هل هنالك أمل في الشفاء
السلام عليكم، حكايتي عويصة أنا شاب في 23 من العمر أريد حلا لمشكلتي، حكايتي أنا في عائلة جلها ذكور عشت فترات كبيرة مع عائلة أخوالي الذين هم تقريبا كلهم إناث من 4 سنوات إلى عشر كانت خالتي من نفس عمري صاحبة لي كنت ألعب دائما مع البنات حتى عمر 12 إن لم أكن مخطئ شكلي كان أنثويا حتى صوتي لكن بدأت ألعب مع الذكور
مشكلتي أنني أول ما عرفت الجنس عرفت بين ذكر وذكر فقط فبدأت أفكر دائما في صغري في الجنس مع الذكور الوسيمين (أنا الفاعل) في عمر 14 سنة رأيت أول علاقة جنسية بين ذكر وذكر تغذى عقلي كله على ذلك فأصبحت أشتهي الذكور ولم أمارس لحد الآن أي شيء لكن أشتهي الذكور ولا أشتهي الإناث حتى عاطفيا أستمني على أفلام الشواذ
هذا العام قبلت صديقي من فمه أكثر من مرة والآن توقفت أنا أريد حلا لهذه المشكلة هل أستطيع تغيير مساري الجنسي ؟ أم لا يوجد أمل ؟ لأني في سن الزواج.
وشكرا لكم على هاته الخدمة الرائعة
21/3/2020
رد المستشار
أهلا صديقي "محمد" على موقع مجانين للصحة النفسية.
كثيرا ما تتكرر مشكلة "الميول المثلية" والسؤال عن حلّ لها، ينبغي أن نعرف أولا الفرق بين اضطراب الهوية الجنسية trouble d’identité sexuelle وبين الميول الجنسي الذي لا يعني اضطراب الهوية، وبين السلوك الجنسي الذي لا يعني وجود ميل واحد سواء للذكور أو الإناث.
وكأي شيء نتعرّض له في تجاربنا الحياتية إما أن نربط معه علاقة حبّ وتعلّق أو علاقة نفور وبرود، هذا ما يُسمّى "الإشراط conditionnement"، وهو ببساطة خلق ارتباط عصبيّ قائم على اللّذة والمتعة مع نشاط معيّن، أو مادّة معيّنة ليخلق لنا نمط حياة معيّن. ما حصل معك أنّك لما اكتشفت "جنسيانيتك sexualité" اكتشفتها أول مرة عبر سلوكات جنسية بين أصدقائك في المراهقة، فكانت التجارب الاستهلالية initiation، فصرتَ تنظر للجنس عبر منظار الجنس المثلي، تمام. كل تلك الشهوة والصدمة ولذة الجنس مختلطةً بها ثبّتت تلذّذك الجنسي في منطقة الذكور فقط.
الحل هو أن تعكس هذه العملية. وعليك باتباع الخطوات التالية:
- أن تُقلع على الإباحيات المثلية ولا تمارس العادة وأنت تشاهدها، ستبدأ أولا بالكفّ عن الاستمناء عليها نهائيا، وأن تفرّغ شهوتك في ظروف أخرى، محاولا التفريغ فقط دون التخيل ولا استحضار صور للجنس المثلي. وحاول وأنت تشاهدها أن تمارس نقدا لاذعا لها، أن تلاحظ المبالغات والأشياء المقززة وغير ذلك.... حاول أن تفعل العكس مع الجنس الغيري، فغالبا لن تقلع من أول مرة، فإن شاهدت جنسا غيريا حاول أن ترى الإيجابيات فيه بطريقتك وإن كنت تريد أن تثير نفسك فلا تفعل بمشاهد مثلية بل غيرية إن كنت فاعلا.... لكن لا بد من أن تقلع على الإباحيات تماما في يوم ما وقد تحتاج لعلاج إدمان الإباحيات.
- حاول أن تكتشف محاسن النساء وأن تكتسب ثقة في نفسك اتجاههم، فبعض المثليين يهرب من مواجهة الجنس اللطيف لأنه يبدو له غامضا، معقّدا ومُتطلّبا، فيكره ضُعفه وصعوبة إقامة علاقة حميمية معهنّ ولو في مخياله، فلا تجد طاقته الجنسية مخرجا إلا في علاقات الذكور لسهولتها نفسيا عليه وقلة تبعاتها الاجتماعية من حيث الظاهر. لذا تمعّن في مهاراتك الاجتماعية وهل هناك دافع من ضعف أو قلة ثقة أمام النساء.
- اكتشف هل مورِس عليكَ ضغط لتكبح كلّ شهواتك وميولاتك اتجاه النساء لوجودك مع بنات من المحارم، ومن شدّة كبحك لشهواتك ورغباتك اتجاههن، كُبِحَ عندك الميول للنساء فوجدتَ بديلا غير مراقبٍ ولا منهيّ عنه في تربيتك. هذا مجرّد احتمال يستحق التأمّل.
- عدّل من أفكارك نحو "متعة الجنس المثلي" هل هي حقا بهذا القدر من الروعة والمتعة، عدّل خيالاتك فلا تسترسل فيها، واقتل الرغبة في تخيل التفاصيل على هواك مما يخلق عالما وهميا قد لا تُحبّه ممارسة وواقعا. حاول تخيل النساء بدل الرجال، وحاول أن تلعب دور المحبوب من محبوبتك، فهذا إن كان غريبا لبعض الناس، لكنها خيالات صحية ينبغي أن يمرّ بها كل طفل ومراهق ليثبّت ميوله الجنسي في اتجاه معيّن.
- من الجهة العصبية اللذة الجنسية قد ترتبط بالمهيجات كيفما كان مصدرها، حتى لو كانت حيوانات أو جماد !! لذا اختيار "طبيعة المثير الجنسي" هو شيء لا علاقة له بحتميّته، فهو ليس حتميّا وليس وحيدا إلا بقدر ما يُفكّر الإنسان به كذلك. بكلمات أخرى تغيير وتحويل وقلب المهيجات الجنسية هي عملية تخضع للوعي والإرادة حتى لو اكتشفنا أول مرة مثيرات جنسية سنرفضها فيما بعد.... فإذا عصبنا عينيك وقبلت رجالا (حالقين) ونساء فلن تعرف الفرق، فالقبلة وأثرها واحد لكنك لن تشمئز أو تقبل إلا إذا عرفت هل هي مع أنثى أو ذكر. وليس شفاهك هي من تحدد، بل رغبتك النفسية، ميولك الذي عزّزته بالخيالات والخواطر والسعي وراء تهييجها كل مرة واختيار طريقك فيها.
- حاول أن تتقرب من بنت على أرض الواقع، حاول اكتشاف شخصيتها وجمالها، وتأمل نفسيتك هل اخترتَ اشتهاء الذكور لجهلك وبُعدك عن فهم طبيعة وجمال المرأة أم ماذا...
كل هاته الخطوات لا تعني شيئا إن قررت أن تستسلم لضعفك، في لحظة ضعف ستعاود خطأ، ثم تنهار عندك كلّ آمال التغيير. فإن وقعت في هذا فلا تيأس فالطريق تحتاج صبرا ومثابرة، ولن تُغيّر في شهر ما مكثْتَ تبني فيه لسنوات !
وأتركك مع بعض الروابط :
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج ؟ نعم !
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.م.س1
ليس خلل الهوية بل هي المثلية !
خيالاتي المثلية وميولي الجنسي !