علاقات قويّة كانت تربط بين الطائفة الدرزية في فلسطين وبين الجماعات اليهودية- ليس الكل- وازدادت تباعاً منذ قيام الدولة الإسرائيلية في العام 1948، ربما بلغت ذروتها إبان حياة الزعيم الروحي للطائفة "أمين طريف" الذي أعطى ولاءً بلا حدود للدولة الوليدة، التي اعتمدت في سبيل التحقق منه، من خلال وسائل متعددة، وأهمها تقديم الأموال والصعود بالطائفة، ووعدها بمناصب سياسية واقتصادية في الدولة، والتي ساعدت في اجتذاب تعاطفها وكسب ولاءها لها على نحوٍ متقدّم، وإيهامها بأنها أقرب إلى اليهودية من القومية العربية المتلاشية، والتي ترسخت لديهم بشدّة أكثر، حينما تم إحياء هذه المزاعم من خلال نائب الكنيست الدرزي "أيوب قرّا" – عضو في حزب الليكود، اقرأ المزيد
كانت السعادة تغمرنا كمزارعين في قطاع غزة، عند حلول عام المتدينين "الحريديم" اليهود (عام الحرام، أو عام تبوير الأرض)، والذي يأتي على رأس ستّة أعوام عبرية، حيث تحظُر معتقداتهم الدينية، زراعة أو قِطاف أو أكل ثمار الأراضي التي يمتلكوها، وأن عليهم – كشرط ديني- ابتياع ما يحتاجونه من غير اليهود، بغية توفير احتياجات إسرائيل اليومية من الزراعات الموسمية، ولهذا فإنهم يتّجهون إلى المنتوجات الزراعية الفلسطينية، وبدون أيّة شروط أو مقاييس أو معايير خاصة، على أن هذا التوجّه لا يقتصر على هذا العام فقط. اقرأ المزيد
لم تكن الهجمة الإسرائيلية الأخطر، ضد مدينة القدس (مواطنين وممتلكات ومقدسات)، قد حصلت هكذا أو من تلقاء نفسها، بل هي مؤسسة على قواعد وأركان مُحكمة، والتي ترتكز على مجموعة الأفكار والمعتقدات والنزعات الدينية المتنامية باتجاه ضرورة إعادة بناء الهيكل المزعوم، وجاء تسريعها في ضوء النتائج القاسية لمجموعة التراخيات العربيّة والإسلامية البائنة بشأن عقيدتها الوطنية والدينية، فعلاوة على مواقفها الضعيفة والمُخزية غالباً بشأن القدس وسواءً سياسةً وماليّة، فإن هناك جهات من بينها تدعم بقصدٍ ولأغراضٍ أخرى، باتجاه إتمام السيطرة الإسرائيلية عليها كعاصمة موحّدةٍ لها، وكأن كل دعم عربيٍ نظنّه غادر وربما من المنشأ إلى الجيوب الإسرائيلية. اقرأ المزيد
كلما تذكّرنا سقوط جدار برلين نتذكّر بناء جدار العار الإسرائيلي في فلسطين. هذان الجداران كانا من الأحداث البارزة في حقبة التاريخ الراهن: سقوط جدار الفصل الأيديولوجي عام 1989 في برلين قابله قيام جدار الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية عام 2002. ولكن شتان ما بين هذين الجدارين. كانت برلين مدينة مقسومة على ذاتها رغماً عنها وجرّاء اتفاق دولي انتهت إليه الحرب الثانية وأقرّته الحرب الباردة بين المعسكرين السابقين، الشرقي والغربي. اقرأ المزيد
علا الضجيج الإسرائيلي، وارتفع صوت صراخهم، بالشكوى والسؤال، والعويل والأنين، والبكاء والنواح، وجأروا عبر مختلف وسائل الإعلام بعالي صوتهم، وصريح كلماتهم، مطالبين المجتمع الدولي بسرعة التحرك لنصرتهم وحمايتهم، وضرورة مساعدتهم والوقوف معهم، وعدم التخلي عنهم في محنتهم، وبوجوب التنديد بالممارسات الفلسطينية الأخيرة في مدينة القدس، وبمحاولات المواطنين الفلسطينيين دهس مستوطنيهم وقتلهم، والاعتداء عليهم وتخويفهم، وبث الرعب فيهم ونشر الذعر بينهم. فقد استحالت حياة الإسرائيليين خوفاً في القدس اقرأ المزيد
