السلام عليكم موقع مجانين.
أنا بنت مصرية سيناوية مُسلِمَة، عندي 19 سنة. أَدْرُس دراسات إسلامية. عائلتي مُتَدَيِّنَة ومحدودة المَعارِف إلى حَدٍّ كبير. عانيت منذ طفولتي معاناة شديدة مِمَّا كنت أَظُنُّه وساوس شيطانية، حتى عرفت مَوْقِعَكُم.
أذكر أيام ابتدائي أنَّنِي كنت أخاف جِدًّا على أمي وأبي وجَدَّتِي، وكانت أفكار في عقلي تَأْمُرُنِي بِفِعْل أشياء خطأ حتى لا يحدث مكروه لأيٍّ منهم. هذا كان في الأوَّل، ثم جاءت وساوس دينية في الطهارة والوضوء والصلاة، وكنت أتعَذَّب وأُعَذِّب أهلي، مثلًا الضوء كنت أُكَرِّرُه 3 مرَّات على الأقل، وقضاء الحاجة يحتاج من ساعة إلى ساعتين. وعن وساوس الصلاة حَدِّث ولا حَرَج. وكُلُّ هذا لم يتَفَاقَم إلَّا عند البلوغ، لكنه بَدَأ قَبْلَها.
أهلي أحضروا لي أكثر من شيخ ليُعالِجَنِي بدون أي فائدة. بعضهم كان يقول "حسد"، وعِلاجُهُ لا يُفِيد. وبعضهم قال "وسواس"، لكن علاجه أيضًا لم يَكُن مُفِيدًا. وبعضهم قال "لُبِس بِجِنِّي يهودي"! وأحدهم قال "تحتاج إلى طبيب نفساني. هذا مرض نفسي"، لكن أهلي رفضوا بِشِدَّة؛ لأنَّ لِكُلٍّ من عمتيّ وإحدى خالاتي خبرات سيئة مع أطباء نفسِيِّين.
وبَقِيت في عذابٍ مُتوَاصِل لأكثر من سنتين، حتى عَثَرْتُ بالصدفة على موقعكم الرائع، فشعرت حقًّا أن هناك ليس فقط مثل حالتي، وإنَّما أيضًا هناك أطباء يفهمون الحالة. بصراحة اتَّبَعْتُ نصائحكم، خاصةً دكتورة رفيف إلَّا أنَّنِي بعد تحسن الوساوس في العبادات انْتَابَنِي الخوف الشديد من أَذِيَّةِ الأطفال. لا أدري أصلًا كيف سأُؤْذِيهِم، ولا لماذا! لكنَّنِي أخاف أن أُؤذِيهِم جِنْسِيًّا، أو أَرْمِي الطفل مثلًا من الشباك… إلخ. أعرف أنَّ هذا كلام مُضحِك لأنَّنِي أصلًا أُحِبُّ الأطفال. ولكم أنْ تتخَيَّلُوا وَضْعِي في البيت، وأنا الصغرى بين أخواتي، والوحيدة التي لم تتزوج بعد. باختصار هناك 3 أو 4 أطفال دون السابعة في البيت تقريبًا بِصِفَة مُستَمِرَّة.
من جانب آخر: منذ شهرين أُضِيفَ وسواس الخوف من الاقتراب من الأولاد، والذي بدأ بالخوف من الإفرازات، فأنا أخاف أن تحدث إثارة وأحتاج إلى الاغتسال. وبصراحة كِدْتُ بتَطْبِيق نصائحكم أنْ أَنْجَحَ في التَّخَلُّص منه، لكن الفكرة المَلْعُونَة تحَوَّلت إلى الخوف من أنْ أَفْقِدَ السيطرة، أو يظهر عليَّ ما يفضحني أمام الولد أو الآخرين.
