وسواس . أرجو الرد عاجلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إزاي أوفق بين وقف الفكرة وبين التعايش معها مش وقف الفكرة ده يعتبر رد فعل تجاه الوسواس, مثلاً لو جت لي فكرة بآخد نفس وأطلعه ويبقى خلاص كده, بس بقعد أقول إن ده استجابة للوسواس والمفروض ما أتجاوبش مع الفكرة أصلاً.
ممكن شرح للنقتطين دول
وهل للدكتور وائل أبو هندي عيادة في الزقازيق.
21/1/2017
رد المستشار
الابن الفاضل "ahmed tareq" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك وعلى استعمالك خدمة استشارات مجانين.
وقف الفكرة Thought Stiopping هو واحد من أقدم الأساليب التي جربت للتعامل مع الوسواس منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولم يلبث المعالجون فترة قصيرة إلا وقد تنبهوا لفشل ذلك الأسلوب، فقد كتب في كتب الطب النفسي القديمة أن المعالج السلوكي ينصح المريض باستخدانم سوار مطاطي يرتديه في معصمه ليشده كلما داهمته الفكرة ثم يتركه وكأنه يعاقب نفسه على ورود الفكرة، واستخدم بعض أساتذة الطب النفسي الكبار هذه الفكرة محورة بأن نصحوا المريض بالاستعاذة كنوع من وقف الفكرة..... لكن كل هذا يفشل مع مرضى الوسواس القهري، واتضح بعد أقل من عقد من الزمان أن هذه الطريقة تفشل ليس فقط مع المرضى وإنما حتى مع الإنسان الطبيعي، فهناك ما يعرف بنظرية العملية العقلية الساخرة Ironic Process Theory والتي تشير إلى أن محاولة السيطرة على محتوى العقل تؤدي إلى تفعيل نوعين من العمليات العقلية:
1- عملية تشغيل ذهني متعمدة تهدف إلى إيجاد محتويات عقلية لإحداث الحالة العقلية المطلوبة (مثلا عدم التفكير في الجنس)، وهذه العملية هي عملية واعية مرهقة تحتاج إلى طاقة معرفية كبيرة وهي أيضًا عملية متقطعة بسهولة.
2- عملية مراقبة ذهنية معاكسة تهدف للبحث عن محتويات عقلية تبين فشل عملية السيطرة على العقل، وهذه العملية عملية تلقائية لا واعية وغير متقطعة.
ومما يثبت صحة نظرية العملية العقلية الساخرة أو المفارقة ما يسمى باختبار قمع الأفكار Thought Suppression Test حيث يطلب من الشخص أن يفكر ويتخيل صورة محايدة انفعالياً بالنسبة له مثلا صورة حمار وحشي وأن يحاول التركيز على تلك الفكرة والصورة لمدة دقيقة، ثم يطلب منه بعد ذلك أن يمتنع لمدة دقيقة عن التفكير في أو تخيل صورة الحمار الوحشي، فيكتشف أن ما يحدث هو على العكس زيادة في ورود الفكرة والصورة على وعيه، وبالمثل إذا طلب من مجموعة من الناس أن يحاولوا عدم التفكير في شيء ما فإنهم بعد فترة من النجاح في القمع يكتشف بعضهم -إن لم يكن معظمهم- أن هناك ردة فعل تتمثل في زيادةٍ لورود أفكار عن ذلك الشيء مقارنة بما قبل وهو أثر تمكن تسميته بالزيادة العكسية... وهذا ربما يمثل نموذجا لفهم وشرح الوسواس القهري في بعض الحالات، لكن هناك كثيرًا مِنْ التضاربِ في نتائج الدراسات حول هذا الموضوع.
إلا أن الثابت هو أن محاولات السيطرة على الأفكار تؤدي إلى زيادة المشكلة، فصحيح أنها تؤدي إلى إنهاء التعرض للفكرة لكنها في نفس الوقت تضمن استمرارها كمصدر تهديد، كما يؤدي النجاح المؤقت في إبعاد الفكرة عن الوعي إلى تقليل القلق مرحليا (وهو ما يعزز المحاولات) لكنه في نفس الوقت يؤدي إلى حرمان الشخص من رؤية الأدلة الجديدة على بطلان الفكرة، كما تؤدي عودة الفكرة للوعي إلى اكتشاف الفشل والعجز عن السيطرة بما ينتج تأويلات أكثر إشكالا لمعنى ذلك الفشل بالنسبة للمريض.
أما ما تسميه بالتعايش مع الفكرة فإن المقصود به ليس القبول بمحتواها وإنما تقبل أن الفكرة موجودة وأن وجودها لا يلزم الشخص بشيء أي أن عليه تقبل وجود هذه الفكرة وإمكانية ورودها أو إلحاحها على وعيه لكنه في نفس الوقت لن يقوم بأي رد فعل تجاهها ومن أهم ردود الفعل تلك أن يحاول الشخص التخلص منها أو وقفها أو منعها بأي شكل فكل هذه المحاولات تزيد من ضراوتها، وطبيعي أن الشخص يحتاج إلى ما أسميه تتفيه الفكرة قبل أن ينجح في تقبل وجود الفكرة والتعايش مع وجودها.
إذن باختصار أسلوب وقف افكرة هو أسلوب غير صحيح وغالبا ما يفشل سواء على المدى القريب أو البعيد، والصحيح هو تقبل وجود الفكرة كفكرة مجرد فكرة ليست لها قيمة إلا بقدر ما يمنحه لها الشخص من اهتمام.
وبالنسبة لمكان عملي يمكنك معرفة ما تشاء من معلومات عنه من خلال صفحة اتصل بنا ... أهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.