لم يكن من المتوقع أن تحصل هجمات تفجيريّة ضد قيادات فتحاوية داخل قطاع غزة، وبهذا الكم والشكل، وفي هذا التوقيت بالذات، والتي بدت وللمرة الأولى كسابقة، منذ وقوع أحداث عام 2007، حيث كانت آخر مرة وقعت فيها حوادث مماثلة خلال الاشتباكات التي اندلعت في ذلك الوقت، والتي أساءت للفلسطينيين ككل قبل حركة فتح نفسها، بما في ذلك حركة حماس التي أصابها بعضاً من العذاب، كونها شكلت حرجاً أكثر، على الرغم من تسليمها مقاليد السلطة لحكومة التوافق التي تم تشكيلها أوائل يونيو/حزيران الماضي، على الرغم من إصدارها بياناً رسمياً أعلنت فيه عن استنكارها للتفجيرات، ووصفتها بالإجراميّة، ودعت للتحقيق وملاحقة المتطورين وتقديمهم للعدالة، وطالبت القوى والفصا. اقرأ المزيد
هذه الدعوة لإخلاء شمال سيناء من السكان، التي انطلقت في كل أجهزة الإعلام في نفسٍ واحد، بعد دقائق معدودة من الجريمة الإرهابية البشعة "المتكررة" هناك، والتي أدت إلى استشهاد 30 من جنودنا، هي دعوة خطيرة ومرفوضة. (1) فهي أساساً مشروعاً صهيونياً قديماً، طلبته (إسرائيل) وأمريكا من الإدارات المصرية المتعاقبة منذ عدة سنوات، وأجمعت جميعها على رفضه. وخلاصة المشروع هو أن يتم إنشاء منطقة عازلة أو حزام أمني بعرض من 5 إلى 10 كيلومترات بموازاة الحدود الدولية بين مصر و(إسرائيل)، وعلى الأخص بين مصر وقطاع غزة. على أن يُحظر على المدنيين التواجد فيها، وتقتصر على القوات المصرية بالإضافة إلى قوات MFO؛ وهي القوات الأجنبية الموجودة في سيناء لمراقبتنا والتي تخضع للإدارة الأمريكية وليس لهيئة الأمم المتحدة، وآخر مدير لها كان هو السفير (ديفيد ساترفيلد) الذي تولى منصب القائم بأعمال السفارة الأمريكية بعد (آن باترسون). اقرأ المزيد
لم يعد الأمن وحده هو الهاجس الأول الذي يُقلق الإسرائيليين ويقض مضاجعهم، ويُخيف قادة المشروع الصهيوني وأربابه ويُربكهم، وإن كان هو العنوان المطروح دوماً، والحاضر أبداً، والأكثر حضوراً في كل المراحل، والأكثر حاجةً وإلحاحاً لدى المستوطنين والمسئولين. فهو الشعار المعلن، والذريعة المرفوعة دائماً لتبرير أي سلوك، وتفسير أي اعتداء، وهو الوسيلة المقبولة للحصول على السلاح والمساعدات، وتأمين المعونات العسكرية والأمنية، وضمان التأييد السياسي والحماية الدولية، وقد كان العامل الأهم في جلب المستوطنين والمهاجرين الجُدد إلى فلسطين المحتلة، طلباً للأمان، وسعياً وراء رفاهية العيش واستقرار الحياة. اقرأ المزيد
لا يكفي بعد!!.... لا يكفي بعد، عبارة أعتقد أنها كانت عنواناً لدعاية انتخابية إسرائيلية –يسارية- تُرجح الحلول السياسية على الأمنيّة- ربما حركة (ميرتس، أو راتس)، كنّا شاهدناها على شاشة التلفزيون الإسرائيلي، في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانينات من القرن الفائت، بِواقع دقيقتين أو ثلاث دقائق وعلى مدار الحملة، وهي أن ظَهَر جنديّاً وفي يده قنبلة، ينظر إليها قائلاً: إنها لا تكفي لجلب الأمن لإسرائيل. ثم ظهر ثانيةً وهو يُمسك مسدساً محشواً بالرصاص، فنظر إليه وقال: هذا أيضاً لا يكفي، ثم امتلك رشاشاً ثم مدفعاً فدبابة ثم المزيد من السلاح حتى تكدّس كترسانة من حوله، ثم خرج اقرأ المزيد
يحلو للبعض أن يصف علاقة التنظيمات الفلسطينية بقضية تحرير فلسطين بعلاقة أشبه بالعبثية في ظل الاتفاقات ثم الخلافات والاختلافات المفضية إلى صدامات أحيانا ثم مصالحات ثم اتفاقات ثم خلافات و..و.. دائرة مفرغة من العبثية. نظرة سطحية للمشهد مغلفة بزوايا إنسانية قد تدفع البعض لاتهام الفصائل بتحويل قضية الشعب الفلسطيني من شعب يريد تحرير وطنه، وقضية شعب يسعى لاسترداد أرضه المحتلة، إلى شعب انحرف عن سبيل التحرير إلى مسارات جانبية، يخفت فيه صوت قعقعة السلاح، وتتقزم فيها النظرة السياسية الشاملة للقضية، اقرأ المزيد