صعوبة في القيام بالنشاطات اليومية وأفعال قهرية
السلام عليكم أنا أخوكم حسن من السعودية
جزآكم الله خيراً على جهودكم واعذروني على إطالتي فأنا أحاول أن أصيب جميع النقاط المهمة لحل المشكلة
لدي مشكلتان وعلى الأرجح أنهما مرتبطتان ببعضهما البعض
الأولى: هي أنني في بعض الأحيان لا أستطيع القيام بنشاطاتي اليومية العادية وأستثقل الذهاب مثلاً للسوبر ماركت أو إذا ذهبت فإنني أفضل التي زبائنها قليلون. فمثلاً ذات يوم كان على زجاج السيارة بعض الغبار أعتقد أنها لا تحتاج إلى مغسلة وغسيل كامل فقط بعض مسحات على الزجاج وتكون نظيفة. فأنا معتاد في هذه الحالة على مسحها بأداة وفي وقت قصير تكون نظيفة. ولكن عندما أفعلها أحس أن كل من يمر سوف ينتقدني على فعلي وربما يحكم علي على أنني غريب الأطوار. أحس أنني مقيد بكل تصرفاتي ولذلك فأنا أفضل أن أكون وحيداً أو مع أصدقاء قليلين اخترتهم بعناية. علما أنني أتنقل بين مدينتين فعندما أكون في المدينة التي فيها أهلي هذه المشكلة تكون أكثر شدة. أما المدينة الأخرى فأعيش وحدي وحرصت على عدم إقامة علاقات هناك فلذلك أحس بالحرية نوعاً ما رغم أن المشكلة موجودة. مثلا لو كنت في مكان عام أو سوق أحس أن كل شخص ينظر إلي وأن أي حركة أفعلها تجذب للانتقاد. حتى في الصلاة في المسجد أحس بهذه المشكلة وقد تفاقمت لدرجة أنني قليلاً جداً ما أصلي في المسجد(أصلي في المنزل طبعاً). أحس أنني أقل من الجميع مع أنني وبحق شخص ذكي (حصلت على جوائز وتكريم في صغري) وأحب العلم والقراءة. وزني زاد على مر السنوات الماضية ولكني أنقصته على مر السنوات فشكلي مقبول الآن ولكن أحس أنه غير كافي فأنا لا أرى أنه في أفضل حال وأسعى للنقصان في الوزن أكثر لكي أستطيع لبس أي شيء أريد, أنا أيضاً قصير القامة ولكن لا أعتقد أن هذا الشيء أثر علي كثيراً . لا أحب أن أمدح من قبل الآخرين في شكلي أو لبسي في بعض الأحيان ولا أحب الترحيب الزائد. بيئة دراستي غير محببة لي. فالأغلب يتصرفون بأنانية ونفاق وصبيانية وينتقدون ويضحكون من أي شيء. لذلك فأنا لا أخالطهم أبداً إلا في مكان الدراسة. يوجد من بينهم أشخاص محترمين ونقيين فأنا أحبهم وأحترمهم. أحس أيضاً أنني لا أستطيع التعبير عن أفكاري والأشياء التي أحبها لأي أحد لذلك في بعض الأحيان أرسل فيديوهات وثائقية إنجليزية غير مترجمة أتمنى أن تترجم أو مقاطع في الواتسب في مجموعة فيها بعض الأقرباء وأعلق عليها أنها رائعة رغم أنهم لا يستطيعون فهم الإنجليزية وكلهم لا يفتحون هذه المقاطع. ولكني أرتاح في التحدث معهم فلذلك أرسل لهم. أحس أن اهتماماتي لا تهم أحد. ذوقي مختلف جداً عن ذوق من حولي لذلك لا أحد يشاركني اهتماماتي. ولكن في مواقع التواصل كثيراً ما أجد أشخاص اهتماماتهم تشبه اهتماماتي على عكس المقربين مني.
