شيءٌ ما تبدّل دراماتيكيا في المقاربة السعودية لشؤون المنطقة. لم ينقشع بعد ضبابُ الخطوات اللافتة التي اتخذتها الرياض لمكافحة الإرهاب منذ القرارات الملكية الأولى انتهاء بتلك التي فصّلت بوضوح هوية التنظيمات الإرهابية وخارطة الحسم مع سلوكها في الشكل والمضمون. ولم تفصح الأيامُ القليلة الماضية عن سرّ التحوّل الجذريّ والاستراتيجي، ولا عن مدى اتّساق تلك القرارات مع التركيبة البنيوية الدينية للمملكة. اقرأ المزيد
بداية أوكد على ما تم توكيده سابقاً وهو أن النظام السوري، كالأنظمة العربية الأخرى، زرع بسلوكياته بذور الثورة والإقتتال. الآن وبعد كل هذه الدماء التي سُفكت وستُسفك في سوريا، هناك إصرار غربي أمريكي وأوروبي وعربي على مواصلة القتال، ولا يلوح في الأفق أن الأقوال الصحافية التي نسمعها على ألسنة مسؤولين غربيين حول الحلول السياسية ستجد طريقها إلى التنفيذ. اقرأ المزيد
ملاحظة مهمة: المقالة موجهة حصراً لنساء العراق لإنشاء دولة خاصة بهن، تُدعى نسوان ستان. أصبح الحديث جهراً، ليل نهار، ودون مواربة أو خجل، يجري كأنه أمر واقع حول تقسيم وطننا الجميل العراق إلى مجرد قطع أراض دون انتماء لحضارة وادي الرافدين. ولصالح من يا نساء العراق؟ لصالح مذاهب صنعها الذكور، لا نحن. كل يوم نودع قلوبنا أمانات في أجساد أولادنا لتتمزق مع تمزقهم، وتحولهم إلى أشلاء، فبين المدرسة، والعمل، والبيت تُقيم المفخخات اللعينة راصدة زهورنا اليانعة، لتقطفها قبل الأوان أمام أعيننا النازفة دمها لا دمعها، وما صنعها غير ذكور لا رجولة فيهم. اقرأ المزيد
هذه الرسالة وصلتني من أخي الحاج إدريس بوصفيطه، نصائح ثمينة من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري يقول فيها: لا تجعل من خيمتك دار إقامة دائم بل اجعل عينيك ترنو إلى دارك التي وُلدتَ فيها وترعرعت بها وهُجرت من أجلها، فلا تقبل بخيمتك عوضاً عنها مهما زينوها وجملوها لك فإن في تزيينها وتجميلها الأفيون المخدر للكرامـة والقاتل للشـهامـة الذي يجعلك تتقاعس عن واجبك ونضالك لاستعادة حقك، وأن صبرك على العيش في هذه الخيمة يجب أن لا يتعدى صبر صياد نصب خيمته في فلاة يتعقب صيده ويتنقل بخيمته وراء ما يبغي من الصيد ثم يأتي الأوان ليرجع بصيده إلى دار إقامته وأهله وصحبه بأيامها الزاهية الجميلة اقرأ المزيد
واردات الدول النفطية العربية تقدر بأكثر من نصف ترليون دولار سنويا, ومعظمها يُستخدم لقتل العرب, والاستثمار في صراعات دامية فيما بينهم. فالعرب يقاتلون بعضهم بأموال النفط, التي يشترون بها الأسلحة الفتاكة التي ما استخدموها إلا للعدوان على أنفسهم. وما يحصل في المنطقة ومنذ ثلاثة عقود, إنما حرب غير معلنة ما بين الدول العربية, وتتخذ مسميات متنوعة, ومتوالدة, ذلك أن أموال النفط عندها القابلية الفائقة على تفريخ المجاميع والفئات والأحزاب والتنظيمات اقرأ المزيد
أمتنا وعلى مدى العقود وربما القرون, تتفاعل مع الدنيا من حولها وهي مرهونة بغيرها, ولا تعرف غير "هوّ"! و"هوّ", أية قوة تفكر بمصالحها وتسخر الأمة من محيطها إلى خليجها للعمل على تحقيقها, وتأمينها وحمايتها. ويبدو أن أمتنا لا تفكر بمصالحها, وكأنها مجتمعات تتقاطع مع مصالحها في سلوكها, وتعيش حالة من التنافر الحضاري المروّع, الذي يتسبب بتداعيات مريرة وقاسية, في متواليات حسابية وهندسية لا تنتهي. اقرأ المزيد
يونس هو النبي الذي التقمه الحوت ومكث في بطنه لحين, وبعد أن لفظه صار عليه شجر من يقطين, ومقامه أو قبره موجود في مدينة الموصل (نينوى) العراقية. وبين يونس وتونس علاقة لفظية, فياء يونس تحولت إلى تاء تونس. واسم تونس له أصول متنوعة, ومنها أن المسلمين عندما عبروا بين مصر وبلاد المغرب العربي مروا خلال صحراء شمال أفريقيا الشاسعة, وعندما وصلوا أرضا خضراء, أنِسوا بها, أو تونّسوا فيها, وكأنها كانت محطة للتوقف والاستراحة. اقرأ المزيد
لا توجد مجموعة بشرية في يومنا هذا لا تقوى على إدارة أمورها بنفسها مثل الأقوام العربية. قد يعترض البعض ويقول ماذا عن كوريا الشمالية ورئيسها المعتوه الذي أعلن على الناس ليلة العام الجديد بأن بلاده تخلصت من القذارة بالقضاء على عمه؟. الإجابة تنحصر في أن هذا البلد يدير أموره طاغية من البلد نفسه ولا يوجد عراب يدير أمرهم ويشمل ذلك الصين الشعبية. اقرأ المزيد
ما زالت أحداث الربيع العربي تشق صحيفة الزمان، بتبعات وآثار لم تؤخذ يوماً في الخاطر أو في الحُسبان؛ فبعد أن تسللت الثورات من رحم البطش والقهر والأحزان، دكت حصوناً، وزلزلت قصوراً، لأباطرة طالما انتهكوا كرامة الإنسان. وإن توقفت عجلة الأحداث عند هذه النهايات، لكان هذا الربيع قد نسج أجمل ثوب في تاريخ البلاد، ولكان قد عزف أعذب سيمفونية إرادة لأمة استفاقت بعد سنين من الوهن والسُبات. غير أن هذا الربيع أثبت أنه ما زال يحمل في جُعبته الكثير من الخبايا والأسرار، وألغاز عجزت سواعد من أشعلوا نار الثورات عن فك رموز منطقة نأت بنفسها عن أي سبيل من سُبُل الاستقرار. اقرأ المزيد
تلك الهرولة باتجاه التطبيع بين العراق وتركيا، برعاية وتشجيع أمريكيين، تبدو إما استباقاً لتسوية سورية قيد الإعداد، أو نأياً بالبلدين عن بركان سوري. تُطلُ تركيا من جديد على الجار العراقي وفق خطين عجيبين ليسا بالضرورة متوازيين؛ الأول، مفاجئ، تمثل في زيارة لافتة لوزير الخارجية التركي (أحمد داوود أوغلو) إلى بغداد. والثاني، أصبح كلاسيكياً، تمثل في استقبال، أُريد له أن يكون حافلاً، لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في مدينة ديار بكر الكردية، في تركيا من قِبل اقرأ المزيد