يحصل في بلاد العرب والمسلمين يجري على ذات المنوال الأندلسي، مما يعني أن الأحوال ستنتهي بهم إلى لقمة سائغة بأفواه المفترسين وهم كُثرُ. اقرأ المزيد
الحسين بن علي (ع) وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وبنت الرسول الكريم (ص), أخوه الحسن (ع) ريحانة جده وثاني أئمة المسلمين الذي آثر حقنَ دمائهم ووحدة الدين على غيره من الرغبات والطموحات. الحسين الوضَّاء الطلعة، الزكي النفس والقلب, الطهور العريق النسب والأصول, تربى في كنف الرسول لمدة تسعة أعوام, وتوفت أمه وهو في العاشرة أو أقل من ذلك بقليل. وتوفى أبوه وهو في السادسة والثلاثين. وتوفى أخوه الحسن (ع) وهو في السادسة والأربعين. واستشهد وعمره يناهز السابعة والخمسين. وتولى الإمامة ما يقرب من أحد عشر عام. اقرأ المزيد
لكل زمان مبوقون ومعوقون، وتلك سنة الحياة وموازينها الفاعلة فيها منذ الأزل. فالضد يُظهِر حسنه أو قبحه الضد!! ولكل كرسيٍ مبوّق ومعوّق، فهناك جنود خير وجنود شرّ، ولهذه الجحافل ينتمي أصناف البشر بمسمياتهم وعناوينهم ودرجاتهم المعرفية. والتاريخ يحدثنا أن للكراسي فقهاء مبوّقون ومعوّقون، وينتصر المبوّقون على المعوّقين مادام الكرسي يتمتع بالقوة والسلطان، لكن المبوّقين يذهبون هباءً مع الكراسي التي تغيب وتغرق في بحار المظالم والمآثم والخطايا. ولا جديد في أمر تجاذب وتنافر بعض أقطاب الحياة مع الكراسي، فالمست اقرأ المزيد
التدمير الأفظع الذي يتعرض له الوجود العربي هو استهداف البنية العقلية التحتية للأجيال، وتحريرها من معين القوة والاقتدار والقابلية على الوقوف بوجه الأخطار. ولهذا تتعرض اللغة لهجمة عدوانية فتاكة، وكذلك التاريخ والدين، وبموجب هذا التواصل العداني الاقتلاعي لأسس الصيرورة العزيزة تتهاوى قلاع العرب ومعالم وجودهم الأصيل. والأفدح من ذلك أن أبناء الأمة هم الذين يقومون بدور الانقضاض على البُنى التحتية الفكرية والثقافية والقيمية والأخلاقية للأمة. اقرأ المزيد
ما أن زال غبار ما جرى في حرب الأيام الستة قبل نصف قرنٍ وثلاثة أعوام حتى طغت على الأسماع كلمة "نكسة" وصار المفكرون والمثقفون والإعلاميون والكتاب والشعراء وأصحاب الثقافة والقلم يتحدثون عن "النكسة"!! وكأن الأمم لم تخسر معارك ولم تنهزم في حروب إلا العرب، فهل قالت ألمانيا أنها أصيبت بنكسة بعد الحرب العالمية الثانية؟ وهل ذكرت ذلك فرنسا أو بريطانيا؟ لا توجد مثل هذه المسميات في مجتمعات الدنيا، لكنها منتشرة في مجتمعاتنا ويُهلِّل لها الكتاب والمثقفون والمفكرون ويأنسون بها، ولا تزال عقولنا وإبداعاتنا تتحدث عن "النكسة" بل اقرأ المزيد