الثانية: هي أنني أعاني من وسواس قهري أظن هذا اسمه. وهو أنني أسترجع أحداث يومياً عن الماضي حتى لو أنها مواقف بسيطة تافهة فأنا أسترجعها وأقوم بسب نفسي بالغبي والمسكين وأوصاف أخرى. رغم أني أحاول المقاومة وأنجح دائماً ولكنها تأتي باستمرار خصوصاً بعد الاستيقاظ من النوم أو حين لا أحصل على النوم الكافي خصوصاً أيام الدراسة. وأردد اسم فتاة في بعض الأحيان أحببتها منذ صغري رغم أني لم أعد أحبها الآن ولا أخطط أبداً بالرجوع لها. ترديد اسم هذه الفتاة بدأ معي منذ مراهقتي وإلى الآن وهو يأتيني لا إرادياً. فقط أذكر اسمها خصوصاً قبل النوم ثم أدرك ذلك وأسكت. في الحقيقة مشكلتي هي نعت نفسي والتلفظ عليها أما ترديد اسم هذه الفتاة لا أعتقد أنه مشكلة إلا إذا تزوجت إن شاء الله وسمعت اسمها زوجتي ههه
مشكلتي الأولى ظهرت أول مرة في سنتي الأولى في الجامعة بعد أن زاد وزني مباشرة ظهرت المشكلة ومنذ ذلك الحين وهي موجودة. أما الثانية لست متأكدا ولكنها بعد الأولى بسنتين أو ثلاثة وإلى الآن باقية تزيد وتنقص. تزيد خصوصاً إذا قل نومي وتقل مدتها إذا قمعتها مع بدايتها وذكرت الله. أسرتي تتكون من أربعة أبناء أنا أصغرهم وأربعة بنات. علاقتي في أسرتي جيدة الآن. رغم أنه كانت هناك مشاكل مع أمي وأخي الأكبر بسبب أسلوبهم المتسلط والجارح. فأخي هذا كان يعنفني منذ الصغر ويضربني يومياً ضرباً مبرحاً وفي لحظة من اللحظات بعد البلوغ وهو ينتقدني ويلعنني بلا أي سبب وقفت في وجهه ودفعته وقطعت ملابسه (لست وحشاً ولكن ملابسه كانت واسعة وسهلة القطع) ومنذ ذلك الحين وهو على الصراط المستقيم.
أما أمي فكلامها الجارح واهتمامها الزائد يقتلني منذ الصغر. لذلك فقد كنت لا أحبها وكانت لدي مشاكل معها أثناء المراهقة وافتعلت مشكلة معها قبل مدة لكي أبين لها أن أسلوبها وكلامها لي لا يناسبني وبعد هذه المشكلة تحسنت علاقتي فيها. علاقتي بأبي جيدة. علاقتي بأخواتي جيدة ولكني أتضايق من مدحهن الزائد لي فهن كثيرات الإعجاب بي. تعرضت في طفولتي لمحاولة اعتداء جنسي ولكنها فشلت وفضح المعتدي وأذكر أن أمي لم تترك قريباً لم تخبره بهذه القصة أمامي وأنا طفل! وكلهم نظروا لي نفس نظرة العين (والله بالضبط). وتعرضت أيضا لتحرشات أثناء المراهقة ولكنني تعاملت معها.
لقد مررت بسنوات عصيبة جداً في بداية الدراسة في الجامعة وأمضيتها وحدي رغم الألم والمعاناة. وأعتقد أنها كانت أكبر مؤثر علي.
رغم ذلك فأنا أحس بالسعادة والحمد لله فقليلاً ما أشعر بالحزن أو بالتعاسة. أتمنى مساعدتكم بتكتيكات أو طرق أو أفعال لحل هاتين المشكلتين والله يحفظكم ويرعاكم.
