مجتمعات الدنيا تتجه نحو تشكيل المحيطات الجبارة، فهي تسعى للتفاعل التكافلي الاعتمادي، الذي يؤمّن بقاءها المقتدر وصولتها المدوية الفتاكة، التي تجعل الآخرين يفكرون مرارا قبل الإقدام على استهدافها. ومن الواضح أن الدول الغربية أدركت حقيقة وأهمية تشكيل محيطها الكياني القادر على مساعدتها وتقوية مناعتها ضد الأخطار والمفاجآت، ولهذا تراها تتلاحم وتتفاعل مع كندا وأمريكا لبناء القدرة الكونية اللازمة للتحكم بمصير الآخرين من حولها. اقرأ المزيد
المجتمع العربي تعبّدي, بمعنى أنه ميال لممارسات تعبدية قد لا تتصل بالدين أو يجعلها ذات صلة به, وقد تكون تعبيرات عن طقوسات دينية شكلية فارغة خالية من المحتوى الديني الحقيقي وفاقدة لجوهر ومعاني الدين. فالإسلام على سبيل المثال, عبارة عن صلاة وصيام وحج, أما الزكاة فلها شأن آخر. وعندما نتساءل عن الإسلام كسلوك ونظام أخلاقي اقرأ المزيد
لكي تصنع تحتاج لمواد أولية, قد تملكها أو تستوردها, فاليابان لا يوجد فيها حديد لكنها تستورده وتصنّعه, وكذلك غيرها من الدول الصناعية التي تعلمت مهارات التصنيع, أما المجتمعات الأخرى الفاقدة لقدرات التصنيع فإنها تصدّر ما عندها من المواد الأولية والخامات, اقرأ المزيد
أمم الدنيا تعيش في دولة إلا أمة العرب فهي أمة بلا دولة!! فالعرب أمة عاجزة على أن تكون في وعاء دولة, وعلى مدى القرن العشرين وحتى اليوم فشل العرب في إقامة كيان الدولة بمعانيه السيادية والاقتدارية, وإنما ارتضوا صيرورة الكينونات التي تسمى أقطارا أو أوطانا, وهي منقوصة السيادة ولا وجود فيها لكيان الدولة ومؤسساتها, اقرأ المزيد
أيها العرب لا عاصم لكم اليوم من الغرق والانقراض إلا العروبة, فهي طوق نجاتكم وبوصلة مصيركم, وبرهان وجودكم وعلامتكم الفارقة وهويتكم الصادقة, وبغيرها سيكون حالكم أسوأ مما أنتم عليه اليوم. فما أن غسل العرب أيديهم من عروبتهم حتى داهمتهم وحوش الغاب المعاصرة وافترستهم شرّ مفترس اقرأ المزيد
الأرض ميدان حروب متنوعة ومتجددة ومبتكرة، وفيها من أدواتها وآلياتها ودوافعها ما لا يمكن حصره بمقال، فالحرب التي تعارفت عليها البشرية ما عادت موجودة، وإنما الذي يدور هو قائمة لا تنتهي من الحروب، ومنها النفسية والإعلامية والفكرية والثقافية والتجارية والعلمية والبحثية والابتكارية والصناعية، فالدنيا في سباق محموم في هذه الميادين وغيرها. فالحرب التقليدية التي عهدناها ما عاد لها أثر، والسبب هو ما أنجزه العقل البشري من ابتكارات ذات قدرات تدميرية لا يمكن تصورها، اقرأ المزيد
الانتكاب من النكبة، والانتهاب من النهب. وهذان المصطلحان يُراد الإشارة بهما إلى الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق ومصر، وما سيجري حقا هو انتكاب وانتهاب. ففي العراق هناك أكثر من مائة حزب وكتلة وفئة تسعى للتنافس على مقاعد برلمانية، وفي العرف الجمعي أن الديمقراطية هكذا وحسب، وكأن الانتخابات لم تكن موجودة قبل ألفين وثلاثة، فهل هذا يعني أن الأنظمة التي تجري فيها الانتخابات ديمقراطية؟ اقرأ المزيد
السلوك البشري الاقتداري المعاصر تحالفي الطباع والنزعات، فلا يمكن لقوة واحدة أن تتسيد وتقبض على أعناق القوى الأخرى وترتهنهم، كان ذلك نسبيا صحيحا على مدى العصور التي كانت تتحكم فيها إمبراطورية واحدة بمقدرات الوجود الأرضي ومن حولها قوى تخاف منها، لكن ذلك السلوك أدى إلى ولادة قوى ونهوضها وانحسار القوة الكبرى، أي أن أية قوة ما أن تنهض اقرأ المزيد
طرق الأبواب عادة أتقنها الشعراء المداحون في الأزمان العربية السالفة, فكان ذوي النعمة والقوة والسلطان, هدفا لكل مداح يريد أن يملأ جيوبه بمال. وكأن هذه العادة قد تطورت وانعكست بالسلوك السياسي العربي, فأنظمة العرب السياسية ومنذ تأسيس دولهم وحتى اليوم, لا تعرف إلا الوقوف على أبواب الأقوياء واستجداء القوة والسلاح منهم. وبعضهم لا يجرؤن الاقتراب من عتبة أبواب الأقوياء, أو طرقها, اقرأ المزيد
الدول التي تكونت وصارت معاصرة ومؤثرة في الدنيا، أرادت أن تكون فكانت، ودولنا خالية من إرادة أكون ولهذا فهي لا تكون. وما تحتاجه الدول العربية هو نداء أكون أو قدحتها وصوتها وإرادتها لكي تتحقق وتنطلق في مشوار دنياها السامق العزيز. فلا يعوز العرب شيئا سوى هذا النداء الذي عليه أن يسري في عروقهم وأعماقهم، اقرأ المزيد