الهوية بجوهر تعريفها هي الذات البشرية بما تحويه وتمتلكه وتتصف به وتعبّر عنه في السلوك والمواقف، والتفاعل اليومي في المحيط الذي هي فيه. والهوية من وجهة نظر نفسية وسلوكية هي "الأنا" الفردية والجمعية والكلية. وهي قائمة في الإنسان ومتواصلة مع العائلة والمدرسة والمجتمع الوطني والقومي والعقائدي والإنساني، وقد تأخذ آفاقا وامتداداتا كونية متسعة وفقا لقدرات وعيها ومعرفتها. والهوية بهذا المعنى السلوكي، هي ثقافة ووعي متنامي لا يمكنه أن يتأسن أو يتخندق في حفرة أو يستكين في صندوق. اقرأ المزيد
قتل العرب بسيط جدا وفي غاية السهولة ولا يحتاج عدو العرب سوى أن يُسلح العرب, فسيجدهم يتقاتلون ويبيدون بعضهم بعضا بالسلاح الذي يستوردون أو يُمنحون. فالعرب ألد أعداء العرب, والعرب يحفرون لبعضهم البعض قبورا, ويدمرون فيما بينهم الجسورا. وتلك عاهة العرب وتبلغ ذروتها عندما يشتد الخطب, فتأملهم كيف يتقاتلون والمفترسون من حولهم يصولون, وينهشون أكتافهم وهم الخانعون الصاغرون, المتفننون بتسويغ قتل العربي للعربي, ووصمه بما يجيز ذلك من التوصيفات والمسميات الفتاكة. العرب أحالوا الذهب الأسود إلى دخان أسود يعصف بديارهم ويمحق وجودهم, ويمنعهم من رؤية وجوه بعضهم البعض, بل كل يرى أخاه وكأنه شيطان رجيم. اقرأ المزيد
جوهر المشاكل الدائرة في الشرق الأوسط يمكن تلخيصه بعدم الفهم المتبادل ما بين الشرق والغرب, ما بين الدول الغربية ودول الشرق الأوسط وخصوصا العربية. فهذه الدول بعيدة كل البعد عن فهم بعضها البعض, فلا الغرب يفهم ولا الشرق يفهم, ويتركز هذا الجهل في الدول العربية التي يجهلها الغرب تماما وتجهله بالكامل. وقد أسهم في هذا التجهيل معظم العرب المدعين بالثقافة والفكر والمعرفة, من اختصاصيين ومفكرين وسياسيين, وحملة أقلام جاهلين منبهرين متوهمين يقرؤن بمنظار الآخرين, وقد دأبوا على ذات المنوال والنمطية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم, فقدموا صورة مزيفة عن الحالتين. اقرأ المزيد
"وهلْ يصحُ في الأفهامِ شيء...إذا احْتاجَ النهارُ إلى دليل" و"كلكمْ راعٍ ومسؤول عن رعيته" التأريخ العربي الإسلامي ثري بمبادئ وأسس الحكم الرشيد, وفيه منطلقات ومواد دستورية وشرعية, منبعثة من أعماق التجربة الإنسانية المتكررة والمتطورة والمتفاعلة مع زمنها. ومع ثراء الإرث الحضاري, ترانا وعلى مدى أكثر من قرن, نقف عاجزين عن الوصول إلى نظام سياسي معاصر, يحررنا من استنزاف الطاقات اقرأ المزيد
تعوّدنا على سماع مصطلح "الشرق الأوسط", كوصف لمنطقتنا ومضت التسمية لعقود, ويبدو أنها في مرحلة لفظ أنفاسها الأخيرة, وسيتم الاستعاضة عنها بتسمية "الشرق الأسقط"!! فالمنطقة محكومة بثلاثة قوى إقليمية عظمى, حوّلت البلاد العربية إلى سوح وميادين لتصارعاتها وتجاذباتها وتوافقاتها, وهي متفاعلة ومتواصلة مع إرادات القوى العالمية الكبرى, فما يجري في المنطقة العربية يتحقق وفقا لتوازنات تفاعلية ما بين الدول الإقليمية الثلاثة القوية اقتصاديا وعسكريا, وبين القوى العالمية التي تتحرك بالمصالح والغايات والتطلعات, وما توفره من حمايات للقوى التي تريدها أن تكون مهيمنة ومتحكمة بمصير العرب. اقرأ المزيد
