إخراج الصلاة عن وقتها
السلام عليكم. أنا أخرت الصلوات حتى خرج وقتها، وفي مذهبنا الحنبلي أن الصلاة إذا أخرجتها عن وقتها بدون عذر لا يجب عليك القضاء بل لا تقبل منك، وأنا أخرتها لكن لا أدري هل هذا يعتبر عذر أم أنه لا قضاء عليّ بل عليّ التوبة، وهذا ما حصل معي، صدر مني تأخير للصلاة وبسأل هل يتعبر عمدا ؟
استيقظت 3:22 ظهراً ويؤذن العصر عندنا 4:04 فجلست حتى 3:40 لم أصلي ثم قمت وبحكم الوسوسة التي أعاني منها لم أستطع أن أتجهز إلا 4:02 وكان باقي دقيقتين فاستقبلت القبلة لأكبر لكن قبل أن أكبر أذن العصر، العصر كنت على طهارة في بداية وقت الصلاة لكن قلت الوقت طويل جداً، ثم ذهبت العصر خارج المنزل ولم أرجع إلا 5:30 تقريباً ثم لم أقم للصلاة إلا 6:15 وبحكم الوسوسة لم أستطع إدراك الوقت مع العلم أنه يؤذن 7:12 لكن لم أستطع،
المغرب قمت للصلاة بعد الفطرة وكانت الساعة 7:30 وتقريباً يخرج وقت المغرب 7:50 ووقت صلاة المغرب ليس طويلاً ولم أستطع إدراكه بسبب الوسوسة، العشاء قلت الوقت طويل جداً فلم أقم للصلاة إلا الساعة 11:20 وينتهي وقت صلاة العشاء 11:45 وبحكم الوسوسة لم أستطع إدراك الوقت. هل هذا يعتبر عذرا أم أنه كتارك الصلاة عمداً؟
بالإضافة أن عندي وسواس قطع النية فكل مرة أتوضأ وفي نصف الوضوء أقطع، فهل يسقط عني حكم النية في هذه الحالة ؟
وشكرا لكم
10/5/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "عبد الله" وأهلًا بك وبأسئلتك على موقعك مجانين.
إن الموسوس يا "عبد الله" ليس ملزمًا باتباع مذهب واحد، بل الأولى له أن يأخذ بالرخص، وبالأسهل من المذاهب المعتمدة إلى أن يزول وسواسه.
وحكم عدم جواز القضاء عند الحنابلة متفرع عن قولهم إن تارك الصلاة كسلًا كافر، وليس عليه قضاء ما فاته حال كفره، ولكنه يجدد إسلامه ويتوب. أما المذاهب الثلاثة الباقية (الحنفية، والمالكية، والشافعية) فهم يقولون: إن تارك الصلاة كسلًا مسلم عاصي، وعليه فهو ملزم بقضاء الصلوات التي تركها كسلًا.
وأنت لست ممن ترك الصلاة كسلًا ولا جحودًا، وإنما مرضًا....، والمريض حكمه مختلف....
متى ما انتهيت من التجهز للصلاة، فقف وصلِّ سواء صليت أداء أم قضاء. مع سعيك في الوقت نفسه للعلاج، الذي أصبح واجبًا لأن الوسواس يؤثر على صلاتك، فضلًا عن سائر نشاطاتك، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. تحتاج إلى علاج دوائي، وكذلك تحتاج بشدة إلى علاج سلوكي حتى تستطيع تقليل مدة وضوئك وغير ذلك من وساوسك.
بالنسبة لآخر وقت العشاء، فهو مسألة خلافية أيضًا، وغير الحنابلة يقولون إن وقت العشاء يمتد إلى أذان الفجر، فإذا صليته قبل هذا فهو أداء عند غير الحنابلة.
أما قطع النية فلا يؤثر شيئًا عند الموسوسين، لأنه قطع قهري وليس إرادي حقيقي. عدا عن أن النية غير واجبة أصلًا في مذهب الحنفية، يعني حتى لو غسلت أعضاء الوضوء دون قصد التوضؤ، فإن صلاتك تصح بهذا الغسل للأعضاء.
حاول جهد الإمكان ألا تعمل بما يأمرك به وسواسك، تعوذ بالله، وتابع وضوءك وصلاتك حتى لو شعرت أن كل ما تفعله باطل وغير صحيح؛ لأنه في الواقع مقبول وصحيح ولكن الوسواس يجعلك تقدر الأمور بشكل خاطئ.
لا تتأخر في طلب العلاج، واطلع من فضلك على مقالات العلاج الذاتي للوسواس الموجودة على هذا الموقع
عافاك الله وأعانك.