2/6/2018
رد المستشار
رغم الألم والمعاناة التي ذكرتها، علاقتك بالأسرة (كانت هناك مشاكل مع أمي وأخي الأكبر بسبب أسلوبهم المتسلط والجارح. فأخي هذا كان يعنفني منذ الصغر ويضربني يومياً ضرباً مبرحاً وفي لحظة من اللحظات بعد البلوغ وهو ينتقدني ويلعنني بلا أي سبب)، وما تعرضت له في طفولتك ((تعرضت في طفولتي لمحاولة اعتداء جنسي ولكنها فشلت وفضح المعتدي وأذكر أن أمي لم تترك قريباً لم تخبره بهذه القصة أمامي)، ومراهقتك (تعرضت أيضاً لتحرشات أثناء المراهقة ولكنني تعاملت معها) ... إلا أنك استطعت أن تجاوز ذلك. لكن، يبقى شيء من الماضي عالقاً في ذاكرة الشخص قد يكون له أثر في حياته. يبدو أن ثقتك بنفسك قليلة، وقليل من أفكار ذات طابع وسواسي تنتابك بين الحين والفينة. (هي أنني أعاني من وسواس قهري أظن هذا اسمه)، وهي فعلاً أفكار تسترجعها رغم تفاهتها (وهو أنني أسترجع أحداث يومياً عن الماضي حتى لو أنها مواقف بسيطة تافهة فأني أسترجعها). كون هذه الوساوس سخيفة وهي فعلاً سخيفة فعلاً وقد كون مؤلمة أحياناً، مما يجعلك تصف نفسك بالغباء أو تلعن نفسك لسخافة الوسواس (أقوم بسبب نفسي بالغبي والمسكين وأوصاف أخرى). والشيء الطيب أنك تقاوم وتنجح (أني أحاول المقاومة وأنجح دائماً).
وهناك أفكار تحمل طابع الشك والنقد لا سلوك منك (أحس أن كل من يمر سوف ينتقدني على فعلي وربما يحكم علي على أنني غريب الأطوار. أحس أنني مقيد بكل تصرفاتي ولذلك فأنا أفضل أن أكون وحيداً أو مع أصدقاء قليلين اخترتهم بعناية) ... هنا مشكلتك الحقيقة هنا ابتعادك عن الآخرين وتفضل أن تكون لوحدك بعيداً حتى عن أسرتك أو الذهاب الذهاب للصلاة في المسجد (عدم إقامة علاقات هناك فلذلك أحس بالحرية نوعاً ما رغم أن المشكلة موجودة. مثلاً لو كنت في مكان عام أو سوق أحس أن كل شخص ينظر إلي وأن أي حركة أفعلها تجذب للانتقاد .حتى في الصلاة في المسجد أحس بهذه المشكلة وقد تفاقمت لدرجة أنني قليلاً جداً ما أصلي في المسجد). وبالتالي تشعر بأنك حر ومنطلق... لا أنت لست حراً بل مقيداً بوحدتك وانعزالك عن ما يحيط بك... رغم ما تذكره برسالتك من أنك ناجح وذكي وتحب المعرفة (أحب العلم و القراءة ...وحصلت على جوائز وتكريم في صغري) ولا تهم بالشكليات أو الإطراء (لا أحب أن أمدح من قبل الآخرين في شكلي أو لبسي في بعض الأحيان ولا أحب الترحيب الزائد)، ( وبأن الأغلب يتصرفون بأنانية ونفاق وصبيانية)، إلا القليل الذي تحترمهم (أشخاص محترمين ونقيين فانا أحبهم وأحترمهم).. هذا أيضاً ما جعلك تنطوي تبتعد قليلاً .. وتحمل رسالتك بأن الآخرين لا يستطيعون فهمك أو أنك تحس أن اهتماماتك لا تهم أحد (وذوقي مختلف جداً عن ذوق من حولي لذلك لا أحد يشاركني اهتماماتي) (ولا أستطيع التعبير عن أفكاري والأشياء التي أحبها لأي أحد).
فيما يتعلق بحياتك وبشكل عام، عندما تشعر بهذه الأفكار أو الوساوس التي تطرأ عليك ، حاول أن تنظر إليها كمراقب لها، وليس كمشارك في هذه الأفكار.. أي أن لا تتعامل أو فاعل وحاول أن تبددها...أي تعامل معها على أنها انعكاس لذلك الجانب من شخصيتك الذي يريدك أن تبقى كما أنت دون تغيير. أقصد بهذا اترك المجال لهذه الشكوك لتطفو على السطح وتظهر بوضوح، صارح نفسك بها، بأنها سخيفة وأنك قادر على التغلب عليها كما ذكرت في رسالتك، وانطلق على هذا الأساس. لأن جزء كبيراً من الأفكار أو الوساوس تستهلك وقتاً وجهداً كبيران على حساب الأنشطة الحياتية. وبالتالي فان الصعوبات في القيام بالنشاطات اليومية سوف تذلل.