عام ألفين وسبعة عشر، عام تفاقم، وعلائمه بدأت منذ الساعات الأولى، ولا تزال تتواصل وتتأزم، فالواقع بقوانينه الشرق أوسطية، والعربية خصوصا، يؤكد مرارا وتكرارا، أن أي خطوة سيئة عليها أن تتطور وتتفاعل للوصول إلى متواليات هندسية تفاقمية متوالدة. فتفاقم المشاكل ومنع حلولها يخدم المصالح الإقليمية والعالمية، ويساهم في نهب الثروات النفطية، واستشراء الفساد والظلم والقهر، واستلاب الحقوق وتدمير الأوطان والإنسان. اقرأ المزيد
الأنظمة العربية من أسهل أنظمة مجتمعات الدنيا انزلاقا وانحدارا للقيعان، فلا حلم ولا روية ولا حكمة، ولا مشاورة وتقدير مواقف وحسابات نتائج وتطورات وما خفي في بطون المنزلقات، وإنما سلوك مبني على منطوق "شيّم العُربي وخذ عباته"!! فما أسهل التلاعب بعواطف الأنظمة ودحرجتها بالإتجاهات المطلوبة لتحقيق المصالح والمشاريع المرسومة، وجميعها وجدت نفسها في مواقف مصيرية يصح فيها القول دوما "سبقَ السيفُ العَذل"!! فما حصل للعراق، وسوريا وليبيا وغيرها ينضوي تحت هذا السلوك الاندفاعي الانفعالي، الذي يوهم العقل ويدفعه لتسويغ القفز إلى ميادين سقر!! اقرأ المزيد
عندما نأخذ بالحسبان حصاد الحرب السورية، والتي بدأت منذ أكثر من خمس سنوات وحتى هذه الأثناء، نجد أن سوريا الآن، لم تعد سوريا ما قبل الحرب، ومن غير الممكن أن تعود كما كانت خلال أوقات لاحقة، فعلاوة على أنها أصبحت ميداناً للحرب وحاضنة للمعارك، فقد راح ضحيّتها مئات الآلاف من القتلى - 500 ألف تقريباً-، وأكثر من 1.5 مليون من الجرحى، وهجران ملايين السوريين وفرارهم إلى خارج البلاد، مع ملاحظة أن 85% ممن بقي منهم، سقطوا تحت خطّ الفقر، ناهيكم عن الدمار والخراب الذي طال الماضي السوري وحاضره. اقرأ المزيد
تميز هذا العام بظاهرة القمر الجبار حيث اقترب القمر من كوكب الأرض ليلة الرابع عشر من نوفمبر وترى النور يطغي على ظلام الشتاء الدامس في كل مكان. لكن ظلام العالم العربي يتميز عن ظلام بقاع الأرض الأخرى بمقاومته للنور وبدلا من ذلك هناك أنوار أخرى تضيء الليل وتحرق النهار على شكل نيران المدافع وقصف الطائرات و قتل الأبرياء. وبعد شهر من ظاهرة القمر الجبار كان حديث الناس في الغرب والشرق والعالم العربي هو نهاية معركة حلب. هناك من يقول تحرير حلب إن كان هواه مع النظام السوري لسبب عقائدي أو سياسي أو عرقي أو طائفي. وهناك من يستعمل مصطلح آخر وهو سقوط حلب إن كان هواه ضد النظام السوري وأيضاً لسبب عقائدي أو سياسي أو عرقي أو طائفي. اقرأ المزيد
حلب وتقدير الموقف من الطبيعي أن يتفاوت الأشخاص في تقدير الموقف أشخاص لا يشك في عقلهم وحسن رؤيتهم ينظرون تجاه أرواح المدنيين من أطفال ونساء وضعفاء، ويعرفون أن بوتين والولي الفقيه وبشار الأسد لا يبالون بدمائهم فيفكرون بطريقة نسمعها في صيغة الاستغاثات، وتتمزق قلوبنا لاستغاثاتهم ... اقرأ المزيد