أمَّا آخر ما ظَهَر من وساوس فَهُو الخوف من الدعاء على الآخرين، فبدون أسباب ولا مُقَدِّمَات أَجِدُ في عقلي دعاءً على هذا أو تلك. والكارثة أنَّه أحيانًا يحدث شيء سيء للشخص، فيَنْتَابُني شعور جارِف بالذنب، ولا أدري ماذا أفعل! آخر مرة (وليست الوحيدة) دَعَوْتُ على زوجة أخي صباحًا، فماتَت الطفلة التي كانت تَلِدُها مساءً أثناء الولادة! ومِنْ بعدها صِرْتُ أُفَضِّلُ اعتزال الناس، وإذا اضْطُرِرْت أَجِدُ نفسي أقول عكس الدعاء، وأَبْقَى أَتَضَرَّع لِرَبِّي ألَّا يستجيب للدعاء السيء!
أتمَنَّى أن تساعدوني.
ولكم كُلّ الشكر.
10/7/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "هادية المغيب" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
إفادتك تروي قصة نموذجية لاضطراب وسواس قهري مبكر البداية..... تغيرت صور الوساوس والقهور وعانيت معها كثيرا ولم يكن أهلك مدركين جيدا لحقيقة المشكلة ولا لكيفية التعامل الصحيح معها... وهو ما أطال معاناتك.... يسر لك الله أمورك وهداهم لفهم معاناتك.
وبينما كانت الوساوس القديمة متعلقة بالمخاوف الطفولية والأمور الدينية فإن الوساوس والقهور الحالية تتعلق بالعدوان (بالأذى أو الدعاء) والأمور الجنسية...... وهي بلا شك معاناة لا تقل عن معاناة الطفولة إن لم تفقها.... لكن الحمد لله الذي هداك إلى مجانين حيث تقرئين عن مشكلتك وتفهمين كيف تتعاملين معها.
وبداية في موضوع المذي ننصحك بألا تهتمي كثيرا لأمره وأن تتعاملي بشكل طبيعي مع الجميع أولاد أو بنات..... فغالبا ما يكون شعورك بنزول المذي مبالغا فيه، وحتى لو لم يكن كذلك فعباداتك تبقى صحيحة لأن مرضك بالوسواس القهري يعطيك الرخصة.
اقرئي على مجانين:
رنيم والمذي الدائم : صلاتك صحيحة !
وسواس المذي؟ افرحي بدلا من الخوف!
وسواس المذي وسواس الإعادة !
ما نستطيع مساعدتك به على موقعنا سيكون من خلال قراءة بعض المقالات التي سنرشدك إليها، ومنها ما يفصل شرح طريقة العلاج وكيفية تطبيقه، ومنها ما هو مخصص للعلاج الذاتي كما سترين، وهذه الطريقة هي الطريقة الأنجع للتعامل مع وساوسك وقهورك الحالية والتي تتمحور حول العدوان والجنس...... وكما ستبين لك الارتباطات فإن حجر زاوية العلاج السلوكي المعرفي هنا هو الت.م.ا أو التعرض ومنع الاستجابة..... وهذا معناه أنك (وبالطريقة التي تفضلين) ستكفين تماما عن تحاشي مسببات الوسوسة وتمنعين نفسك من الهرب منها وكذلك من أداء القهور التي تلجئين الآن إليها لتخفيف أثر الوسواس فتعطي نتيجة عكسية هي على الأقل استمرار المشكلة دون حل إن لم يكن تفاقمها.... فمثلا تقتربين من الأطفال وتحملينهم وتسمحين لهم باللعب معك بشكل طبيعي.... ثم لا تلتفتي لكل ما سيهجم على وعيك من أفكار ونزعات أو صور لأذيتهم..... واصلي التصرف بشكل طبيعي ولا تقومي بطمأنة نفسك لا بفحص أجسادهم (بحثا عن أذى ربما سببته لهم) ولا بسؤال أمهاتهم.... إلخ
اقرئي على مجانين:
وسواس قهري العدوان الشك التحقق !
وساوس العدوان : ما درجة الخطورة ؟
وساوس العدوان : كيف أطمئن نفسي؟
العلاج السلوكي للوسواس القهري مقدمة
العلاج السلوكي للوسواس القهري (1-3)
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك (1-4)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.