الاكتئاب الجسيم : إلى متى العقاقير؟
كيف أتخلص من شعور الاحتقار للذات وتأنيب الضمير؟
السلام عليكم ورحمة الله. أشكركم جميعاً على هذا الجهد المبارك وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم. قبل أن أكتب مشكلتي لابد من أن أذكر أني شُخصّت بالاكتئاب ووصفوا لي السبرالكس ثم الزولفت لأنه آمن في فترة الحمل، أصبت به بسبب ضغوطات ومشاكل تراكمت على مر السنين لم أواجهها أو أُعبّر عنها وخاصةً أن شخصيتي حساسة وقلقة منذ الصغر وكنت أعاني من تهميش غير مقصود من والدي ووالدتي وكانوا شديدين في تربيتي ويكثرون من اللوم والانتقاد ورفض تام لكل ما أمر به من تغيرات في مراحل عمري المختلفة وتجاهل لاحتياجاتي النفسية والعاطفية التي أضطررت لكبتها، طبعاً فعلوا كل هذا بحسن نية وأنا الآن أحبهم كثيراً وأعذرهم في تصرفهم هذا، الآن هم يحسنون معاملتي ويظهرون محبتهم لي ودعمهم الكامل وتأسفهم لما مضى.
مشكلتي التي جعلتني ألجأ لكم بعد الله هي أني أنا وزوجي أخطأنا في حق أنفسنا ومارسنا بعض الرغبات التحررية ووصلنا فيها لمرحلة بعيدة لم أكن أتخيل أن نصل إليها، فعلناها لمرة واحدة فقط وعن نفسي نادمة جداً لفعلها وتبت توبة حقيقيه أسأل الله أن يتقبلها. سؤالي كيف أستطيع احترام نفسي والتخلص من شعور تأنيب الضمير والاحتقار لذاتي؟
أشعر بأني أصبحت ملوثة وخاصةً أمام زوجي، أشعر بالخجل الشديد والعار وأني فقدت ميزتي كزوجة صالحة ومخلصة، وما يزيد من ألمي هو أبي لما له من مكانة خاصة في قلبي ولارتباطي العاطفي والنفسي به فهو رقم واحد في حياتي رغم زواجي وإنجابي إلا أن رضاه وراحته وسعادته مقدمة عندي على الجميع لدرجة أن زوجي يغار أحياناً، وما فعلته يجعلني أشعر بالخجل الشديد، كلّما نظرت إليه أتذكر وأشعر بالخوف من أن يعرف ويغضب عليّ ويهجرني وأن ينكسر قلبه ويخيب ظنه في ابنته التي يحبها ويرى أنها مثال للطهر والصلاح .
والسؤال المهم كيف أستعيد احترامي لنفسي وثقتي بعد كل هذا؟
وشكراً جزيلاً مرة أخرى.
8/5/2020
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
تم الرد على استشارتك الأولى قبل يوم واحد. في هذه الاستشارة تتحدثين عن تجربة تحررية ما بدون تفاصيل، وعن قوة ارتباطك العاطفي بوالدك.
الاستنتاج الطبنفسي الأول هو أن هذه المشاعر والأفكار مصدرها موقعك الاكتئابي المزمن وتتحسن مع تحسن حالتك الوجدانية.
ملفات الإنسان لا عدّ لها ولا حصر والكثير منها ملفات سلبية لا فائدة من مراجعتها وطريقها هو فقط إلى سلّة النفايات. في نفس الوقت هناك الحاجة إلى أن تكون علاقتك بزوجك فوق أي علاقة أخرى حتى علاقتك بوالدك. لن يشفى أحد بسرك ولا توجد حاجة إلى وصل هذا السر إلى والدك، حتى إن وصل إليه فلن يبالي به وحبّه لك أكثر من حماقة لا قيمة لها حدثت يوماً ما.
تقربي من زوجك وتحدثي مع طبيبك النفساني حول علاج نفسي كلامي.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: الاكتئاب الجسيم : إلى متى العقاقير ؟ م1